لكل مرحلة عمرية حالة خاصة يعيشها الأزواج، ولسن الأربعين وضع خاص يطرأ على الرجل والمرأة، وفيه تشهد الحياة الزوجية الكثير من التغيرات، وتقدم ناعمة الشامسي، المستشارة الأسرية، مجموعة من النصائح، حول فن التعامل مع الزوج بعد الأربعين، وهي كالتالي:
- على الزوجة أن لا تغفل قضية مهمة جداً ألا وهي عدم نسيان الزوج في زحمة تربية الأولاد. إذا ينبغي مشاركة الزوج في هواياته حتى لا تتسع الفجوة بينهما مع مرور الأيام والسنين ويحدث مالا تحبذه المرأة، ولتعلم أن الزواج كالزرع إذا لم تعتن به جف.
- ثقتها بنفسها وبزوجها فإذا شعرت بالرضا والثقة بالنفس فإن ذلك ينعكس على بينها وحياتها، ولتعلم الزوجة أن جمالها ليس في حفاظها على وجهها ورشاقتها فحسب بل في ثقتها في نفسها. فكم من امرأة محت التجاعيد من وجهها ومحت بذلك ثقتها في نفسها باحثة عن الجمال مهملة الثقة بالنفس.
- حاجة الرجل إلى مشاعر العطف والحنان ومشاعر الحب العميق حتى ولو كان في هذه السن المتأخرة، وإذا لا تهملي تلك الاتصالات العاطفية والمعرفية فيما بينكما فلكي تكون الحياة سعيدة لابد من البوح بها ولو بكلمة طيبة عابرة أو الثناء على عمل أنجز من الطرفين أو الإعجاب بأسلوب أحد الطرفين، فمثل ذلك سيكون له مردود إيجابي في إشاعة الحب وإشباع الجوانب العاطفية والنفسية المطلوبة وبدونها تصبح الحياة جافة سطحية.
- قتل الروتين الممل بينك وبين زوجك عن طريق إهداء الهدايا بينكما مثلاً، أو اجلسي مع زوجك وأزيلا ما بينكما إن كان هناك ترسبات ولدها سوء الفهم بينكما وحاولا معالجة الاضطرابات الحياتية بينكما بالمصارحة.
مرحلة المراهقة بعد سن الأربعين
هناك عوامل عدة تساهم في مرور الرجل بمرحلة المراهقة الثانية، منها ما يتعلق بالرجل ونفسيته، ومنها ما يتعلق بالمرأة وتعاملها مع زوجها.
الرجل:
عندما يشعر الرجل أنه اقترب من سن الأربعين بريد أن يثبت لنفسه ولكل من حوله أنه مازال قوياً وجذاباً ومؤثراً، وربما هذا ما يفسر بحثه عن الفتاة صغيرة السن، لا من تساويه عمراً... ليقول علناً أنظروا مازلت شاباً ومرغوباً. وفي أحيان أخرى تحدث مراهقة الأب كرد فعل على مراهقة الابن، حين يراه مفعماً بالشباب، ويصاب الرجل بما يسمى بالمراهقة الثانية عندما يشعر بأن الأحلام قد تلاشت والمشاريع التي فكر وأمل بتحقيقها قد انتهت أو لم يعد هناك وقت أو فائدة لتنفيذها وأن الباقي من العمر أقل من الذي راح.
المرأة:
معظم النساء يعتبرن أنهن تعدين مرحلة الخصوبة والشباب عندما يكبر أولادهن، مما يغضب أواجهن الذين يرفضون الاعتراف بمظاهر الشيخوخة، ويرون في زوجاتهم ما يذكرهم بما لا يريدون تذكره، مما يثير المشكلات الزوجية بينهما. حيث تتهم الزوجة زوجها بـ "التصابي"، بينما يراها هو امرأة استسلمت لبوادر الشيخوخة، فيبدأ بالبحث عن أخرى.
