هي طقوس وعادات خاصة يبدأ بها العالم، في الدقيقة الأولى من العام الجديد، متمنيين الحظ وتحقيق النجاح، بعيداً عن التشاؤم والحظ النحس، فكيف يستقبل العالم الدقيقة الأولى من العام الجديد؟
البداية مع زيد محمد، الذي يقول أن الجميع يحمل أمنياته وأحلامه للسنة الجديدة، ودائماً ما يتمنى المرء الخير في الأيام القادمة، وخاصة بالنسبة لي حيث سوف يمثل العام القادم نقطة تحول كبيرة في حياتي، لاسيما وأنا مقبل على الزوج، لذلك سوف أستقبل العام الجديد لأول مرة برفقة خطيبتي، لنبدأ العام الجيد برباط الحب، ونحن نتمنى ونحلم سوياً بالحياة القادمة المليئة بالحب وراحة البال والسعادة".
بالحب والابتسامة
من جانبها تقول هيا أبو خليفة، عزباء، أنها تستقبل أول دقيقة من العام، بتقبيل رأس والدتها، والدعاء لها بأن يديمها الله لها في كل عام، وتقول: "أستقبل العام الجديد بالأمنيات والأحلام، ودائماً أقول في نهاية كل عام أن القادم أجمل بإذن الله". تتبع هيا بعض الوسائل التي تعتبرها تجلب الحظ لها، وتقول: " أحرص في ليلة رأس السنة، على لبس الثياب الجديدة، و شراء الحلويات لاسيما ( الكنافة) والسهر مع والدي وإخوتي في المنزل، ودائماً أبدأ السنة الجديدة بالحب والتسامح والابتسامة".
يتشاءم مهند محمد، من صوت الغراب، ومن الوجه العابس في أول دقيقة من رأس السنة، ويقول: " أفضل قضاء ليلة رأس السنة مع أصدقائي، وأدعوهم إلى الابتسامة والتفاؤل، وترك الماضي وكل شيء مؤلم، وأعتبر ليلة رأس السنة، هي دعوة عامة للضحك والابتسامة".
العيد عيدين
ليلة رأس السنة الميلادية تتوافق مع يوم ميلاد زوج نبيلة محمد، تقول: " في بداية زواجنا، كنا نحتفل سوياً بيوم ميلاد زوجي ورأس السنة، ونعتبره يوماً مقدساً، ولكن بعد أن تجاوز زوجي الأربعين من العمر، بات يرفض فكرة الاحتفال بيوم ميلاده، لذلك في رأس السنة، نكتفي بالسهر أمام شاشات التلفاز، ومشاهدة الاحتفالات التي تعرض بهذه المناسبة، أما بالنسبة للأمنيات والأحلام، فجميعنا يدعو ويتمنى في بداية كل يوم، ولا يوجد شيء يجعلني أتشاءم بالسنة الجديدة، سوى وجوه بعض البشر الحسودة!".
التوأمين أحمد وعبد الكريم عوض، اعتادا على الاحتفال بليلة رأس السنة بين أصدقائهما، يقول أحمد: " أعشق السهر برفقة أصدقائي، وخاصة في ليلة رأس السنة، لأنها تكون في موسم الإجازة، لذلك أخطط لقضاء سهرة مميزة لا تنسى، وغالباً ما تكون في إحدى الفنادق لحضور حفلاً غنائياً". وعن الأمور التي تبعث في نفس أحمد التشاؤم، يقول: " هي أشياء كثيرة تبعث في نفسي التشاؤم، منها صوت جارتي، والقطة السوداء، وأتفاءل بالمطر وبصوت حبيبتي!".
أما عبد الكريم، يقول أنه يفضل قضاء ليلة رأس السنة في المنزل، ليستمتع برفقة أهلة بسهرة مميزة، حيث تبادل الأحاديث والضحك، وكذلك يتفاءل عبد الكريم بالمطر، وأيضاً يرتدى الملابس البيضاء التي تبعث في نفسه التفاؤل.
