يتهافت زبائن على شراء صابون حليب الحمير الخالي من المواد الكيميائية والمُصنّع في مشروع هو الأوّل من نوعه في الأردن وفي الشرق الأوسط، أملًا منهم أن يحمل لهم حلًّا سحريًا لمشاكل بشرتهم بعد أشهر على استهزاء بعضهم بالمكّون الأساسي لهذا الصابون.
في مزرعة صغيرة في محافظة مادبا جنوب غرب عمّان، يتمايل اثنا عشر حمارًا يوميًا بانتظار أن يُنقل حليب الأتان المأخوذ منها إلى مشغل صغير في عمّان ليصنع منه الصابون.
ويقول عماد عطيات، وهو شريك مؤسس في مشروع “إنتاج صابون الأتان”، انه في البداية، سخر كثيرون واستهزأوا بالفكرة وقالوا "لم يبقَ إلا الحمار لتحلبوه؟" أو "من الجنون أن أضع على جسمي شيئاً له علاقة بالحمار".
ويضيف الشاب الذي يقف الى جانب الحظيرة المصنّعة من مواد معاد تدويرها وحاوية شحن حديدية كبيرة زرقاء، “الموضوع اختلف” بعد أن وزّع المشروع 160 قطعة صابون مجّانيّة. بعد ذلك، أصبحت الطلبات “تتجاوز 4500 قطعة صابون شهرياً”.
بعد وجبة إفطار من الأعلاف والخضروات، تُحلب الأتان بواسطة جهاز الكتروني ويسحب منها ليتر واحد فقط في اليوم على دفعات، فيما يُترك ليتر آخر لتُطعم صغيرها. ويُخزّن الحليب في غرفة تبريد في المزرعة، على أن تُنقل كميات منه كل ثلاثة أيام إلى المصنع في عمان. ويصلح كلّ ليتر حليب أتان لإنتاج ثلاثين قطعة صابون، ويُمزج معه زيت الزيتون وزيت اللوز وزيت جوز الهند وزبدة الشيا.
وتشير صاحبة فكرة المشروع سلمى الزعبي، إلى أن “هذا منتج موجود في دول أخرى في العالم”، أي أنه ليس ابتكاراً أردنياً بحتاً، غير أنّ فكرة أن يكون المنتج أردنيا 100% مع جميع مكونات الإنتاج من الأردن استهوتها مع شركائها لتأسيس المشروع.
ويساهم صابون حليب الأتان في تحقيق توازن في درجة الرطوبة في الجلد، وفي إزالة آثار البقع وحب الشباب والتجاعيد، بسبب احتوائه على “البروتينات والعناصر المعدنية بما في ذلك المغنيسيوم والنحاس والصوديوم والمنغنيز والزنك والكالسيوم والحديد”، وهي “مهمة جدًا للبشرة. وحليب الحمار يحتوي على نسب منخفضة من الكازين (بروتين بطيء الهضم قابل للتخثر) وعلى نسب أعلى من مصل اللبن الذي يتميز بخصائص مضادة للميكروبات ومركبات يمكن أن تمنع نمو الفيروسات والبكتيريا”.