أما القاعدة هي أن الزوج في الأغلب الأعم وبعدما يتوارى جمال امرأته وشبابها وتدخل مكرهة نحو سنواتها العجاف يشعر بأن من حقه أن يسعى نحو ما يجدد له بعض شبابه. كذلك إصابة بعض الزوجات بالاكتئاب بعد خروج الأولاد من البيت، وانشغالهم كل في حياته الخاصة، تجعل لزوج يلجأ إلى الهروب من البيت والزوجة ليعيش فترة مراهقة أخرى.
مشكلات في الحياة الزوجية
أحياناً تتسبب المشكلات الزوجية ووجود فجوة بين الزوج وزوجته في رغبة الرجل بالارتباط بزوجة أخرى، إذ أنه يرى أنه أضطر ولسنوات طويلة أن يتحمل زوجته من أجل تربية الأولاد، وبطبيعة الحال فإن هذه الفجوة تتسع أكثر فأكثر عقب خروج الأولاد من البيت، ولذلك يبدأ الزوج في البحث عن أسلوب جديد للحياة بعد ذلك.
وأحياناً يكون اقتحام الروتين والملل للحياة الزوجية خاصة بعد الانتهاء من مشكلات تربية الأولاد وخروجهم من منزل الأسرة سواء بالزواج أو العمل في الخارج سبباً في تفكير الزوج بنفسه بحثاً عن التجديد وأملاً في أن يجد ما يشغله.
نصائح تخلصك من سلوك زوجك المراهق
إذا شعرت أن زوجك يقوم بتصرفات مراهقة. عليك إتباع الخطوات التالية:
- لا تضطربي، وحافظي على هدوئك إذ يجب أن تكون ردة فعلك رزينة وحكيمة، ولتعرفي كيف تتعاملين مع الموقف. ولا تشعريه بأنك تراقبين تصرفاته أو أنكِ انتبهت إلى التغيير الذي طرأ عليه، ولا تنتقدي تصرفاته حتى لا تثيري معه المشكلات قبل أن يتاح لك التصرف لتجاوز الأزمة.
- ابدي إعجابك بمظهره وأناقته وسرورك لاهتمامه بأناقته، واطلبي منه أن يشتري لكِ ثياباً جديدة، وبالذات الألوان التي يرتديها لتشكلا معاً ثنائياً منسجماً، مما يشعره بأنكِ أيضاً مهتمة بنفسك، وينتبه بأنه ليس الجذاب الوحيد في البيت.
- لا تعترضي على أي نشاط يريد القيام به معلله بأنه أصبح كبيراً ويجب أن يرتاح، فإن ذلك سيجعله أكثر إصراراً على البحث عن امرأة أخرى ترى فيه القوة والشباب وتشعره بذلك، لذلك أشعريه أنكِ دائماً معجبة به وبكل ما يقوم به.
- حاولي التقرب منه أكثر من السابق، وطهري منزلك من المشكلات، واجعليه يجد في المنزل الراحة والسعادة، وأعطيه إحساس بأن هناك الكثير من الأحلام التي لم تتحقق، وإنكِ معه وتأملين بتحقيقها، وأن غداً جميلاً ومشرقاً ينتظركما معاً، فالأهداف المشتركة دوماً سواء كان الزوجان في سن صغيرة أو كبيرة هي من تزيد قرب الزوجين من بعضهما وتجعل الأمل في العد يتجدد دوماً.
- كوني له الصديقة التي تتفهم مشاعره من دون الدخول في التفاصيل المحرجة، والزوجة التي تشعره بقوته وجاذبيته وبأنه لازال مرغوباً كالسابق وأكثر.
- اهتمي بنفسك وبمظهرك وعززي ثقتك بنفسك وتمسكي بكبريائك، ومارسي الرياضة واهتمي بغذائك وتجملي، باختصار دعيه يرى الشباب معك لا بعيداً عنكِ، ولا تقولي أني كبرت وراحت علي، فإن شعرت بذلك سيشعر هو به ويبحث عن أخرى.
تحقيق رنا إبراهيم
