مجسدة رحلة حسية تزهو بألوانها ونفحاتها الخلابة، كشفت أمواج عن أحدث ابتكاراتها العطرية "باوندلس" و"ماتيريال". وينبع هذان العطران من أعماق الخيال الجامح حيث يصوران صحوة البشرية على روعة النقاء والحرية المجردة من أي تحيز أو تمييز.
وقام بابتكار العطرين الجديدين كارين فينشون سبينر وسيسيل زاروكيان اللتين تعدان من المع أسماء عالم صناعة العطور وذلك تحت الإشراف الإبداعي لرينو سلمون حيث استطعن أن يجسدن المعنى الحقيقي لقوة الحرية. وفي تعليق له، قال رينو سالمون: "لعل ما يميز باوندلس وماتيريال كونهما يمزجان بين النفحات الشرقية والنغمات الخشبية التي تفوح بالتوابل لتعود بنا في الذاكرة الى وقت كان فيه القليل يرسم ملامح سعادتنا". وأضاف: "تغمر نغمات هذين العطرين حواسنا بجمال المواد الطبيعية الغنية النقية التي تصدح بصداها معبرة عن طاقة تجعل للحياة معنى وعبق فواح".
ويصور عطر باوندلس فرحة غامرة ونشوة عابرة تمنح الطاقة والجرأة لمن لديهم القوة لاحتضان العالم بين أيديهم. وتبرز هذه الطاقة النابضة أشعة الشمس التي ترتد عن أوراق وأغصان الغابة المغطاة بالندى وتومض لتنعكس على مظلة مرصعة بالأزهار لترسم أشجار قوس قزح قبل أن تتوارى في الضباب.
وفي عطر باوندلس، تعود الحياة مع قدوم الربيع حيث تتجلى نغمات واضحة من التوابل التي تتراقص بين ظلال الأشجار الداكنة. ويحدث التباين الصارخ بين أوراق القرفة والبرتقال الأحمر الممزوج بالزنجبيل الحلو لتفتح المجال أمام النغمات الوسطى الغنية بأوراق المر الراتيني والتبغ الهش لتبدو أكثر حلاوة بينما تظهر من هنا وهناك شرارة الهيل الكافوري وتبدو أكثر حيوية عندما تمتزج بزيت البردي قبل أن تتلاشى مجدداً في الضباب الذي تنشره خلاصة فانيلا مدغشقر CO2. وتتوارى المكونات البلسمية في خجل خلف طحلب البلوط لتنشر دفئها الهادئ مع البخور والإيليمي وخشب الغاياك المدخن وتصبح أكثر قوة مع فانيلا بيربون أبسولوت الذي يتألق كجوهرة متلألئة في قلب الغابة.
وعن عطر باوندلس، قالت كارين فينشون سبينر: "عندما ابتكرت عطر ’باوندلس‘، كانت فكرتي أن أوجد خشب ذهبي ليجسد مدخل العطر الى غابات كثيفة تثرينا بجوهر العطر الخشبي. ولذا استخدمت خام جذور نجيل الهند، والنفحة المدخنة لخشب الغاياك والنغمات الترابية للباتشولي وأكملتها بطحلب البلوط. كما جسدت أشمس التي تتغلغل الغابة بمكونات طبيعية تستحضر الضوء ولونه الذهبي مثل الفانيلا، والهيل، والزنجبيل أو مواد عطرية بلسمية مثل اللبان والبنزوين واللابدانوم والمر".
أما عطر ماتيريال فهو تناقض في حد ذاته، حيث يستحضر اللامادي من المادي، ليذكرنا بأن ما في الباطن هو الجوهر. ولا يقتصر هذا العطر الرائع على كونه مجرد دراسة عن الفانيلا فحسب بل يسلط الضوء على شخصية الفانيلا وحضورها الجامح والحر. تتجلى النغمات العليا بعبق البخور والإيليمي ويفوحان معاً في موجات من الضوء البراق حيث يحول حماسهما الحمضي الفانيلا أبسولوت إلى مادة عطرية بلسمية لها رونقها الخاص. وتتألق بدرجات اللون الذهبي الساطع بنغمات البنزوين الذي يمتزج مع هالة من فول التونكا الذي يشبه غطاء الفانيلا قبل أن تسقط في وسط مجموعة من الأخشاب الجافة المشتعلة. أما طاقة اللابدانوم والباتشولي الغني بالفانيلا وإثارة العود فيبرزون الجانب الداكن من الفانيلا ولكن يبقى هناك شعاع ضوء بازغ عبر حلاوة زهرة الأوسمانثوس الراقية المغمورة بالمسك الأبيض التي تضع كلمة النهاية للعطر وتجعله يفوح براحة وعبير فردوسي لا مثيل لهما.
وقالت سيسل زاروكيان: "يحكي عطر ماتيريال كل شيء عن خلاصة الفانيلا وهي واحدة من أكثر المواد الطبيعية المستخدمة في صناعة العطور. ويتمتع هذا العطر بشخصية مزدوجة حيث يجمع بين الجانب المريح والجانب الحسي الغرائزي ليتنقل بشكل مستمر وبكل سلاسة بين البراءة والجموح. وتتألق النغمات الوسطى لهذا العطر بمواد بلسمية نادرة وهي البنزوين والبخور واللابدانون بينما النغمات الأساسية فتسافر بالعطر إلى أعماق غابة مظلمة هي موطن لآلاف الأخشاب وفيها تصبح الأشكال والألوان مُبهمة".
وقد التقطت هذه التجربة الحسية في العطرين الفنانة البلجيكية لويز ميرتنز، في تعاون مع ثنائي التصميم السويدي البلجيكي "ستوديو كوركينو".وفي هذا الصدد، قال رينو سالمون: "أحببت الطريقة التي يعبرون فيها عن الإمكانات الحسية للفلين وتبرز أنقى تجسيد ممكن لها مما يجعلها ترتقي إلى مستوى العمل الفني الإبداعي. أن طريقتهم في استخدام مادة عادية من حياتنا اليومية وإبرازها بلمسة فنية خام وجريئة هو ما يجسده عطري باوندلس وماتيريال".
هذا وتم تصميم عبوات العطرين من قبل المصمم البريطاني بيل رادزينفويتش والذي استوحى فكرتها من أشجار "قوس قزح" بينما قام المدير الفني الفرنسي جيروم فيلانت – دوماس بابتكار ألوان زجاجات العطرين الفريدة. كما تُرجمت النغمات العطرية لباوندلس وماتيريال في مقطوعات موسيقية خاصة من تأليف المنتج الموسيقي البلجيكي كوبال.