بشرتك هي أكبر عضو في جسمك بالكامل. ومثل أيّ من أعضائك الرئيسية الأخرى، فإن الحفاظ على صحة بشرتك أمر حيوي للحفاظ على صحتك. يمكن أن يكون التركيز على الحصول على بشرة خالية من العيوب أمراً مقلقاً للغاية، خاصة في الوقت الحاضر مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي، ومشاهدة إعلانات باستمرار عن "أفضل" منتجات العناية بالبشرة والمكياج.
نعتقد أننا جميعًا نعرف مدى أهمية العناية بالبشرة المناسبة لتبدو بأفضل حال. من المهم الحفاظ على بشرتك صحية ورطبة ومحمية من العناصر البيئية الضارة، ولكن هل تصدقيننا إذا أخبرناك أن صحة بشرتك أكثر من ذلك؟ عامل رئيسي في صحة بشرتك وصحتك العامة هو "فلورا الجلد" Skin Flora، الذي يُطلق عليه أيضاً تسمية "ميكروبيوم" Microbiome، وهو مجموعة من الميكروبات والفطريات النافعة التي تعيش في جميع أنحاء بشرتك. هذه الميكروبات مفيدة وحيوية بشكل لا يصدق لصحة الجلد.
على غرار الأمعاء الدقيقة أو الميكروبيوم المهبلي، إذا تعطل ميكروبيوم الجلد وفقد من توازنه، فهذا له تأثير مدمر على بشرتك. لسوء الحظ ، تؤثر عادات نمط الحياة الحديثة على ميكروبيوم بشرتنا. الاستحمام بالماء المعالج بالكلور، واستخدام الصابون المضاد للبكتيريا، والحفاظ على البيئات المعقمة، واستخدام مستحضرات العناية بالبشرة ومستحضرات التجميل المصنوعة من مواد كيميائية عديدة، كلها عوامل تضر بالتوازن الدقيق للبكتيريا اللازمة لصحة بشرتك.
يمكن أن يؤدي عدم توازن الميكروبيوم إلى ظهور حب الشباب وتسريع شيخوخة الجلد. كما أنها مرتبطة بأمراض جلدية وحالات جلدية وصحية خطيرة مثل: الوردية، والأكزيما، والصدفية، والقشرة، والإلتهابات والفطريات، وسوء التئام الجروح وحساسية الجلد. والأسوأ من ذلك، أن العلاجات لهذه الحالات هي المضادات الحيوية، أو منتجات العناية بالبشرة التي تزيد من اختلال التوازن الصحي للميكروبات من الداخل والخارج.
إن ميكروبيوم بشرتك هو نظام آخر يعتمد عليه جسمك للمساعدة في الحفاظ على صحتك. في الواقع، لا تعيش الميكروبات على سطح الجلد فحسب، بل توجد أيضًا في طبقة الدهون تحت الجلد، حيث يتواصل جهازك المناعي مع الميكروبيوم. يساعد جهاز المناعة في الجلد على تقليل الالتهاب ويساعد أيضًا على حمايتك من تلف الجلد الناتج عن الأشعة فوق البنفسجية. لسوء الحظ، من السهل زعزعة ميكروبيوم بشرتك عن طريق الخطأ من خلال العناية غير المناسبة. الخبر السار، تمامًا مثل باقي أجزاء الجسم، هناك طرق بسيطة وشاملة وفعالة لمساعدة بشرتك على الاحتفاظ بالبكتيريا النافعة، وتعزيز الصحة العامة لبشرتك في الوقت نفسه.
ما هو ميكروبيوم الجلد؟
إن ميكروبيوم بشرتك، المعروف أيضًا باسم ميكروبيوتا الجلد أو فلورا الجلد، هو نظام بيئي حي ومزدهر من البكتيريا الموجودة على بشرتك لحمايتك والحفاظ على صحتك. لا تخافي من كلمة بكتيريا! غالبية البكتيريا التي يتألف منها هذا المجتمع الميكروبي غير ضارة، بل ومفيدة لصحتك. يتكون ميكروبيوم الجلد الصحي من العديد من الأنواع المختلفة من البكتيريا، والتي تعمل معًا لحمايتك من مسببات الأمراض التي يمكن أن تجعلك مريضة أو تؤثر على بشرتك. على سبيل المثال، قد تقوم بكتيريا Staphylococcus epidermidis، وهي سلالة شائعة توجد على جلد الإنسان، بوظيفة بروبيوتيك على جلدك عن طريق منع استعمار البكتيريا الضارة، مثل Staphylococcus aureus.
