منذ قديم الزمان كانت الأم تحرص على تعليم ابنتها منذ الصغر مهارات وفنون الطبخ، لتكون عروس مرغوبة وزوجة تأسر قلب زوجها تيمناً بالمقولة القديمة " إن أقصر طريق إلى قلب الرجل معدته".. وكان الرجال بدورهم يبحثون عن عروس بمواصفات والدتهم، لاسيما فيما يتعلق بالطبخ، لكن مع تطور الحياة بكافة تفاصيلها وارتفاع مستوى تعليم المرأة وانخراطها في سوق العمل، ومنافستها للرجل... فهل مازال الرجال يبحثون عن المرأة التي تشابه والدتهم؟ وهل المرأة التي لا تعرف الطبخ لا تصلح لتكون زوجة المستقبل؟
أكد محمد عبيد، 21 سنة، أن معرفة المرأة بالطبخ ليست مهمة بالنسبة له، ويقول: " أعرف القليل عن فنون الطبخ، ولا أشترط على زوجة المستقبل أن تجيد الطبخ، لأن المطاعم كثيرة ومتنوعة في بلادي، ولا أجد دافع لأنتظر زوجتي كل يوم لتطبخ لي ما أريد، لذلك الأسهل علي أن اصطحبها إلى المطعم، وما أريده من زوجة المستقبل ليس لقمة طيبة، بل قلب طيب وعقل متفهم، ولا أؤيد ما يقال عن الرجل، بأن همه في بطنه، وأن أقصر طريق للوصول إلى قلب الرجل هو بطنه، فاليوم اختلفت الرؤيا لدى الشباب والأهم بالنسبة لهم عقل المرأة وتفكيرها قبل أي شيء". ويشاركه الرأي مشعل مطر، 24 سنة، ويقول: " إذا أحببت امرأة لا أهتم بمدى معرفتها بالطبخ، وأكثر ما أهتم به طيبة قلبها وجمالها الخارجي، ومن بعدها قد يكون خبراتها في الحياة كالطبخ على سبيل المثال".
الطبخ عربون الحب
من جانبه يؤكد، غريب سعيد، 17 سنة، على ضرورة معرفة زوجته المستقبلية بفنون الطبخ، مشيراً لضرورة أن تطبخ له كل ما يتمناه ويطلبه، وفي حال كانت زوجته لا تعرف الطبخ فعليها بالتعلم، ويرى أن مهارة الطبخ هي مهمة بالنسبة لكل امرأة تريد الزواج، ولكن بعض النساء يتعلمن طبخة واحدة وهذا لا يكفي الرجل وعلى المرأة الذكية أن تتعلم و تبتكر في الطبخ حتى تصل بسلام إلى قلب الرجل.
ويشاركه الرأي مهند عوض، 26 سنة، ويقول: " جميل أن يعود الرجل إلى منزله ويجد لقمة طيبة، من يد زوجته الحبيبة، هذه اللقمة الطيبة بالتأكيد ستزيد من معدل الحب والعلاقة الزوجية، وأتمنى أن يرزقني الله بزوجة جميلة تجيد الطبخ، عندها لن أخرج من باب المنزل إلا للعمل".
ماكينة للطبخ والتنظيف
لدى بلال الغندور 22 سنة، نظره مختلفة حول هذا الموضوع، ويقول: " ليس من ضمن شروطي أن تكون زوجة المستقبل على علم ودراية بفنون الطبخ، ولكن كل ما أريده من زوجتي المستقبلية أن تجيد طبخ ما أحب، وخاصة الحلويات التي أعشقها، وإذا كانت لا تعرف الطبخ، سوف أعلمها الطبخات التي أفضلها، وإذا لم تتعلم، سوف أطبخ لها، وفي النهاية مدى معرفة المرأة بالمطبخ وشؤون المنزل أعتقد بأنها اندثرت وخاصة وأن المرأة اليوم تتساوى مع الرجل في العمل وتحمل أعباء الحياة، وبالتالي من المعيب علينا كرجال أن ننظر للمرأة على أساس أنها ماكينة للطبخ أو التنظيف".
وكذلك الأمر عباس محمد، 22 سنة، الذي أكد أن فكرت قيام المرأة بواجباتها المنزلية، باتت محصورة على النساء ذوات التعليم المتوسط، والغير عاملات، فاليوم المرأة العملية ليست مطالبة بالطبخ والتنظيف، ولكن هذا لا يمنع رغبة كل رجل في الأكل من يد زوجته.
العقاب والتأديب
يؤكد عثمان زاهد خان، 25 سنة ، أن من ضمن الشروط الواجب توافرها في زوجة المستقبل هو أن تجيد فن الطبخ المحلي، يقول: " من المعروف أن الشعب الباكستاني يحب الأكل، وأن الرجل بطبيعته يفكر ببطنه وأنا كذلك كل ما أريده من زوجة المستقبل هو لقمة طيبة وقلب حنون، ولكن في حال أحببت فتاة وكانت لا تجيد الطبخ، هنا سوف أعلمها الطبخ، وأحضر لها الكتب التعليمية، وسوف أحاول التعلم معها أيضاً، وإذا لم تتعلم بالتأكيد سيكون عقابها شديد".
" لماذا أتزوج إذا كانت لا تعرف الطبخ؟" هكذا يجيب عبد الله سعيد، 19 سنة، عندما سألناه ماذا لو تزوجت بامرأة اكتشف لاحقاً أنها لا تعرف الطبخ؟ يقول: " على المرأة التي سأتزوجها أن تجيد وتتقن فنون الطبخ، لأن الطبخ هو من أهم واجبات المرأة تجاه الرجل، وإذا لا تعرف الطبخ سوف أطلقها، وبطبيعتي أحب أكل المنزل، لذلك على زوجتي المستقبلية أن تطبخ لي وبنفس طيبة حتى أقدم لها الحب!".
أزواج طيبون!
يشير جودت رياض الفار، 22 سنة، أن ثقافة المرأة بالمطبخ ليست مهمة بالنسبة له، يقول: " ليس مهماً بالنسبة لي إذا كانت زوجتي لا تعرف الطبخ، وأكتفي بتناول بعض الأكلات السريعة المحضرة من داخل المنزل، والتي لا تحتاج إلى تعلم أو مهارة خارقة، ولكن ما يهمني أن تجيد زوجتي فنون التنظيف والاهتمام بإدارة المنزل المالية قبل كل شيء".
من جانبه يقول، أحمد محمد، 21 سنة: " مازلت نظرية " سي السيد" سائدة بين عدد من الشباب، فبعض أصدقائي يريدون امرأة تخدمهم وتطبخ لهم، بحجة بحثهم عن الاستقرار النفسي والاجتماعي، لذلك يلجئون إلى الزواج، وكأن المرأة هي جارية لهم، أما بالنسبة لي الأمر مختلف، فمن ضمن الشروط أو المطالب التي آمل الحصول عليها في زوجة المستقبل، أن تكون متعاونة ومتفهمة لشؤون الحياة أكثر من معرفتها بالطبخ".
تحقيق رنا إبراهيم