إن الأم هي المدرسة الأولى في بناء شخصية الطفل وإكسابه العادات. والحب والحنان بين الأم والأب من جهة وبين الأبناء من جهة أخرى هو من أهم الدعائم لبناء ثابت للأسرة. فبدون المشاعر النبيلة والحكمة تنهار الأسرة. وإذا ما أخذنا دور الأم ومسؤولياتها تجاه هذا البناء وتنميته واستقراره، سنجد أنه يترتب على الأم واجبات جمّة ووظائف حيوية للحفاظ على أسرة مترابطة ومتماسكة.
لكن ما هي مقومات الأم المثالية وما هي الواجبات التي على كل أم تأديتها؟
هناك العديد من السيدات اللاتي يزعمن بأنهن أمهات مثاليات بالنسبة لأطفالهنّ، ونجدهنّ من جهة أخرى يفعلن عكس ذلك من صراخ وضرب الطفل. بل وعامل الأب والأم مع بعضهما وتصرفاتهما خاصةً أمام الأولاد تحدد ما إذا كانت وظيفة الأمومة والأبوة تُمارس بشكل صحيح. والشيء الهام جداً أن المثال الذي يقدم للطفل ويراه أمام عينيه هو نفسه الذي يحاكيه في تصرفاته.
فالأم هي المعلمة الأولى للطفل ولها التأثير الأول في حياته الذي يعمل على تشكيل شخصيته، وما يتعله الطفل في السنوات المبكرة من حياته دائماً يترك انطباعاً في ذهنه. لذا فوظيفة الأمومة التي تمارسها المرأة ووظيفة الأبوة التي يمارسها الرجل أمرٌ في غاية الأهمية!
يكون تجهل الكثير من الأمهات الملامح التي تزكيها لكي تكون أم مثالية في عيون أطفالها، فما يلائم الأم ويشعرها بالراحة ليس بالضرورة أن يكون نفس التأثير على طفلها من شعوره بالراحة. كلما كبرت الأم في السن كلما اكتسبت مهارات أكثر والأمر نفسه ينطبق على الطفل. فكل طفل منفرد عن الطفل الآخر. هناك العديد من الاختلافات في التربية لكن العامل المشترك في وظيفة الأم هي "المرونة".
5 نصائح نقدمها لك لتعرفي واجباتك تجاه أبنائك:
1- ان تكوني أم حاضرة
إن مرحلة الطفولة هي من أكثر المراحل العمرية التي يحتاج فيها الطفل إلى والدته، حيث يقضي أثمن أوقاته برفقتها. لذا من الأفضل أن تتواجدي عندما يحتاجك الطفل وتضعي احتياجاته قبل احتياجاتك. كما ينبغي أن تقدمي يد العون عندما يحتاج الطفل إليك مع تجنب تقديم الحماية المفرطة له لي تعطيه الفرصة بأن تنمو شخصيته ويصبح فرداً مستقلاً يتعلم من خبراته وأخطائه لاتي يقع فيها.
2- أن تكوني حنونة
حب الأم لا يضاهي شيء، تذكري دائماً أنك أنت من حملت طفلها في أحشائها وقدمت الحماية لطفلك في وسط آلامك ومعاناتك قبل ولادته. فمواصفات الأم من الحنان والعطاء والحب لا بد وأن تلازم المرأة دائماً، وهي لا تتغير بتغير سن المرأة. فغياب العاطفة يشعر الطفل بأنه غير محبوب من والديه أو يشعره بالتجاهل وهذا الأمر يؤثر سلباً على تصرفاته. لكن الحب وحده لا يكفي، وإنما الحب الذي يغلفه الصبر. فإذا فعل الطفل شيئاً خاطئاً أو ينوي القيام به لا بد من العمل على شرح الخطأ له حتى لا يكرره. هذا الشرح لا بد وأن يكون بهدوء بالغ مع عدم صراخ في وجهه أو استخدام النقد أو اللوم أو التوبيخ الذي يأتي بنتائج سلبية.
