في اكتشاف علمي جديد ، اعلن فريق من علماء الفلك عن اكتشافهم"مكانا" في الكون أكثر سخونة من سطح الشمس. وحدد الفريق قزماً بنياً على بعد نحو 57 سنة ضوئية من الأرض، مع درجة حرارة سطح تجعل تبدو لطيفة. وفي التفاصيل، فقد عثر العلماء على الجسم الجديد، المسمى WD0032-317B ، وهو يدور حول نجم قزم أبيض، ويتلقى قدرا هائلا من الحرارة. وبسبب هذه الحرارة، ترتفع حرارة القزم البني إلى درجات تصل إلى 8000 كلفن - أي 7727درجة مئوية - أكثر سخونة من سطح معظم النجوم، وهو ساخن بدرجة كافية لفصل الجزيئات الموجودة في غلافه الجوي إلى ذراتها المركبة.
وبحسب علماء الفلك، وبالمقارنة تبلغ درجة حرارة سطح الشمس نحو 5500 كلفن، أو حوالي 5200 درجة مئوية. ويعد WD0032-317B أول قزم بني وُجد أنه يتلقى مثل هذا المستوى العالي من الأشعة فوق البنفسجية الشديدة.
وتم الاكتشاف بواسطة فريق من علماء الفلك بقيادة الدكتور ديفيد لافرينيير من جامعة أريزونا. واستخدم الفريق التلسكوب الكبير جداً (VLT) في تشيلي لمراقبة WD0032-317B. وفي هذا السياق شرح العلماء ان الأقزام البيضاء هي بقايا النجوم التي استهلكت كل وقودها وهي كثيفة جدا ولها جاذبية شديدة، وهذا يعني أن الأشعة فوق البنفسجية القوية الصادرة عن القزم الأبيض تتركز على الجانب النهاري من WD0032-317B ، ما يؤدي إلى ارتفاع حرارته إلى درجات عالية جداً.
يشار الى أنه تم العثور على WD0032-317B يدور حول نجمه القزم الأبيض على مسافة نحو 0.025 وحدة فلكية. وهذا أقرب إلى الشمس بنحو 2.3 مليون ميل من الأرض. وهو ما يمكن أن يفسر الحرارة الشديدة على سطح الجسم. وأظهرت ملاحظات الفريق أن WD0032-317B لديه درجة حرارة جانبية تبلغ نحو 8000 كلفن (7727 درجة مئوية، أو 13940 فهرنهايت). كما أن لديه فرق درجات الحرارة بين النهار والليل بنحو 6000 كلفن (5700 درجة مئوية).
وهذا الاكتشاف، بحسب العلماء، يجعل القزم البني الأكثر سخونة من نوعه الذي عثر عليه على الإطلاق، لأنه عادة ما تكون أجساما كونية شديدة البرودة، من منظور النجوم. ولكن على عكس الاسم، فإن هذا القزم البني ضخم جدا في الحجم، ويمكنه بسهولة أن يتناسب مع كتلة بنحو 80 كوكب مشتري.