هي رحلة بدأت منذ 270 عاماً عنوانها البحث عن التميز في مسيرة حافلة بالاختراعات والإنجازات والإبداع الجريء. هي دار ڤاشرون كونستنتان التي تعمل بمثابرة وشغف ودائمًا في تناغم مع الحاضر مع رؤية واضحة نحو المستقبل.فمنذ بداية هذا القرن، واظبت ڤاشرون كونستنتان على تكريم إرثها مع كل عقد جديد، بينما تتطلع إلى المستقبل وتُصدر ساعات استثنائية. وتتويجًا لهذا المسار الإستثنائي تحتفي الدار بالذكرى السنوية على مدار عام 2025، مع سلسلة من الاحتفالات تبدأ بإعادة إصدار أيقونة في عالم الساعات وهي ساعة "هيستوريك "222 المصنوعة من الفولاذ.
إذًا، على مدار 270 عامًا، شكّل تبادل المعرفة أساس نجاح الدار، مستوحى في البداية من روح التنوير، ومدفوعًا دائمًا بالسعي نحو التقدم. وفي عام 1819، تلقى جاك بارتليمي كونستنتان، حفيد المؤسس، رسالة من شريكه فرانسوا كونستنتان قال فيها: "افعل الأفضل إن أمكن، وهذا دائمًا ممكن." هذه العبارة أصبحت شعار الدار الراسخ حتى اليوم. ليشكل النهج الفريد لصناعة الساعات، نجاح ڤاشرون كونستنتان المستدام، فهذا النهج يُوازن بمهارة بين الإتقان التقني والحس الفني، التعقيد الميكانيكي والحرفية، الابتكار والأناقة.
فعلى مدار تاريخها، تألقت ڤاشرون كونستنتان بروح إبداعية جريئة أنتجت العديد من الابتكارات، لا سيما في مجال التعقيدات العالية ودقة قياس الوقت، والهندسة الميكانيكية المعقدة، مع الحفاظ على ارتباط وثيق بالسعي نحو الجمال وصقل الحرفية الفنية.
لتبقى أبرز إبداعاتها، ساعة الجيب المزودة بآلية كرونوغراف وآلية رنين، والمصنوعة ضمن علبة ذهبية بعيار 20 قيراطًا منحوتة بدقة فائقة، والتي أُنتجت عام 1918 للصناعي الأمريكي جيمس وارد باكارد. وساعة "لي كابينوتييه أرميلاري توربيون"، وهي قطعة فريدة صُنعت عام 2023 خصيصًا لتزيين لوحة القيادة في سيارة رولز رويس أميثيست دروب تيل المصممة حسب الطلب. لتعكس هذه الساعات الإبداع والمهارة التي يتمتع بها صانعو الساعات والحرفيون والمصممون في الدار.
وبالعودة الى احتفالية هذا العام، تقدّم ڤاشرون كونستنتان إصدارًا جديدًا من الطراز الأول 222 - الملقب بـ "جامبو" من قبل هواة الجمع والذي يتميز بميناء أزرق محاط بعلبة فولاذية مقاس 37 مم. يستفيد الإصدار الجديد من العديد من التحسينات التقنية. تم إعادة تصميم مفاصل السوار لإخفاء الدبابيس المرئية وتحسين بيئة العمل. وفي التفاصيل، تم تجهيز خلفية العلبة التي تحمل توقيعًا يمثل الذكرى السنوية الـ 270 لدار ڤاشرون كونستنتان، بزجاج شفاف من السافير للكشف عن كاليبر 2455/2 المصنوع داخل مصانع الدار. بقطر أصغر قليلاً من سابقتها، لا تزال الساعة بسمك مذهل يبلغ 3.6 مم فقط. يتميز الوزن المتأرجح لهذه الحركة عالية الدقة بنقش شعار 222 الأصلي، ومزين بنمط مخدد يذكّر بتصميم الإطار. وبفضل تردد يبلغ 4 هرتز (28,800 ذبذبة في الساعة) مقارنة بـ 2.75 هرتز في الطراز الأصلي، تقدم الحركة دقة محسّنة وتوفر احتياطي طاقة يصل إلى 40 ساعة.
على الميناء، تم نقل نافذة التاريخ نحو المركز بحيث لم تعد تتعدى على مسار الدقائق. الخط القديم لنقش "AUTOMATIC" وطلاء Super-LumiNova للعقارب وعلامات الساعات (أبيض عاجي نهارًا وأخضر ليموني ليلاً) هو إشارة إلى لون التريتيوم المستخدم في الساعات التاريخية. يُظهر التشطيب مدى العناية الفائقة التي توليها ڤاشرون كونستنتان للتفاصيل، مع دمج تقنيات الساتان العمودي والتلميع على مكونات مثل التاج، السوار، والإطار، مما يمنح الساعة تأثيرات ضوئية مذهلة.
