تصبغات الوجه: أسبابها وطرق علاجها

تُعتبر تصبغات الوجه من المشاكل الجلديّة الشائعة التي تواجه الكثير من الأشخاص، خاصة النساء، والتي عادةً ما تظهر على شكل بقع داكنة على الجلد، ممّا يؤثر على توحيد لون البشرة وجمالها الطبيعي. وتتعدد الأسباب التي تؤدي إلى ظهور هذه التصبغات، ومن المهم معرفتها لفهم كيفيّة التعامل معها بشكل فعّال، ولحسن الحظ، هناك العديد من الطرق والخلطات التي يمكن أن تساعد في علاج تصبغات الوجه واستعادة نضارة البشرة وإشراقتها الطبيعيّة.

 

أسباب المعاناة من التصبّغات في الوجه

إنّ المعاناة من تصبغات الوجه ليست مجرّد مشكلة جماليّة، بل هي نتيجة لتفاعل العديد من العوامل الداخليّة والخارجيّة التي تؤثر على صحة الجلد، فالبشرة تتعرّض يوميًا لمجموعة متنوّعة من المسبّبات التي يمكن أن تترك أثرًا طويل الأمد على لونها ونضارتها، وفي هذا السياق، سنستعرض أبرز الأسباب التي تؤدي إلى ظهور التصبغات في الوجه وكيفيّة الوقاية منها:

  1. التعرّض لأشعة الشمس: يمكن أن يكون التعرّض المستمرّ والمباشر لأشعة الشمس من دون حماية السبب الرئيسيّ لتكوين التصبّغات، فالأشعة فوق البنفسجية تعمل على تحفيز الخلايا الميلانيّة لإنتاج المزيد من الميلانين، الذي يتراكم في الجلد ويؤدّي إلى ظهور بقع داكنة غير مرغوب فيها.
  2. التغيّرات الهرمونيّة: تؤثّر التغيّرات الهرمونيّة التي تصاحب فترات الحمل أو استخدام بعض وسائل منع الحمل بشكل كبير على توازن الهرمونات في الجسم، ممّا يؤدي إلى تحفيز الخلايا الميلانيّة وزيادة إنتاج الميلانين، الأمر الذي قد يؤدّي إلى ظهور ما يعرف بـ "الكلف" أو بقع الحمل، وهي تصبغات تتوزّع على الجبهة والخدّين والشفة العليا.
  3. الالتهابات الجلدية: يمكن أن تترك الالتهابات المختلفة التي تصيب الجلد مثل حبّ الشباب أو التهابات الجلد الأخرى وراءها بقعًا داكنة بعد شفاء الجروح، تظهر عادةً نتيجة لعمليّة الشفاء الطبيعيّة للجلد التي ينتج عنها تراكم الميلانين في مكان الالتهاب.
  4. التقدّم في العمر: مع مرور الوقت، يبدأ الجلد في فقدان قدرته على التجدّد بشكل سريع وفعّال، ممّا يجعله أكثر عرضةً لظهور التصبّغات، بالإضافة إلى ذلك، تتعرّض البشرة للكثير من العوامل البيئيّة الضارّة على مدار السنوات، مثل التلوث وأشعة الشمس، ممّا يعزّز من فرص مواجهة هذه المشكلة.
  5. العوامل الوراثية: تؤدّي الجينات دورًا كبيرًا في تحديد مدى قابليّة الشخص لظهور التصبغات الجلديّة، فالأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي من هذه المشكلة يكونون أكثر عرضة لمواجهتها.

 

الخلطات المنزليّة الفعّالة في علاج تصبّغات الوجه

بالرغم من أنّ مشكلة التصبغات قد تبدو معقدة وصعبة العلاج، إلّا أنّ هناك العديد من الخلطات الطبيعيّة التي أثبتت فعاليتها في تقليل وجودها وتوحيد لون البشرة، حيث أنّها تعتمد على مكوّنات طبيعيّة متوفّرة في المنزل، ممّا يجعلها حلاً سهلًا وآمنًا يمكن تطبيقه بانتظام للحصول على نتائج مرضية. ومن المهمّ ذكر ضرورة استشارة طبيب الجلد قبل استخدام هذه الخلطات لضمان فعاليتها وتناسبها مع حال جلدك. وفي ما يلي سنعرض لك أفضلها:

