تعتبر الهدايا هي عربون للمحبة ولغة لتبادل المشاعر والأحاسيس ولها أهمية كبيرة في تجديد الحياة الزوجية والتعبير عن المشاعر الدافئة، ويستخدمها بعض الأزواج بشكل واضح في حل المشكلات الزوجية.. فما أهمية الهدايا في تعزيز الحب بين الزوجين؟
تقول منى عبدالله- متزوجة- لاشك أن جميع الزوجات يعشقن الهدايا بعض النظر عن قيمة هذه الهدية، وبالنسبة لي وردة من زوجي تعني لي الكثير، وخاصة في المناسبات كعيد ميلادي أو الذكرى السنوية لزواجنا، ولكن المبالغة في الهدايا يضع الزوجة أمام ألف تساؤل، لتقف الزوجة في حيرة من أمرها أن ثمة شيء يفتعله الزوج ليخفي فعلته بهذه الهدية!
أما ندى أيوب- مخطوبة- تقول: " اعشق الهديا التي يقدمها لي خطيبي وأكون متلهفة في كل مره لأعرف ما هي الهدية التي سوف يقدمها لي، لأنها تعكس شخصيته ومن خلالها أتعرف على شخصيته وذوقة وكرمه في نفس الوقت، في المقابل عمل على مبادلة خطيبي بهديه ذات قيمة معنوية، وتكون برسالة حب أو أغنية رومانسية وغيرها، فالهدية ليست بقيمتها إنما بدلالاتها المعنوية".
الاهتمام بعيداً عن الهدايا
وتتحدث أم عبدالله المصري- متزوجة- عن مفهوم الهدايا بين الزوجين، وتقول: " أنا متزوجة من 34 سنة، ولا أتذكر أن زوجي قدم لي هدية، ولكننا نعيش بوفاق وتفاهم كبيرين، ربما اهتمام الزوج وصدقه يعوض المرأة عن الهدايا المادية، فزوجي يقدم لي كل الاحترام والاهتمام، وهو يشاركني بتربية أولادنا ويمنحنا كل الوقت والاهتمام، فلا حاجه لهدية حتى تعزز هذه العلاقة التي تجمعنا".
للرجال رأي آخر
للرجال رأي آخر حول أهمية الهدايا في الحياة الزوجية، فيقول مهند محمد- متزوج- " أحرص على تقديم الهدايا لزوجتي في جميع المناسبات تطلعاً لنيل رضاها عني، وحتى اتجاوز المشكلات الزوجية، فحين اقدم هدية لزوجتي اضمن بأني سأعيش بسلام ثلاثة أيام على الأقل، وتعشق زوجتي الهدايا الفاخرة من ماركات الساعات والحقائب والأحذية". وبسؤالنا له عن تقديم زوجته الهدايا له، يقول: " تقدم لي زوجتي هدية واحده على مدار العام وهي في عيد ميلادي، ولكني لا أهتم كثيراً بالهدايا لأن قيمتها ستكون من مصروف المنزل، أي من بطاقة الإئتمان الخاصة بي، لذلك لست بحاجة لها".
أما عدي محمد- متزوج- فلا يهتم بالهدايا، ويقول: " أنا متزوج من 9 سنوات، وأتذكر بأني قدمت لزوجتي في بداية زواجنا هدية كانت عبارة عن فستان، وعندها رفضت ارتداءة وحصلت مشكلة كبيره بيننا لأن الفستان كان أكبر من مقاس زوجتي، وبدورها ظنت بأني اعتقد بأنها امرأة بدينة، ومنذ تلك الفترة أقسمت أن لا أقدم لها هدية، حتى لا تحصل مشكلة بيننا".
استراتيجية تقديم الهدايا
أشارت دراسة ألمانية سابقة إلى أن أكثر من 66 % من النساء يفضلن الهدايا المادية، مقابل 14 % يفضلن الكلام والعبارات اللطيفة، ونحو 20 % لا يرضيهن سوى التصرفات التي تعكس اهتمام أزواجهن بهن، وهو ما يقوض الاعتقاد السائد بأن إرضاء المرأة لا يكون إلا بإغراقها بالهدايا.
وقال باحثون من جامعة شتوتغارت الألمانية إنه من حسن الحظ أن الرجل يستطيع أحيانا أن يقدم للمرأة هدية ممتعة كدعوة على العشاء أو السفر في رحلة قصيرة، فيما دعا باحثون أميركيون الأزواج إلى تخصيص "الكثير من الوقت" لقضائه معا، واعتبروا اكتفاء الأزواج بالأساليب "المعتادة" التي يتبعونها مثلا في عيد الحب، كإهداء الشكولاتة أو الورود، لن يحسن علاقتهما، ما دام أحدهما منشغلا عن الآخر بالعمل أو بغيره.
في المقابل كشفت دراسة إيطالية أن المرأة لا تحب أن يقدم لها زوجها أو خطيبها أدوات منزلية لأنها تذكرها بالعمل المنزلي الذي تريد أن تنساه بعد الانتهاء منه، كما لا تفضل أن يشتري لها هدية عبر الإنترنت، بل تحبذ خروجه خصيصا إلى محل ما وشراء هدية لها.
وترفض المرأة أيضا أن تتلقى هدية من زوجها على شكل كريمات للتجاعيد أو تطرية البشرة، لأن ذلك يذكرها بتقدمها في العمر، ويجعلها تفكر أن زوجها ينظر إليها على أنها عجوز مسنة.
تحقيق رنا إبراهيم