يُعدّ عرق اللؤلؤ من أحدث الصيحات في عالم المجوهرات، ليس فقط بسبب اسمه الجميل، بل بسبب بريقه الساحر ومظهره المتعدّد الألوان الذي يخطف الأنظار. وإذا كنت تفكرين في اقتناء قطعة من هذا الجمال الطبيعي، فإليكِ بعض الحقائق المهمة التي عليك معرفتها قبل الشراء.
ما هو عرق اللؤلؤ؟
عرق اللؤلؤ، أو كما يُعرف علمياً باسم Nacre، هو الطبقة الداخلية اللامعة لقواقع المحار. عندما يتعرّض المحار لجسم غريب داخل صدفته، يبدأ بإفراز مادة تغلف هذا الجسم تدريجياً، حتى تتكوّن اللؤلؤة. لكن في هذه العملية، تلتصق طبقة رقيقة من هذه المادة اللامعة بجدار الصدفة نفسه، وهذه الطبقة هي ما يُعرف بعرق اللؤلؤ – "أمّ اللؤلؤ" إن صح التعبير، لأنها المصدر الذي تنشأ منه اللؤلؤة نفسها.
فان كليف أند أربلز Van Cleef&Arpels
الفرق بين عرق اللؤلؤ والصدف
ليس كل ما يلمع عرق لؤلؤ. بعض المجوهرات تُصنع من أصداف لا تحتوي على هذه الطبقة اللامعة، وتبدو أشبه بالبورسلين الناعم. أما عرق اللؤلؤ الحقيقي، فيتميّز بلمعانه المتعدد الألوان (Iridescent) الذي يتغيّر حسب انعكاس الضوء. هذه السمة البصرية الفريدة هي ما يمنحه سحره الخاص.
ديور Dior
الفرق بين عرق اللؤلؤ واللؤلؤ
إذا أردنا أن نجعل المقارنة سهلة، لنأخذ كعكة الشوكولا كمعيار: اللؤلؤة هي قلب الشوكولا من الداخل، بينما عرق اللؤلؤ هو الكعكة نفسها. من الناحية الجمالية، يتميّز عرق اللؤلؤ بلمعانه الطيفي القوي، بينما تمتاز اللآلئ ببريقها الناعم والسلس. كما أن قطع المجوهرات التي تحتوي على عرق اللؤلؤ تكون غالباً أكبر حجماً من تلك التي تحتوي على لؤلؤ، لأن الصدفة نفسها تُستعمل في التصميم. والفرق الأوضح يظهر في طريقة التثبيت: فبينما يتم ثقب اللؤلؤ وربطه غالباً بخيط، يحتاج عرق اللؤلؤ إلى تثبيت محكم في إطار، وهو ما يُسمى في عالم صياغة المجوهرات بـBezel setting.
بياجيه Piaget
هل هو حديث العهد؟
على العكس تماماً! فقد استخدم الإنسان عرق اللؤلؤ منذ آلاف السنين. زُيّنت به القطع الفضيّة في مصر القديمة، وكان شائعاً في زمن سلالة "مينغ" الصينية، واستخدمه السكان الأصليون في أمريكا لصناعة المجوهرات والخرز. حتى أن هناك قطعاً أثرية تحتوي على عرق اللؤلؤ تعود إلى عام 2500 قبل الميلاد، ما يدلّ على جاذبيته التي لا تخفت على مر العصور.