عادة ما يتساءل كثر عن سر نجاح بعض الاشخاص في حياتهم المهنية او حتى في مجتمعاتهم مع تبوئهم أهم المراكز ، لكن يبدو أن خبراء متخصصين في علم النفس اوصلوا لايجاد قاسم مشترك لدى الاشخاص الناجحين يتلخص بصفة واحدة.
فالخبيرة في علم النفس والفلسفة في جامعة "ييل" الأميركية تامار جيندلر خلصت إلى وجود صفة واحدة يشترك فيها الأشخاص الناجحون دوماً، وهو ما يؤكد أن هذه الصفة من عوامل النجاح الأساسية لدى هؤلاء الأشخاص، ولاسيما في مجال المال والأعمال والحياة الوظيفية.
وأشارت الى انه بينما يعتقد البعض بأن المال هو سر السعادة والنجاح، فإن عقوداً من البحث والتمحيص أثبتت أن أمراً آخر هو الذي يقف وراء النجاح والسعادة، وهو صفة تشكل قاسماً مشتركاً بين كل الأشخاص الناجحين وكشفت أن هذه الصفة المشتركة بين الأشخاص الناجحين هي "الوعي الذاتي".
وتشرح جيندلر أن الوعي الذاتي في العمل، يمكن أن يؤدي إلى تواصل أكثر فعالية وعلاقات أقوى وزيادة الإبداع والإنتاجية"، ورأت ان هذه السمة استطاعت أن تكون عاملاً للنجاح منذ آلاف السنين، حيث قالت إن سقراط كان يتمتع بها، وأضافت: "كان سقراط على استعداد للتشكيك في كل شيء".
وروت جيندلر أن الفيلسوف اليوناني سقراط، المولود حوالي 470 قبل الميلاد، كان فضولياً ومتشككاً في نفسه، وتضمنت "طريقته السقراطية" الرد على الأسئلة بالأسئلة، بدلاً من الإجابات المباشرة، لمساعدة الناس على فهم معتقداتهم وقدراتهم بشكل أفضل.
ولفتت جيندلر الى أن هذا النوع من الفهم يجعل الناس أكثر نجاحاً وسعادة، كما أنها تعطي العديد من النصائح لتدريب عقل الشخص على حالة أكثر حدة من "الوعي الذاتي"، ومن بين هذه النصائح: "تخيل ما سيقوله سقراط نفسه"، حيث غالباً ما كان الفيلسوف يعمل مثل طفل دائم، ويسأل "لماذا" ردًا على كل عبارة أو سؤال. وعليه فعلى كل شخص أن يبدأ في فعل الشيء نفسه.
واستندت جيندلر إلى دراسة أجريت في السبعينيات حيث تم وضع المشاركين على جسرين، أحدهما قوي والآخر غير مستقر، وأفاد الأشخاص على الجسر غير المستقر بأنهم شعروا بمزيد من الانجذاب إلى الشخص بجانبهم. وبالطبع، أنفاسهم المهتزة ونبضات القلب المتسارعة لم تكن علامات حب، وإنما كانوا فقط على جسر متهالك.
وخلصت الى ان صفة "الوعي الذاتي" هي بلا شك أحد ابرز اسرار النجاح!