في عصر تحكمه الصور الرقمية والفلاتر المثالية، تتحوّل العناية بالبشرة من مجرد روتين صحّي إلى شعور بالهوس لدى الكثيرين، وخاصة المراهقين. يُعرف هذا الاضطراب الجديد باسم الديرموريكسيا، وهو مفهوم يصف الهوس غير المبرّر بالحصول على بشرة خالية من العيوب، مما يدفع المصابين إلى اتباع عادات تجميلية مبالغ فيها قد تضرّ أكثر مما تنفع.
ما هي الديرموريكسيا؟
تمّت صياغة هذا المصطلح لوصف اضطراب سلوكي يرتبط بالعناية بالبشرة بشكل مفرط، حيث يصبح الشخص مهووساً بتطبيق المنتجات، التحقّق المستمر من بشرته، وإجراء روتينات معقّدة دون ضرورة طبية. تتجلى الديرموريكسيا في عدّة سلوكيات، منها:
فحص البشرة بشكل متكرّر طوال اليوم بحثاً عن أي عيوب.
- الشعور بالتوتر أو القلق عند نسيان خطوة من الروتين اليومي للعناية بالبشرة.
- استخدام منتجات متعدّدة بدون حاجة فعلية، مما يؤدي إلى إنهاك حاجز البشرة الطبيعي.
- الاعتماد على معايير غير واقعية للجمال المستوحاة من الفلاتر الرقمية والتأثيرات التجميلية على وسائل التواصل الاجتماعي.
لماذا تزداد الديرموريكسيا بين الشباب؟
يعيش المراهقون اليوم في عالم رقمي حيث صورهم معروضة باستمرار، سواء على سناب شات، إنستغرام، أو تيك توك. معايير الجمال أصبحت أكثر صرامة، خاصة مع تأثير المؤثرين والـSkinfluencers الذين يروجون لمنتجات ليست مناسبة دائماً للبشرة الشابة. بالإضافة إلى ذلك، تقنيات تعديل الصور والفلاتر تمنح مظهراً غير واقعي للبشرة، مما يدفع الشباب إلى الاعتقاد بأنهم بحاجة إلى منتجات وعلاجات غير ضرورية للوصول إلى الكمال.
العواقب الصحية والنفسية
على المستوى الجسدي، يمكن أن تؤدي الديرموريكسيا إلى مشكلات مثل حساسية البشرة، التهابات، وحتى تفاقم مشكلات مثل حب الشباب أو الأكزيما بسبب الإفراط في استخدام المنتجات. أما نفسياً، فإن السعي المستمر وراء بشرة مثالية قد يسبب القلق، التوتر، وانعدام الثقة بالنفس.
كيف نواجه هذه الظاهرة؟
تزايد الهوس بالعناية بالبشرة بين الشباب قد يؤدي إلى نتائج عكسية، ما يستدعي ضرورة نشر الوعي حول مخاطر الإفراط في استخدام المنتجات التجميلية وتشجيع عادات أكثر توازناً. من المهم أيضًا توجيه المراهقين إلى استشارة اختصاصيي الجلد قبل تجربة أي مستحضر جديد، تفادياً لمشكلات قد تضرّ بصحة بشرتهم. إلى جانب ذلك، لا بد من دعم الصحة النفسية للشباب، لمساعدتهم على بناء صورة ذاتية إيجابية بعيدًا عن المعايير الجمالية غير الواقعية التي تروج لها وسائل التواصل الاجتماعي. فالعناية بالبشرة تبقى جزءاً من الروتين الصحي، لكن عندما تتحوّل إلى هوس قهري، كما في حالة الديرموريكسيا، تصبح مسألة تستدعي الانتباه والمعالجة، لضمان حماية الأجيال القادمة من الوقوع في دوامة البحث عن الكمال المستحيل.