بحضور عدد كبير من المثقفين والكتاب ورجال الإعلام والمعنيين بالتراث الثقافي العربي والإسلامي، تم تدشين معرض المصاحف الشريفة النادرة في قاعة الفنون بفرع المكتبة بحي المربع بالرياض.
مصاحف شريفة نادرة
وعرضت المكتبة مجموعات قيمة من مقتنياتها للمصاحف الشريفة النادرة التي تميزت بكتاباتها المتنوعة عبر خطوط النسخ والكوفي والثلث والتمبكتي، والسوداني، وكذلك بخطوط الشام والعراق ومصر واليمن، التي كتبت ما بين القرنين العاشر والثالث عشر الهجريين، والتي تمثل عراقة فن الكتابة العربية في التراث على امتداد العصور المختلفة.
وأشاد الأستاذ فيصل بن معمر في كلمة له خلال حفل تدشين المعرض، بدور المملكة في حفظ التراث العربي والإسلامي، كون المملكة هي مهاد الحرمين الشريفين، وهي التي تحتضن الحرمين الشريفين، وقبلة مليار و 800 مليون مسلم في جميع أنحاء العالم يتجهون لها في صلواتهم كل يوم خمس مرات، مشيرًا إلى أن المكتبة منذ افتتاحها وهي تعمل وفق إستراتيجية ثقافية ومعرفية بمختلف فروعها داخل المملكة وخارجها على تأصيل الوعي المعرفي - محليًا وعربيًا وعالميًا - بالتراث العربي والإسلامي بالمستوى الرفيع والمكانة العظيمة التي وصلت إليها الحضارة الإسلامية على مدار أربعة عشر قرنًا من العطاء والتأثير في الحضارة الإنسانية.
ودعا بن معمر الجمهور لزيارة هذا المعرض موضحا أن المكتبات في المملكة تضم مجموعات بارزة ومهمة في التراث العربي والإسلامي وتزهو بما تقدمه في سياق تأصيل المعرفة وإعادة إحياء التراث، كما تضم مصاحف نادرة.
كما اكد ان الكنوز الموجودة في المملكة كثيرة ، مشددا على ان هذا المعرض يشكل جانبًا مما تحتضنه المملكة من تراث كبير ومتنوع، وتعتز باحتضانها هذا الثراء المعرفي والحضاري، وما تقدمه لخدمة القرآن الكريم والثقافة العربية والإسلامية في مختلف أنحاء العالم.
تنوع الاحجام
يشار الى ان المعرض يجوي على مجموعات من المصاحف الشريفة تبرز نوعها وخطوطها وزخارفها وأشكالها الفنية التي جاءت على شكل زخارف وزركشات نباتية وهندسية مزينة بماء الذهب وعدد من الألوان التنسيقية، كما تنوعت أشكال المصاحف المعروضة في أحجامها بين المصاحف الكبيرة والمتوسطة والصغيرة، كتبها النساخ بخطوط متنوعة تبرز جماليات الحروف العربية،كما يحتوي المعرض على مصاحف تمبوكتية، ومصاحف مكتوبة على رقوق مربعة الشكل تتعدد طرق نسخها وتواريخ كتابتها.
معارض نوعية
ويأتي المعرض في إطار احتفاء المكتبة باليوم العالمي للتراث، كما يأتي في سياق المعارض النوعية المتخصصة التي تقيمها المكتبة إسهامًا منها في التعريف بالتراث، حيث أقامت المكتبة سابقا عدة معارض عن الحج ومعرضا للخط العربي، ومعرضًا آخر عن العملات النادرة والمسكوكات الإسلامية عبر العصور
كما ان المكتبة تعمل من خلال هذه المعارض النوعية المتخصصة إلى نشر الثقافتين العربية والإسلامية،والتعريف بحضارتهما الثرية التي تتضمن قيما متعددة من الفنون والإبداع والكتابة وعناصر المعرفة المختلفة التي أسهمت في إثراء الحضارات العالمية بالفكر والإبداع والفنون والعلوم المتنوعة.