حَلِمته كما يَحلم عالِم الآثار بتلك التماثيل القديمة المدفونة في قاع البحر منذ آلاف السنين، والتي لا يضاهي كمال جسدها سوى كمال جسد المرأة اليوم، جمال الخلود المثالي.
عِطري يأتي من بعيد، هو المنبع والمصدر.
لا يشهد لزمنٍ معيّن، بل هو شاهد على مشاعر كلّ الأزمنة، لا يأتي من أيّ بلد فقد جاب كلّ البلدان، لا يكشف عن أيّ موسم، لأنّه يسكن كلّ المواسم.
ينبع عِطري من اجتماع كلّ أوقاتي الحاضرة، من وقتٍ لا يمكنني شخصياً تحديده، تعبِّر عنه فقط المشاعر التي تكشَّفت لي عند ابتكاره.
عِطري يرافق الزمن، يتحلّى بجسارة الحاضر الأبدي. هو عِطر النهار والليل معاً، عِطري هو الهندسة المعقَّدة لأحاسيسي الأكثر تناقضاً التّي اكتسبتها من اللقاءات الجميلة التي مرّة في حياتي.