نجح فريق من الجراحين في مستشفى برجيل في أبوظبي، والذي يعدّ أحد أبرز مؤسسات الرعاية الصحية الخاصة على مستوى الدولة، مؤخراً في إجراء عملية جراحية دقيقة لإزالة ورم كلوي في الكلية اليسرى لإحدى المريضات، حيث قام الفريق بإجراء استئصال جزئي للكلية، والذي أتاح لهم إزالة الورم مع الحفاظ في الوقت نفسه على الكلية وعدم تعريضها للخطر.
وكانت السيدة ن. م. م البالغة من العمر 34 عاماً والتي تحمل الجنسية اليمنية وتعيش في إمارة الشارقة، تشتكي من أعراض عديدة شملت الشعور بالألم والبيلة الدموية (ظهور الدم في البول) على مدى بضعة أشهر. وكشفت الفحوصات الطبية التي أجريت لها وجود ورم في كليتها اليسرى. وقد راجعت المريضة عدّة مستشفيات في كلٍّ من الشارقة ودبي وأبوظبي، حيث قيل لها إن أفضل الخيارات المتاحة لإزالة الورم تنطوي على إجراء عملية جراحية تسمى استئصال الكلية الجذري، أي استئصال الكلية بأكملها.
وعلى الرغم من أنّ هذا النوع من العمليات الجراحية يعدّ الإجراء الذي يتمّ اللجوء إليه عادةً لمعالجة أورام الكلى، إلّا أنّ السيدة ن. م. م لم تكن ترغب بالتخلي عن إحدى كليتيها بالكامل. ولذلك قامت بمراجعة مستشفى برجيل في أبوظبي على أمل العثور على العلاج الأمثل والأنسب لحالتها، حيث التقت الدكتور مناف الهاشمي، استشاري الجراحة البولية ورئيس قسم المسالك البولية بمستشفى برجيل في أبوظبي، وعبّرت له عن مخاوفها وقلقها حيال الخضوع لعملية استئصال الكلية الجذري.
وتعليقاً على هذه الحالة، قال الدكتور الهاشمي: "عقب مراجعتي لحالة المريضة أوضحت لها أنه لا يتعيّن علينا استئصال الكلية بأكملها، بل إنّ الاستئصال الجزئي للكلية سيكون الخيار الأمثل بالنسبة لها نظراً لأن السرطان كان مقتصراً على منطقة وجود الورم فقط ولم ينتشر إلى كافة أنحاء الكلية. وبعد الانتهاء من شرح كافة جوانب وخطوات الإجراء الجراحي لها، وافقت السيدة ن. م. م على الخضوع للعملية، حيث قمت أنا وفريقي بإجرائها وإزالة الورم والأنسجة السرطانية. وقد تكللت العملية بالنجاح، واستجابت المريضة للعلاج بشكل جيد جداً وتمّ تخريجها من المستشفى بعد ثلاثة أيام."
وأضاف الدكتور الهاشمي: "كان اهتمامنا ينصبُّ بشكل رئيسي على إزالة جميع الخلايا السرطانية مع الحفاظ في الوقت نفسه على كلية السيدة ن. م. م وعدم تعريضها للخطر، فالمريضة سيدة شابة وكانت تخشى من أن يؤثر استئصال كامل كليتها سلباً على حياتها. وقد عبّرت عن سعاتها البالغة بنتيجة العملية، كما كنا نحن أيضاً سعداء لأننا تمكّنا من مساعدتها على أن تعيش حياتها بصورة طبيعية وصحية دون أية مشاكل. وقد كشفت الفحوصات التي خضعت لها السيدة ن. م. م لاحقاً أنّ جسمها بات خالياً من السرطان، وأنها تتماثل للشفاء بسرعة. وإنّ نجاح هذه العملية هو بلا شك نعمة كبيرة أنعمها الله عليها، وتجربة فريدة ساهمت في تعزيز خبرات الفريق الطبي بأكمله."
وقد أعربت السيدة ن. م. م وزوجها عن امتنانهما العميق للدكتور الهاشمي وفريقه الطبي، وتقديرهما لما بذلوه من جهود، وعلّقت بالقول: "يتميّز الدكتور الهاشمي وفريقه الطبي في مستشفى برجيل بمستوى عالٍ من المهنية والاحترافية. وقد قدّم لنا الدكتور الهاشمي الدعم والمساعدة اللازمة خلال جميع مراحل العلاج، وشرح لنا كافة جوانب وخطوات العملية الجراحية. وكان على ثقة تامّة من قدرته على إنقاذ كليتي، الأمر الذي شكّل مصدر ارتياح كبير بالنسبة لي. كما أودّ أيضاً أن أشكر طاقمَيْ التمريض والتخدير على حسن رعايتهم واهتمامهم بي. وإنني أتطلع قُدماً إلى ممارسة جميع نشاطاتي المعتادة دون أية مشاكل أو معوّقات."