يمكن أن تعتمد أنواع البكتيريا التي تعيش على جلدك على عدة عوامل، بما في ذلك العوامل البيئية، مثل المناخ والنظافة، كثافة بصيلات الشعر أو الغدد الدهنية أو الغدد العرقية على جلدك. في حين أنك قد لا ترغبين في وجود الكثير من البكتيريا "السيئة" على بشرتك، إلا أنها في الواقع مهمة أيضًا. فالتوازن بين البكتيريا "الجيدة" و "السيئة" على بشرتك أمرٌ ضروري. يساعد هذا التوازن الخاص للبكتيريا في الحفاظ على صحة بشرتك. عندما يفوق عدد البكتيريا السيئة عدد البكتيريا الجيدة الموجودة على الجلد، يمكن أن تبدأ المشاكل.
لماذا يعتبر ميكروبيوم الجلد مهمًا؟
كما ذكرنا سابقًا، فإن ميكروبيوم بشرتك موجود لحماية بشرتك والحفاظ عليها بصحة جيدة. على غرار ميكروبيوم الأمعاء، يساعد ميكروبيوم الجلد في الحفاظ على عمل جهاز المناعة بشكل صحيح، وتشكيل حاجز ضد الأمراض الجلدية، والحماية من الجروح المزمنة والحفاظ على صحة بشرتك. يتكون حاجز الجلد هذا من الببتيدات المضادة للميكروبات، والتي تساعد على حمايتك من البكتيريا الضارة.
كيف تحمين ميكروبيوم البشرة؟
لحماية بميكروبيوم بشرتك، 6 طرق يمكنك القيام بها لإنشاء توازن صحي للبكتيريا على بشرتك والحفاظ عليه.
استخدمي منتجات العناية بالبشرة المناسبة
تعتبر العناية المناسبة أمرًا حيويًا في الحفاظ على بشرة صحية، وخطوات مثل التنظيف والترطيب تحميك من التهاب الجلد وجفاف الجلد وحب الشباب. تمامًا مثل المسام المسدودة، يمكن أن تسبب بكتيريا معينة على جلدنا، ظهور البثور. بشرتك هي في الواقع بيئة حمضية، وهي مثالية لجميع البكتيريا الجيدة. ومع ذلك، فإن معظم أنواع الصابون والمنظفات ومنتجات البشرة قلوية للغاية. هذا يعني أنها يمكن أن تغير مستويات درجة الحموضة PH في بشرتك بشكل سلبي، مما يجعلها أكثر عرضة للبكتيريا ومسببات الأمراض السيئة. في حين أن المنتجات المضادة للبكتيريا قد تكون مفيدة للوقاية من الأمراض، فإنها لا تعرف الفرق بين البكتيريا الجيدة والسيئة، وسوف تقتل كليهما! في الواقع، إن الكثير من المنتجات التي تدعي أنها مفيدة لبشرتك يمكن أن تلحق الضرر بميكروبيوم بشرتك.
كوني لطيفة على بشرتك
ليست منتجات العناية بالبشرة وحدها يمكن أن تلحق الضرر بميكروبيوم بشرتك. يمكن أن يؤدي استخدام المنتجات القاسية الغنية بالمواد الكيميائية أو حتى الإفراط في غسل وتقشير بشرتك بشدة، إلى الإضرار بالطبقة القرنية، وهي الطبقة الخارجية الواقية من الجلد. يمكن أن يؤدي القيام بذلك إلى تجريده من أي بكتيريا جيدة تعيش عليه، ما يسبب تهيّج البشرة. اللمسة اللطيفة مهمة حقًا عندما يتعلق الأمر ببشرتك. عندما تقومين بالتنشيف بعد الاستحمام، جفف بشرتك بالتربيت على جسمك بدلًا من فركه بقوة. إذا كانت بشرتك جافة، فلا تفرطي في غسلها، فلا بأس من تنظيف البشرة في الليل فقط.
إعتمدي نظام غذائي صحي
سوف يفيد تناول نظام غذائي صحي ومتوازن كلاً من الميكروبيوم، وسيساعدك النظام الغذائي النباتي الغني بالدهون الصحية والألياف والبروتين، على الشعور بالجمال من الداخل والخارج. يمكن أن يؤدي الاستغناء عن منتجات الألبان أو السكر المكرر أو الغلوتين أو الكحول من نظامك الغذائي إلى إحداث عجائب لبشرتك.
