تشكّل مستحضرات التجميل ومنتجات العناية الشخصية حاجة أساسية لعدد كبير من النساء اللواتي يعتمدن عليها لتحسين مظهرهن ما ينعكس حكمًا على النفسية، لكن ما كشفته إحدى الدراسات التي تناولت هذا الموضوع قد يشكل صدمة لكثر بحيث خلصت الى أن عددًا كبيرًا من هذه المستحضرات تشكّل خطرًا على الصحّة العامة.
ففي تفاصيل الدراسة التي عملت على إنجازها، أستاذة المساعدة في الكيمياء البيئية وعلم السموم، جامعة كارلتون، مع عدد من الباحثين ، تبين أن منتجات عدة تحوي على على مواد كيميائية تسمى مواد (per- وpolyfluoroalkyl PFAS) ، وتُعرف أيضا باسم "المواد الكيميائية الأبدية"، ويتم استخدامها كمكونات يمكن أن تجعل المنتجات مقاومة للماء وتدوم طويلا وتساعدها على الانتشار بسلاسة عبر الجلد.
وعادت الدراسة، الى بيانات أوروبية تشير إلى وجود حوالي 170 مكونا من مكونات PFAS للاستخدام في مستحضرات التجميل ومنتجات العناية الشخصية، إذ يشهد كل عام تقريبًا على إطلاق ما يزيد عن 80000 كغم من PFAS. بعد استخدام المنتج لمياه الصرف وتدفقات النفايات الصلبة، وهو مصدر مهم من PFAS. وتشير الدراسة الى أن الPFAS يتراكم في الجسم بحيث أظهر مسح الإجراءات الصحية الكندية بعدما أخذ عينات من الدم من آلاف الأشخاص ، وجود العديد من PFAS بالمسح. لدى جميع المشاركين.
أما المصادر الرئيسية لتعرض الناس لـ PFAS، فتأتي، بحسب الباحثين، من خلال النظام الغذائي، من شرب المياه الملوثة تناول الطعام، مثل الأسماك أو اللحوم، كما أن الحقول الزراعية يمكن أن تحتوي على PFAS من المواد الصلبة الحيوية المستخدمة كسماد، حيث لا يمكن لمحطات معالجة مياه الصرف الصحي إزالتها.
وقام الباحثون بقياس الـ PFAS في مستحضرات التجميل ومنتجات العناية الشخصية المشتراة في كندا وهي شملت المنتجات البرونزر، والكونسيلر، وكريم الأساس، وكريمات الحلاقة، وواقيات الشمس، والمرطبات. وتم استخراج PFAS من كل منتج وقياس باستخدام أجهزة قياس الطيف الكتلي. وتحدد هذه الأدوات PFAS الفردية الموجودة في المنتجات، بكميات كبيرة مليغرام أو أقل من تريليون غرام.
وخلص الباحثون الى أن وضع واقي الشمس المحتوي على PFAS بشكل يومي خلال أشهر الصيف - والتطبيق المتكرر لمستحضرات التجميل ومنتجات العناية الشخصية الأخرى المحتوية على PFAS سيؤدي إلى ارتفاع مستويات الدم.