مثل جميع الطرازات في مجموعة "هيستوريك" من ڤاشرون كونستنتان ، كانت الساعة 222 بمثابة نقطة مهمة في تاريخ الدار. مع الحفاظ على التصميم المميز والطابع الكلاسيكي للطراز الأصلي، يأتي الإصدار الجديد لعام 2025 من الفولاذ بتصميم عصري بالكامل، يجسد قيم الدار الأساسية من خلال أناقة متطورة، وإحساس بالراحة العفوية، والتزام لا يتزعزع بالسعي نحو التميز.
وللحديث أكثر عن أهمية الإحتفال بالذكرى السنوية 270، وكيفية الإحتفال به، نقرأ معًا هذه المقابلة مع المديرة التنفيذية للتسويق ألكسندرا فوغلر.
ما أهمية الاحتفال بالذكرى السنوية الـ270؟
منذ مطلع القرن، اغتنمت ڤاشرون كونستنتان كل ذكرى عشر سنوات كفرصة لتسليط الضوء على تاريخها والقيم التي تناقلتها عبر القرون. هذه الذكريات الفارقة تحتفي بفلسفة صناعة الساعات التي تمزج بين البحث الميكانيكي والابتكار، والالتزام العميق بالحرفية، ونهج أسلوبي يجمع بين الحداثة والاحترام الراسخ للأناقة الكلاسيكية.
الحديث عن إرث الدار المذهل شيء، وترجمته إلى واقع ملموس شيء آخر. لذلك، تتميز كل من هذه الذكريات بإطلاق ساعات تجسد قيم الدار التي تم تطويرها منذ عام 1755. على سبيل المثال، احتفلت الدار بذكراها الـ250 بإطلاق ساعة "تور دو ليل"، التي تضمنت مجموعة غير مسبوقة من 16 تعقيدًا. وفي العقد التالي، كانت ساعة "مرجع 57260" هي المحور الرئيسي، حيث تضمنت 57 وظيفة، مما جعلها أكثر ساعة معقدة تم تصنيعها في ذلك الوقت. وها هي الذكرى الـ270 تحمل في طياتها المزيد من "المفاجآت" في عالم الساعات وإبداعات تعكس براعة فنية تستحق أن تتألق بجانب نماذج الذكرى السابقة.
لماذا يبدأ الاحتفال بالذكرى السنوية بإعادة إصدار 222؟
تُعتبر ساعة 222 قطعة أسطورية تُقدّر بشكل كبير من قِبل هواة جمع الساعات، خاصةً أن إنتاجها الأولي في أواخر السبعينيات كان محدودًا للغاية. في عام 2022، وهو عام ذو دلالة رقمية رمزية، قدمت الدار إصدار "هيستوريك 222" من الذهب الأصفر. أما الآن، فإن الإصدار الكبير "جامبو" من الفولاذ يُعد الخطوة المنطقية التالية. يمثل الطابع المميز لساعة 222 إحدى أكثر التصاميم التي يمكن التعرف عليها بسهولة من ڤاشرون كونستنتان على مدار العقود الماضية. ومن خلال بدء الاحتفال بالذكرى الـ270 بهذه القطعة الأيقونية – التي تجمع بين الطابع الكلاسيكي والمعاصر – تدمج الدار الماضي بالحاضر في تناغم استثنائي. وفي هذه الذكرى الاحتفالية، ستلي ساعة "هيستوريك 222" نماذج جديدة أخرى.
هل يضع تاريخ ڤاشرون كونستنتان الممتد 270 عامًا، والذي يعكس تاريخ صناعة الساعات ذاته، مسؤولية خاصة على عاتق الدار؟
استكشاف ماضي ڤاشرون كونستنتان يعني استعادة جزء كبير من تاريخ صناعة الساعات، وباعتبارها واحدة من أقدم دور صناعة الساعات التي تعمل بصورة متواصلة منذ تأسيسها، فإننا بلا شك نحمل مسؤولية أكبر من أي جهة أخرى لتخليد الذكرى.
منذ عام 1755، أدركنا أهمية هذه المسؤولية، ونعتبرها واجبًا أساسيًا للحفاظ على هذه القصة ونقلها للأجيال القادمة. تحتوي أرشيفاتنا على ثروة غنية من الوثائق المكتوبة والمصورة التي تسجل أدق تفاصيل إنتاج الدار عبر القرون، وتعيد سرد تاريخها في سياق توسعها الدولي.
تشمل هذه الأرشيفات أيضًا أدوات ومكونات من فترات زمنية مختلفة، بالإضافة إلى مجموعة خاصة تضم أكثر من 1,600 ساعة تمثل رحلة شاملة عبر أساليب صناعة الساعات على مر العصور.