من المهم تفادي تناول اطعمة تغذي خلايا السرطان، منعًا لنموّها وتكاثرها. فهذه الخلايا يتمّ تنظيمها من خلال مسارات معقّدة من الضوابط الجينيّة، وعندما تتراكم الطفرات في الجينات التي تنظّم تكاثر الخلايا وإصلاح الحمض النوويّ، يختلّ هذا التوازن، فتبدأ الخلايا السرطانيّة بالانقسام بسرعة، وتكوّن إمداداتها الدمويّة الخاصّة لتغذية توسّعها، متجنّبة المراقَبة المناعيّة. ولتنمو هذا الخلايا، هي بحاجة إلى نسبة عالية الطاقة لتلبية حاجتها المتزايدة، والتي تكتسبها من خلال تخمير الجلوكوز إلى لاكتات، وغيرها من العناصر التي تكسّر الحمض النوويّ. وفي ما يلي، سنخبرك عن أكثر أنواع الطعام التي تغذّي الخلايا السرطانيّة.
السكّر المصنّع والكربوهيدرات
إنّ الجلوكوز هو من أكثر العناصر التي تحتاجها الخلايا السرطانيّة لتتغذّي، وتكتسبه من خلال السكر المكرّر والكربوهيدرات، التي تتحلّل بسرعة إلى جلوكوز في الجسم، والذي عندما ترتفع مستوياته، تتحفّز عمليّة إنتاج الأنسولين وعامل النمو الشبيه بالأنسولين (IGF-1)، وكلاهما يعزز تكاثر الخلايا ويمنع موت الخلايا المبرمج، وكذلك نموّ الورم وانتشاره.
اللحوم المصنّعة
تحتوي اللحوم المصنعة ، مثل السجق، والهوت دوغ، النتريت والنترات، والتي يمكن أن تتحول إلى مركبات N-nitroso في الجسم، وهي مواد مسرطنة تُلحق الضرر بالحمض النووي وتُحفّز الطفرات. كذلك، إنّ المستويات العالية من الدهون المشبّعة وحديد الهيم في اللحوم المصنعة يُمكن أن يعزز الالتهاب والإجهاد التأكسدي، مما يُهيّئ بيئة مُلائمة لنمو الخلايا السرطانية.وقد صنّفت منظّمة الصحّة العالميّة، اللحوم المصنَّعة، كمواد مسرطَنة من المجموعة الأولى.
الأطعمة المقليّة
تحتوي الاطعمة المقليّة، مثل رقائق البطاطس، والدجاج المقلي، وغيرها من الوجبات السريعة، نسبة عالية من الدهون المتحولة، وهي دهون صناعيةّ تزيد الالتهاب، وتُضعف وظيفة المناعة، وتُعطل الإشارات الخلوية. لا تُلحق هذه الحالات الضرر بالخلايا السليمة فحسب، بل تُهيئ أيضًا بيئة خصبة لنمو الخلايا السرطانية وغزو الأنسجة المجاورة. هذه الدهون المتحوّلة تساعد بزيادة إنتاج السيتوكينات المُحفزة للالتهابات والجذور الحرة. بالإضافة إلى ذلك، يُمكن أن تُؤثر هذه الدهون على الوظيفة الطبيعية لأغشية الخلايا وإشارات الأنسولين، مما يُعزز الظروف الأيضية التي تُساعد على نمو الورم.