ومن ناحية أخرى لا بد من إبداء كلمات التشجيع والمدح للطفل الذي يظهر مهارة حتى لو كانت بسيطة في أي شيء يقوم به. كما لا بد أن تعكس الأم رد فعلها من عدم الموافقة على التصرفات الخاطئة لكن بدون أن تفقد احترام طفلها.
3- لا تبالغي في حمايته
الأم هي الشخص الأهم في حياة الطفل، لذا لا بد وأن تكون النموذج المثالي الذي يجتذي به في كافة تصرفاته وأفعاله. فهو يلاحظ سلوك الأم وعاداتها في النظافة وتفاعلها مع الآخرين، بل ويلاحظ طريقة صرفها للنقود وكل شيء في تفاصيل حياتها ينقلها عنها ويحاكيها، وكل هذا يؤثر على شخصية الطفل. فإذا تعامل الزوج والزوجة مع بعضهما البعض باحترام سيقوم الطفل بالشيء نفسه في حياته لاحقاً وحتى مع أبويه. والعكس صحيح إذا تربى الطفل في جو يفتقد للاحترام والحب فسوف يفقد الأب والأم تأثيرهم على الطفل وعندما يفعل شيء خاطىء لن يعتذر ولن يطيع الأوامر.
4- أن تكوني أم منصتة
الأم الجيدة هي المستمعة الجيدة، وهي التي تقضي وقتاً تتوافر له مقومات الجودة مع أطفالها وتستمع إليهم بصبر عندما يتحدثون إليها، وتقد النصيحة إليهم وتساعدهم في المواقف السلبية. كما أن الأم الجيدة هي الشخص التي يشعر الطفل معها بالراحة للتحدث ولايتجنبها، وتسمح له بإفشاء أسراره بدلاً من إخفائها. لا بد وأن تشارك الأم طفلها في الجوانب التي يجد متعته فيها، كما تشجعهم على تقديم أفضل ما لديهم وإخراج الطاقات الكامنة، كما يجب على الأم أن تشجع ابنها على اتخاذ القرارات المناسبة، وكلما زاد قدر المسؤولية التي تلقى بها الأم على كاهل طفلها كلما كان الابن أكثر قدرة على تحمل المسؤولية مستقبلا. وعدم وجود الأذن التي تصغي للطفل سوف يظل قابعاً داخل قوقعته. فالأم المثالية هي التي تعرف أدق التفاصيل عن حياة أطفالها، وهي الصديقة لأبنائها ...حافظة لأسرارهم، كي تتمكن من مساعدتهم وإرشادهم إلى الطريق السليم في تصرفاتهم . بطريقة جذابة وليس منفرة.
5- أن تكوني أم متحملة للمسؤولية
يقال عن الأمومة أنها وظيفة دائمة، إذا كانت الأم تعمل ولديها مسؤوليات في العمل بجانب مسؤولية تنظيم المنزل. والطفل الذي لا تجيب أمه مطالبه واحتياجاته يشعر بالغضب والإحباط فهذه هي أولى مسؤولياتهت تجاه وظيفتها الجديدة من الأمومة. ثم تأتي مسؤولية الحب والتشجيع. يليها مسؤولية تقديم المتعة له مثل تذكر عيد ميلاده وشراء الهدايا له، وعلى الأم ألا ترفض كل شيء يطلبه الطفل منها.
وفي النهاية الأم المثالية هي التي يساعد على أن يسود البيت الجو العائلي الهانئ كي ينمو الأبناء نموا طبيعيا من جميع الجوانب الجسدية والعقلية والنفسية والاجتماعية.
على كل أم أن تراجع نفسها وموقفها كأم في دورها في حماية الأبناء الأطفال والمراهقين، ورعايتهم، وتكون دائما القدوة الحسنة في سلوكها وحبها لزوجها ولأبنائها، وتدرك أن مكسبها الحقيقي، هو أولاد وبنات تربيتهم، وتسليحهم بالقيم الأحلاقية والروحية، الأمر الذي يساعدهم على عبور جسر الحياة في يسر وأمان.
إقرئي أيضاً اجعلي عيد الأم مميزاً بالنسبة لأمك