التقديس والصلاة
تقدس نورما حبيب، ليلة رأس السنة، عبر إقامة حفلة تجمع فيها جميع أفراد عائلتها، لتبدأ بعدها مراسم الاحتفال بتقديم الحلوى والمشروبات، ولبس الثوب الجديد، والسهر حتى الساعات الأولى من الصباح، وتقول: " أعيادنا تبدأ بيوم الكريسماس، واختمها بليلة رأس السنة، واحرص في أعيادنا على تناسي الجروح والأحزان، وأبدأ يومي الأول بالفرح والابتسامة والتفاؤل، والصلاة التي أدعو فيها الله بأن يحفظ لي أولادي وزوجي".
مفهوم السنة الجديدة
يوضح دكتور علم النفس، إحسان الرفاعي، مفهوم السنة الجديدة، ويقول: " الإنسان له علاقة مرتبطة بالزمن، ولا يمكن أن يعيش دون زمن وبدون علاقات زمنية، وسواء كان الزمن هو بداية اليوم أو بداية السنة، وفي الإسلام ثمة مقاييس للزمن ومنها الزكاة المرتبطة بمرور حول كامل، وكذلك الرضاعة وهي حولين كاملين، حتى الركن الخامس في الإسلام وهو فريضة الحج، وكذلك الصيام وليلة القدر، جميعهم فريضة تؤدى مرة واحدة في العام، وبهذا تكون السنة هي التي يتم عليها الوحدة والقياس، وهذا الأمر ديني بحد ذاته، ولقد تعامل الإسلام مع الزمن بدقة، ولذلك لابد على الإنسان أن يتعامل مع الزمن والتدقيق على السنة الجديدة".
يضيف: " علاقة الإنسان بالزمن مرتبطة منذ الأزل، والقدماء كان لديهم طقوس خاصة، وأعطوا بداية السنة شيء من القدسية، والمتمثلة بالاحتفالات التي تختلف من ثقافة إلى أخرى، ومن بيئة إلى أخرى، وكذلك يوم العيد، وهو إعطاء قيمة مقدسة لهذا اليوم، سواء أكانت قيمة دينية أو روحية لهذا اليوم، ويجب أن يتميز ويختلف يوم العيد عن باقي الأيام، على سبيل المثال، رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ميز يوم العيد، وقال أن صيام أول يوم من أيام العيد هو مكروه، والحكمة من ذلك حتى نميز العيد عن باقي أيام السنة، ولهذا يجب تميز هذا اليوم، ولكل شعب طقوس معينة في تمييز هذا اليوم".
كيف نحتفل بالعام الجديد؟
كيف نحتفل بالعام الجديد، سؤال يشغل تفكير العديد من الناس، يقول الرفاعي: " يجب أن يدرك كل شخص أن بداية أول يوم في السنة هو مميز، وأن لكل إنسان طريقة في تمييز هذا اليوم، ولكن للأسف البعض تائه مادياً ونفسياً ومعنوياً، في كيفية الاحتفال بهذا اليوم، فالإنسان الذي لا يعرف طقوسه ولا عاداته وهو بعيد أيضاً عن الدين، يضيع ويختلط ببعض الطقوس السلبية، ومنها السهر في الأماكن المشبوهة وشرب الخمر والزنا في ليلة رأس السنة، لذلك يجب على كل شخص معرفة طقوس مجتمعه وتجنب إتباع عادات مجتمع آخر غير صحيحة".
يضيف الرفاعي: " يعتقد البعض أن ليلة رأس السنة هي عيد لإتباع المنكرات والمحرمات، لذلك يجب أن يكون الإنسان حذر فليس كل ما يقوم به الغرب يجب أن يقلد". من جهة أخرى، يشير الرفاعي أن على كل شخص الالتزام بتقاليد المجتمع الذي يعيش فيه، فإذا تعداه يعتبر شاذ، وحتى وإن تقبله المجتمع في البداية، ولكنه سوف يبقى خارج المجموعة، ويحب على كل شخص يسعى نحو الاحتفال برأس السنة، أن يتذكر أنه قدوه لغيره من أفراد المجتمع.
تحقيق رنا إبراهيم