قومي بترطيب البشرة
إن الحفاظ على رطوبة البشرة أمر حيوي للبشرة المتوهجة. إحرصي على من شرب الكثير من الماء وتناول الكثير من الفواكه والخضروات العضوية الطازجة. سوف تساعد في الحفاظ على رطوبتك وتزويد جسمك بالمعادن والإلكتروليتات الحيوية التي يحتاجها جسمك وبشرتك.
التمارين الرياضية
إن ممارسة التمارين الرياضية والتعرق يغذي ميكروبيوم بشرتك. في الواقع، العرق هو مصدر للببتيد المضاد للميكروبات يسمى dermcidin. يعمل هذا الببتيد كمضاد حيوي طبيعي لحماية بشرتك من العدوى. تساعد الغدد العرقية في التنظيم الحراري مع تبخر الماء الذي يؤدي أيضًا إلى تحمض الجلد. كما ذكرت سابقًا، البيئة الحمضية مثالية للبكتيريا المفيدة. فقط تذكري، حافظي على رطوبتك قبل وأثناء وبعد التمرين أيضًا! يمكن أن يضر الجفاف بميكروبيوم بشرتك ويؤدي إلى الجفاف أو الحكة أو التهاب الجلد.
خففي من التوتر
يمكن أن يكون التوتر في الواقع أمرًا جيدًا. فالإجهاد الجيد، مكن أن يكون عاملاً محفزًا في مساعدتك على إنجاز مهامك اليومية. غير أن الإجهاد السلبي والتوتر المزمن يضعك في حالة تهديد مستمر، وعندما تشعرين بالتوتر سوف يتأثر به الجسم بأكمله، بما في ذلك البشرة. على الرغم من أننا لا نستطيع حقًا إزالة جميع الضغوط من حياتنا، إلا أن هناك خطوات يمكننا اتخاذها لإبقاء التوتر تحت السيطرة ومساعدتنا على الشعور بسلام أكبر.
- تذكري أن تتنفسي: تساعد الأنفاس العميقة والهادئة على تخفيف التوتر والتوتر.
- مارسي رياضة التأمل: يمكن أن يساعدك هذا في التعامل بشكل أفضل مع التوتر، وكذلك تصفية ذهنك من الأفكار المسببة للتوتر.
- حركي جسمك: يمكن أن تساعدك التمارين على التخلص من التوتر والشعور بالانتعاش.
- لا تكوني مهووسة على ما لا يمكنك تغييره: الخوف من الضغوطات التي لا يمكنك التحكم فيها سيؤدي فقط إلى إجهادك أكثر.
ركّزي على تحسين نومك
كشفت دراسة حديثة أن 85٪ من الأمريكيين، لا يحصلون على 7 ساعات أو أكثر من النوم التي يحتاجونها كل ليلة.قد يكون من الصعب دائمًا الحصول على نوم سليم في ظل نمط حياة مزدحم، ولكن من المهم جدًا لبشرتك وصحتك العامة أن تحصلي على الراحة التي تحتاجينها كل ليلة. يمكن أن تؤدي قلة النوم إلى اختلال توازن جسمك بالكامل، بما في ذلك هرموناتك وشهيتك. وعندما تكون أنظمة جسمك غير متوازنة، يمكن أن يجعلك ذلك تشعرين بالخمول وعدم الاستعداد لتحديات الحياة.
يرتبط النوم أيضًا بميكروبيوم الأمعاء. ميكروبيوم الأمعاء الصحي يعني بشرة صحية. إذا كنت تعانين من حالات مثل الوردية أو حب الشباب، فغالبًا ما يؤدي ذلك إلى اختلال توازن الأمعاء الذي يؤدي إلى التهاب الجلد الضار. يمكن أن يكون إنشاء روتين ليلي مفيدًا في النوم بشكل أسرع والاستمتاع بنوم أفضل وأعمق كل ليلة. تجنبي تناول الكافيين بعد الساعة 2 ظهرًا، وتجنبي تناول الطعام قبل النوم بثلاث ساعات.
تعتبر ممارسة الاسترخاء، مثل التأمل أو تمارين التنفس من الأفكار الرائعة أيضًا. هذه تعزز النوم الجيد من خلال مساعدتك على الاسترخاء وتصفية ذهنك كل ليلة، مما يمنع ضغوطك اليومية من مقاطعة راحتك.