هي قصة أمل ترويها سارا إليزابيث من المملكة المتحدة البريطانية مع الإخصاب، حيث عانت مشكلات العقم لفترة تجاوزت السبع سنوات، ورغم كثرة المحاولات العلاجات التي تلقتها وعمليات الإخصاب التي أجرتها، والتي أوصلتها لمرحلة اليأس، إلى أن تجربة الإخصاب الأخيرة التي أجرتها في دبي، جددت في نفسها الأحلام والأمنيات، لتصبح أماً لفتاة جميلة بعد طول انتظار.
تقول سارا التي تبلغ من العمر 39 سنة: "عندما كنت فتاة في سن 27 اكتشفت بأني أعاني من التهاب في بطانة الرحم، وأن هذه المشكلة ستؤدي لمشاكل في الحمل، لكن لم أبالي كثيراً بكلام الطبيب، وتزوجت في سن 31 وبعد عدة سنوات من الزواج لم يحدث الحمل، عندها عدت بذاكرتي إلى ما قاله لي الطبيب، وترددت أنا و زوجي إلى عدت مراكز في محاولة للحصول على حل لمعالجة مشكلة الخصوبة، حيث خضت تجربتين للتلقيح الاصطناعي، وفي المرة الأولى حصل الحمل وبعد أسابيع لم يتمكنوا من سماع نبضات قلب الجنين، لم أيأس عندها وخاصة بأني شعرت ولو لفترة بسيطة بوجود جنين من لحمي ودمي داخل أحشائي، كان شعوراً جميلاً، ما دفعني لإجراء عملية تلقيح أخرى، ولكنها كانت فاشلة أيضاً".
تضيف سارا: "لا استطيع وصف شعوري في تلك الفترة، وكم كنت محبطة ويائسة، وخاصة بعد مضي سنوات من الزواج ومحاولة الإنجاب... عندها انتابني شعوراً بأني أعلني من مشكلة أكبر من التهاب بطانة الرحم التي لا تسمح لي باستمرارية الحمل، حاولت التحلي بالصبر والتفاؤل، إلى أن التقيت بأخصائي حمل وولادة في المملكة المتحدة الذي اكتشف بعد زيارته الأولى وأخذ عينه مني بأني أعاني من مستويات عالية من خلايا NK والتي تسمي بـ (الخلايا القاتلة الطبيعية)، والتي كانت تهاجم الجنين و تمنعه من النمو. اقتنعت بتشخيص الطبيب وكان لدي إحساس كبير بأن هذه الخلايا هي التي تحول دون حصول الحمل واكتمال الجنين".
مدينة الأحلام
حلم الأمومة تحققت هنا في دبي مدينة الأحلام، عندما قرر زوج سارا الذي كان يعمل كابتن طائرة في فلاي دبي، الإقامة برفقة زوجته في دبي، عندها شعرت سارا أن من السهل علاج مشكلتها، حيث أخذت بالبحث عبر الشبكة العنكبوتية، عن أشهر مراكز الإخصاب، تقول سارا: "في العام 2012، بدأت مبشرات الأمل تصب في قلبي المرهف بالأمومة، وبعد عملية البحث وجدت 3 عيادات إخصاب في دولة الإمارات، وأخذت أبحث عن هذه المراكز والخدمات التي تقدمها، والحالات التي عالجتها وأخذت أقارنها بمثل حالتي المرضية و قرأت آراء المرضى فوجدت مركز الدكتور فقيه الأقدم لباقي العيادات ولكن رغم ذلك قلت لابد من زيارة جميع المراكز لاتخاذ القرار النهائي لمكان العلاج الأمثل".
بدأت سارا رحلة البحث وتوجهت لإحدى مراكز الإخصاب، وكان من المهم بالنسبة لها أن يكون الطبيب على معرفه كافية عن حالتها، ويعرف كيف يفصل الخلايا القاتلة، تقول: " في أول مركز كان الطبيب لطيفاً ولكن ليس لديه المعرفة بمشكلة الخلايا القاتلة للجنين وكيفية فصلهم، شعرت عندها بالإحباط من جديد، وبدأ اليأس يحاصر حياتي، فحلم الأمومة كنت أظنه قريباً مني وأخذت أصلى وأدعو الله وأردد.. أريد طفلاً وأريد طبيباً يفهمني...".بعد مرحلة اليأس التي أصابت سارا، إلا أن الأمل عاد إليها بعد أن التقت بالدكتور مايكل فقيه، تقول: " كنت أعلم أن الله سوف يجيب دعائي، وذلك عندما التقيت بالدكتور فقيه في مركزه العلاجي المتخصص بالإخصاب، وكان على خبرة عالية ودراية بما أعاني، ومنذ لحظة اللقاء الأول قرأ ملاحظاتي وعرف ما أعاني منه، وكان إيجابياً معي، واقتنعت بتشخيصه، وبدأت رحلة العلاج معه وأنا على قناعة كاملة، بأني سأكون قريباً أماً، وبالفعل بدأ بمعالجة مشكلتي حيث بدأ بفصل الخلايا القاتلة، فضلاً عن خضوعي لعلاج متخصص".
في غضون الأسابيع الأولى وبعد أن التقت سارا وزوجها بالدكتور فقيه، تلقت سارا أجمل وأروع خبر في حياتها، وهو خبر حملها، تقول: " كنت خائفة من التجربة كوني أجريت عمليتان باءتا بالفشل، ولكن الدكتور فقيه منذ العلاج الأول، أعطاني إحساس بالأمل، فقد بدأ بإعطائي جرعة منخفضة من "لستيرويد" للتخلص من خلايا NK وليس في مهاجمة الجنين، كما تلقيت العلاج أيضاً من قبل الدكتورة أمل الشنار زوجة الدكتور فقيه التي عملت على استخدام أسلوب التنقيط بالوريد بنسبة عالية من البروتين التي من شأنها أن تساعد جهاز المناعة، كما خضعت لطريقة العلاج عبر الحقن Clexane ، وكان يجري لي الفحوصات باستمرار لضمان إذا كنت أتلقي الدواء الصحيح والفيتامينات في المراحل المختلفة من الحمل".
تتحدث عن مشاعر الزوجة العقيمة، وتقول: "الشعور بالعقم هو أصعب إحساس قد يصيب المرأة، لتبدو الحياة أمامها سوداء بلا وجود طفل وخصوصاً عندما تكون محاطة بين الأمهات الحوامل والأطفال. و أنا لا أعتقد أن أي شخص يستطيع فهم آلام العقم إلا النساء أنفسهن اللواتي أصبن بالعقم ولكن عندما كان عمري 38 وأصبحت حاملا بطفلتي، دعوت الله أن تحدث معجزة وفعلاً حصل ذلك، أما رؤية طفلتي لأول مره كانت أجمل لحظات حياتي ولا أستطيع وصف شعوري حينها، وأنا سعيدة جداً بوجود طفلتي إميليا أليس التي تبلغ من العمر 15 شهر".
تحقيق رنا إبراهيم