ليس يخفى على متتبعي الشأن الفني بأن ارتباط شهرة الفنانة المبدعة شيرين عرفة Sherine Arafa باسم والدها المخرج والمؤلف والمنتج الشهير شريف عرفة قد ساهم – في مكان ما – بتعبيد طريق الشهرة أمامها وبإعطائها الفرصة لإثبات موقعها بين كوكبة من النجوم في مصر والعالم العربي، لكن الحق يقال بأن النجاح الذي حققته في شتى ميادين الفنون ما كان ليتحقق لولا وجود مقومات فكرية وثقافية وأخلاقية وخبراتية مختلفة إكتسبتها عرفة خلال مسيرة عملها وسعت إلى تعزيزها بالمثابرة والعمل متمكنة بذلك من نيل القبول الجماهيري ومحبة واحترام النقاد والمترقبين على حد سواء..
شيرين، التي تخصّصت في بداية دراساتها الجامعية بفنون الاتصال الجماهيري، نجحت باكتساب رضى الجمهور وبرعت في إبراز بصمة خاصة بها رسمت لها شخصية مستقلة بعيدا عن تلك الملتصقة بنجاح والدها، حيث لم تتّكىء على موروثات النجاح المتواجدة ليها، وسعت إلى تطوير ذاتها وتعزيز أفق إبداعها وقدراتها المهنية كمحترفة لا كهاوية من خلال توجهها لدراسة فن تصميم الازياء في اسطنبول ومن ثم دراسة التربية الاجتماعية بينما كانت تنتظر مولودها البكر سليم، مستثمرة علومها ومعارفها في مجال تحملها مسؤوليات الأمومة، لتعمل لاحقا كمرشدة تربوية وتعليمية وتكتسب مهارات تأثيرية خاصة ساعدتها على تحسين موقعها الفني وتوظيف معرفتها لخدمة إبداعها وطموحها الفنيين. وبما أن الفن ترسخ وتجذر فيها منذ الصغر، فإن كل هذه التوايفة جعلتها تبدأ نشاطها الفني في إعداد وإنتاج ونشر فيديوهات لها على مختلف مواقع التواصل الإجتماعي، حيث إتسمت بأسلوبها الهادف والناقد والساخر الذي يعالج مظاهر إجتماعية مسيئة لعاداتنا وتقاليدنا، لا سيما ما يتعلق منها بتصوير المرأة بأن إهتماماتها تقتصر على المبالغة بالترف والبزخ المصطنعين، مما جعلها تخصص حيزاً كبيراً من نتاجها تجسيد المرأة العربية على طبيعتها وحقيقتها.
في هذا المجال، وبعد اتساع رقعة شهرتها في عالم التواصل الاجتماعي، استطاعت عرفة ان تكسب ثقة القيمين على الانتاجات الإعلامية والفنية عبر الشاشات الصغيرة التي فتحت لها أبوابها محدثة نقلة مهنية نوعية من خلال تقديمها برنامج It’s Show Time عبر فضائية CBC المصرية، والذي بدوره شكّل نقطة انطلاق جديدة لها نحو النجاح الجماهيري.
رغم صغر سنّها وصعوبة المنافسة على الساحة الإعلامية لتعدد الشخصيات وكثرة البرامج وتنوعها، يسجّل لشيرين عرفة قدرتها على اختراق الحالة السائدة وفوزها بموقع متميز ومستقل ضمن قائمة أبرز النجوم وأكثرهم تأثيرا في الجيل الجديد، وذلك بفضل إطلالتها المميزة بسحرها وبخفة دمها وبسبب حسن اختيارها للمواضيع الجاذبة وطريقتها المحببة والمميزة في مناقشة وطرح المواقف الجدلية بالاضافة إلى ما تتمتع به من لياقة في أسلوب الحديث والطرح وقدرة على الاقناع والتأثير وما يلي ذلك من مقومات النجاح الجماهيري التي جعلتها رقما صعبا بين زميلاتها في العالم العربي، ممّن يمتلكن قدرات فنية متعددة وقادرات على إحداث الفرق مستقبلا.
تصوير: عمر حربي