بعد نجاح Gucci Bloom وBloom Acqua di Fiori، ها هو المعلّم صانع العطور ألبيرتو مورياس يطلق Gucci Bloom Nettare di Fiori تكريماً لطابع المرأة الحميم والأصيل مع أريج الورد وزهر العبقة المتناغم مع نفحات خشبيّة تعدّ أقوى من تلك الموجودة في عطر Gucci Bloom الأساسي.
كيف تصوّر أليساندرو ميشال عطر Nettare di Fiori؟
أراد أليساندرو اكتشاف جانب من الحيويّة المشرقة والسعادة الغامرة مجدّداً لكنّ تحقيق الأمر بدا مستحيلاً. إنّه أشبه بحلم حيث تُحضر الطبيعة إلى الداخل. لقد قال لي: "أريد أن يعبّر Nettare di Fiori عن رائحة الأزهار والنباتات المزروعة على نافذة في منزل شخص ما". تعكس هذه الرائحة نسمة زهريّة من الطبيعة، لكن الآن داخل المنزل. يعيش أليساندرو محاطاً بأشجار النخيل والنباتات، لذا أراد أن يجسّد الشعور بأجواء الطبيعة في الداخل. وما يربط Nettare di Fiori بعطريْ Bloom وAcqua di Fiori هو إحساس الأزهار والطبيعة والحيويّة المتوهّجة. لكن في هذا العطر تنعكس العواطف في الداخل، وكأنّها دفيئة في المنزل، وهذا أشبه بحلم نوعاً ما. ففي اللحظة التي تضع فيها المرأة هذا العطر، ستشعر بالطبيعة داخل منزلها.
هل ابتكرت عطرَيْ Acqua di Fiori وNettare di Fiori في الوقت عينه؟
كلاّ، فقد ابتكرت Nettare di Fiori في وقت لاحق. أكثر ما همّني في هذا العطر كان ترجمة حسّ الخيال والعالم الداخلي. فتخيّل أنّك مستلقٍ على أريكة، بكلّ راحة، في ظلّ أجواء دافئة وحميمة، محاطاً بطبيعة محتجزة في ناقوس زجاجي. إنّها نسخة مثاليّة للطبيعة وكأنّها واجهة مسرح. هي أشبه بأزهار باهظة الثمن تملأ داخل غرفة.
ما هو الشيء المميّز في هذا العطر الثالث الذي ابتكرته بالتعاون مع أليساندرو؟ هل هناك سمة فريدة يتّسم بها؟
أجل، لأنّ أليساندرو أراد أن تكون الأزهار أقلّ مجازيّة، ترافقها عناصر من داخل المنزل. إنّه مثل الشعور بالبخور المشتعل حيث تفوح نفحة خشبيّة تمثّل كسوة خشبيّة في المنزل. لقد أراد تجسيد إحساس حالم مبهج للحواسّ، وكأنّ الأزهار تجتاح المكان. يمكن رؤية ذلك في أسلوب عيشه فالنباتات تستقبل الزائر عند عتبة الاستوديو الخاصّ به، وكذا تفعل الأزهار ورائحة البخور والخشب. إنّه يزاوج هذه الأحاسيس وحتّى لو أغمضنا عيوننا نرى نفاثاً من الدخان المعطّر.
لقد وصفت Nettare di Fiori بأنّه عطر شيبر. هل بإمكانك أن تشرح لنا ما يعنيه ذلك؟
أجل، هذا صحيح، إنّه عطر مركّب من عائلة النباتات المسمّاة «شيبر». فهو يتألّف من نفحات تتباين بعضها مع بعض لأنّ الطبيعة مهمّة جدّاً بالنسبة إلى أليساندرو. وبالتالي جمعنا نفحة الطحلب مع أزهار البردي والأغصان، والجذور لتحقيق هذا التباين. ويبدو هذا الأخير كأنّه مستمدّ من الخارج حيث أنشأنا حديقة يمكن أن نشمّ فيها الطحلب، الأوراق الميتة، والأزهار التي لا تُعدّ مهمّة إلى هذه الدرجة. الأمر كلّه يتمحور حول قوّة الطبيعة. الأزهار موجودة في العطر ولكنّها ليست أهمّ نفحاته. فنجمة التركيبة هي رائحة الطحلب والنفحات الخشبيّة. لهذا السبب يتمتّع العطر بلمسة شيبر شاعريّة أكثر بكثير... وكأنّه جرى تطويع الطبيعة. كما أردنا أيضاً أن تعبّر النفحات الخشبيّة عن فكرة قطع الأثاث النادرة جدّاً... وكأنّك في خزانة من التحف اللافتة للنظر أكثر من وجودك في حديقة لأنّ العطر مصمّم لتجسيد فكرة الأغراض النادرة أيضاً.
