التعامل مع الابن في فترة المراهقة ليس أمرًا سهلًا على الوالديْن، ويتطلّب الكثير من الصبر والتفهّم، خصوصًا وأنّه الولد في تلك المرحلة العمريّة يرفض النقاش ولا يتقبّل النصائح وتوجيه الأوامر إليه. واليوم، الأمر أصعب ممّا كان عليه منذ سنوات، في ظلّ ما نشهده من تطوّرات تكنولوجيّة تخلق اختلافات كبيرة في التفكير بين الأهل والأولاد، وفي حال لم يتمّ التعامل مع الابن بالطريقة المناسبة، فقد يؤدّي ذلك إلى اتّخاذه قرارات غير صحيحة تؤثّر على حياته المستقبليّة، أو إلى معاناته من حالات نفسيّة مثل الاكتئاب والتوتّر والوحدة. فكيف تتعامل مع ابنك المراهق؟
1- كن صديقه المقرَّب
لا تُشعر ابنك المراهق أنّك والده، إنّما صديقه المقرَّب. ولتنجح بذلك، يتوجّب عليك أن تمارس النشاطات التي تثير اهتمامه، ولو أنّها كانت بالنسبة لك سخيفة ومن غير أهميّة، ولا تتردّد بأن تدعو أصدقاءه ليشاركونكم بذلك. فهكذا، ستكون متواجدًا معه في معظم الأوقات، الأمر الذي سيتيح لك مراقبة ما يقوم به عن كثب، وبالتالي توعيته في حال لاحظت قيامه بتصرّف خاطئ.
2- لا توبّخه إن أخطأ
يرتكب المراهقون الكثير من الأخطاء ويقومون بتصرّفات قد تثير غضب الوالديْن، ولكن أكبر خطأ ترتكبه كوالد في هذه الحال، هو توبيخه ومعاقبته وضربه. فهذا الأمر يُفقده ثقته بك، ويولّد في قلبه الخوف في حال ارتكب خطأ معيّنًا وأراد النصيحة لإيجاد الحلّ المناسب. لذا، عليك دائمًا تذكيره بضرورة اللجوء إليك واستشارتك، مؤكّدًا له أنّ الجميع معرّض للوقوع في الخطأ، وأنّ عليه دومًا استشارة شخص ذي خبرة أكبر في الحياة، مُرَشّحًا نفسك لأن تكون ذلك الشخص لأنّك الأقرب منه وأكثر من يهتمّ لمصلحته.
3- لا تنهِه عن فعل أمر بدون تبرير
أكبر خطأ يقوم به الوالد هو إجبار ابنه عن الامتناع عن القيام بأمر معيّن، من دون أن يوضح له سبب ذلك، والأسوأ، هي الطريقة التي يتّبعها. فعندما تريد أن تمنع ابنك مثلًا عن التدخين، أخبره عن أضرار هذه العادة وعن رائحة السجائر غير المقبولة وطعمها السيء، وأقنعه بأنّه سيلاحظ ذلك فور أن يجرّبها، مع عرض الأمر عليه ليقوم به أمامك.
4- إن اكتشفت قيامه بتصرّف نهيته عنه لا تفقد أعصابك
كلّ مراهق معرّض لأن يقتنع من أصدقائه بالقيام بتصرّف سبق وأن منعته عن القيام به، وفي حال اكتشفت ذلك، لا تغضب ولا تواجهه وأنت في حال الغضب، إنّما خصّص وقتًا لتجلس معه، في المنزل أو في مقهىً مثلًا. وخلال الجلسة، صارحه بأنّك أدركت ما قام به، وأنّك ستكون بجانبه وتقوم بكلّ ما بوسعك لمساعدته بعدم الوقوع في الخطأ نفسه مرّة أخرى. فإن اكتشفت مثلًا أنّه بدأ بالتدخين، ابدأ بإلهائه عن ذلك من خلال ممارسة الرياضة معه، أو مشاهدة فيلم، أو تطوير هواية معيّنة يحبّها.
5- لا تجبره على القيام بما لا يحبّ
في مرحلة المراهقة، يكتشف الولد ما يثير اهتمامه، وما لا يحبّ القيام به، وعليك أن تجاريه بذلك وألّا تجبره على ممارسة نشاط لا يحبّه مثلًا، أو ارتداء ملابس معيّنة والامتناع عن اختيار أخرى، أو مصادقة أشخاص معيّنين. بل على العكس، في حال أظهر لك مثلًا أنّه يحبّ الرسم، أو العزف على آلة موسيقيّة معيّنة، شجّعه لتطوير موهبته، وإن اكتشف أنّه يصادق رفاق السوء، اشرح له بهدوء لمَ عليه الابتعاد عنهم، وألهِه عن رؤيتهم.