  1. خلطة عصير الليمون والعسل: يُعرف عصير الليمون بخصائصه الطبيعيّة في تفتيح البشرة، حيث يحتوي حامض الستريك الذي يعمل على تقشير البشرة وإزالة خلايا الجلد الميتة التي قد تكون داكنة، كما أنّ العسل يعتبَر مرطّبًا طبيعيًا يساعد في تهدئة البشرة ومنع الحساسية الذي قد يسببها الليمون. لتحضير هذه الخلطة، يمكن مزج ملعقة صغيرة من عصير الليمون مع ملعقة صغيرة من العسل الطبيعي، ومن ثمّ تطبيقها على المناطق المصابة لمدة 10-15 دقيقة قبل شطفها بالماء الفاتر، وعادةً يُنصح بتطبيق هذا المزيج في المساء لتجنب التعرّض لأشعّة الشمس المباشرة.
  2. ماسك الكركم والزبادي: يُعَدّ الكركم أحد المكوّنات الطبيعيّة المعروفة بخصائصه المضادة للالتهابات والأكسدة، والتي تساعد في تقليل آثار التصبّغات وتفتيح البشرة، أما الزبادي، فيحتوي حمض اللاكتيك الذي يعمل على تقشير البشرة وترطيبها في الوقت ذاته. لتحضير هذا الماسك، يجب مزج ملعقة صغيرة من الكركم مع ملعقتين كبيرتين من الزبادي الطبيعي، وبعد ذلك يتمّ تطبيق الخليط على الوجه ويُترك لمدة 20 دقيقة قبل غسله بالماء الفاتر، ويُستخدَم مرّتين في الأسبوع للحصول على أفضل النتائج.
  3. زيت اللوز وفيتامين E: يُعرَف زيت اللوز الحلو بقدرته على تغذية البشرة وتحسين مرونتها، في حين أنّ فيتامين E يعمل كمضاد قويّ للأكسدة يحميها من التلف ويعزّز تجديد الخلايا. لتحضير هذه الخلطة، يجب مزج ملعقة صغيرة من زيت اللوز مع محتوى كبسولة فيتامين E، ويُدلّك الوجه بلطف بهذا المزيج قبل النوم ويُترَك حتّى الصباح.

 

علاجات طبيّة للتصبغات في البشرة

مع التطور الكبير في صناعة مستحضرات التجميل، أصبح من الممكن الحصول على منتجات تحتوي مكوّنات نشطة تعمل على تقليل إنتاج الميلانين وتحفيز تجدد الخلايا، ممّا يساعد في تفتيح البقع الداكنة وتحسين مظهر البشرة بشكل عام، لذا سنعرض لكِ أكثرها فعالية في ما يلي:

  1. كريمات التفتيح: تعتبر كريمات التفتيح من أكثر المنتجات شيوعًا في علاج التصبّغات الجلديّة، حيث تحتوي مكوّنات فعّالة مثل الهيدروكينون، الذي يعتبر من أقوى المثبطات لإنتاج الميلانين، وفيتامين C المعروف بخصائصه المضادة للأكسدة التي تساعد في تفتيح البشرة، أمّا حمض الكوجيك فهو مكوّن آخر يساعد في تقليل إنتاج الميلانين وتفتيح البقع الداكنة.
  2. السيرومات المضادة للأكسدة: تُعدّ السيرومات التي تحتوي مضادات الأكسدة من الخيارات المثاليّة للحفاظ على صحّة البشرة وحمايتها من الأضرار البيئيّة; ففيتامين C، على سبيل المثال، يعمل على حماية البشرة من أضرار أشعّة الشمس والملوثات، كما يحفز إنتاج الكولاجين ويساعد في تقليل التصبغات، أمّا حمض الفيروليك فهو مكوّن آخر يعزز فعالية فيتامين C ويحمي البشرة من الجذور الحرة، وعادةً ما يُفضّل استخدام هذا النوع من المنتجات في الصباح قبل تطبيق واقي الشمس للحصول على أفضل حماية ممكنة.
  3. المقشّرات الكيميائية: تعتبَر المقشّرات الكيميائيّة من الحلول المتقدّمة في علاج تصبغات الوجه، حيث تعمل على إزالة الطبقات السطحيّة من الجلد، ممّا يساعد في تقشير الخلايا الميتة والتالفة وتجديد البشرة، ومن أبرز مكوّناتها: أحماض الفواكه (AHA) وحمض الجليكوليك التي تعمل على تفتيح البشرة وتوحيد لونها مع الاستخدام المنتظم.
  4. العلاجات بالليزر: يُعَدّ الليزر من الخيارات الفعّالة والمتطوّرة المُستخدَمة في علاج التصبّغات العميقة والمستعصية، حيث تعتمد هذه الطريقة على توجيه أشعّة مكثّفة على المناطق المصابة، ممّا يساعد في تفتيت الميلانين المتراكم وتحفيز عملية الشفاء الطبيعيّة للبشرة، وعادةً ما يتطلّب هذا النوع من العلاجات الخضوع لعدّة جلسات لتحقيق النتائج المرجوّة.
المزيد
back to top button