ما زال لعطر Nettare di Fiori الأساس نفسه مثل Bloom. بمَ يختلف عنه إذن؟
أجل، الأساس مهمّ جدّاً. ما زال العطر يحتوي على الياسمين، الفلّ، الفلّ الهندي، والياسمين الأحمر الذي يمثّل السمة الحالمة للنفحات الثلاث كلّها. لكنْ ثمّة أيضاً أزهار أكثر سمّية وخطورة. مثلاً، نجد أيضاً تركيزاً كبيراً من مسك الروم في العطر، التي تعدّ زهرة أكثر غموضاً. وأحد المكوّنات المهمّة الأخرى والمختلفة هو العبقة، تلك الزهرة الفاكهيّة السامّة قليلاً أيضاً. العبقة عبارة عن زهرة صغيرة مستعملة جدّاً في أنواع الشاي النادرة، لذا هذا هو المكوّن الذي يمكن العمل به لأنّه يتّسم بقوّة عطريّة كبيرة جدّاً. لقد أردت تجسيد هذا الأمر. على الرغم من حجمها الصغير، إنّها تمتاز بقوّة عطريّة فائقة، تفوق الخيال.
ما الذي يميّز Nettare di Fiori عن أعمالك السابقة؟
يزاوج Nettare di Fiori بين الطبيعة والداخل، كتأرجح بين الحلم والحقيقة. لقد كان من المستحيل تجسيد فكرة إحضار الطبيعة إلى الداخل، كأنّك نائم وتحلم وهي تمثّل هذا الإحساس التجريدي. أراد أليساندرو التعبير عن داخل الاستوديو الخاصّ به، الممتلئ بالنباتات والأزهار، وعن الرائحة التي يعبق بها هذا المكان. لذا، كانت محاولة تجسيد وجود الطبيعة في الداخل أمراً في غاية الروعة بالنسبة إليّ.
إن أردت تلخيص Nettare di Fiori في ثلاث كلمات، فما عساها تكون؟
إنّه حلم، أشبه بحلم يقظة. عطر غامض ولا يمكن فهمه فوراً، لأنّه مبهج جدّاً للحواسّ ومثالي لشخصيّة المرأة المتعدّدة الأوجه. هذا العطر أكثر حميميّة من عطرَيْ Bloom وAcqua di Fiori لأنّ هذه الروائح تمثّل أحاسيس تنتابنا في الخارج. هذا العطر أكثر تحفّظاً وحدّة. وفوق كلّ شيء إنّه غامض. هذه السمة هي الأهمّ على الإطلاق. فهو ليس مثيراً للحنين أبداً، لكنّه أبيقوري، وسقراطي تقريباً. هو متحفّظ وتجريدي لكنّه ليس مجازيّاً، تماماً كاشتمامك للأزهار، فأنت لا ترى الطبيعة أو الماء على الفور، ولكن تشعر بذلك بقوّة. أظنّ أنّ الكلمة التي أبحث عنها هي "متميّز". إنّه للخبيرات في العطور وكلّ من تريد التعبير عن ذاتها، وتشعر بالراحة مع نفسها وتريد المزيد من العطر.
هل بإمكانك أن تشرح لنا أكثر عن مكوّنات العطر؟
تحتوي التركيبة على العبقة ومسك الروم والزنجبيل والورد البلغاري، لكنّ العنصر الأهمّ هو النفحات الخشبيّة الاستثنائيّة جدّاً. يوفّر الزنجبيل الانتعاش، وينشئ مع الروائح الأخرى للياسمين الأبيض والياسمين الأحمر سمة زهريّة، بينما تمنح زهرة مسك الروم في قاعدة العطر جانبه الغامض والراقي.
بماذا تشبّه ابتكار العطر؟
إنّ ابتكار العطر أشبه... بتجسيد حلم.
حاورته ماريا عزيز نحّاس