يبدو أن الكروشيه لم يعد صيحة موسمية عابرة، بل أصبح جزءاً أساسياً من مشهد الموضة المعاصرة. فبعد أن شهد رواجاً كبيراً في الصيف، ها هو يطلّ في خريف 2025 بروح متجدّدة تجمع بين الحنين إلى الماضي والبحث عن التفرّد، مع تركيز على الاستدامة والابتكار في التصميم. هذا النسيج اليدوي الذي ارتبط طويلاً بالدفء واللمسة الشخصية، بات اليوم عنصراً رئيسياً في الإطلالات العصرية.
غابرييلا هارست Gabriela Hearst
تصاميم متجدّدة
يتّجه الكروشيه هذا الموسم نحو الحجم الكبير. من الكنزات والمعاطف الواسعة إلى الشالات والبطانيات الضخمة، يبرز الخيط السميك كخيار مثالي يمنح الإطلالة مظهراً دافئاً وقوياً في الوقت نفسه. هذه القطع ليست عملية فحسب، بل تملك أيضاً حضوراً بصرياً لافتاً.
أما الأنسجة، فالتركيز على الملمس هو أحد أبرز سمات الكروشيه لخريف 2025. ستظهر أنماط الزخرفة البارزة مثل كابلات الكروشيه، والغرز المنتفخة والبارزة، لتمنح الملابس عمقاً وحركة إضافية، مضيفة لمسة فنّية تعكس دقة الحرفة اليدوية.
وفي ما يخصّ الطبعات، فالمربّعات الكلاسيكية التي تحمل طابعاً نوستالجياً، والمعروفة باسم "غرانّي سكويرز"، تواصل انتشارها في عالم الكروشيه. هذا الأسلوب البسيط والمحبّب يضفي جواً مرحاً وعاطفياً على الأزياء، ويمنحها لمسة منزلية دافئة مهما اختلفت طريقة توظيفه.
شانيل Chanel
جمالية عصرية فاخرة
لم يعد الكروشيه محصوراً في إطار القطع التقليدية أو التجارب اليدوية البسيطة. بل أصبح اليوم يُقدَّم بأسلوب راقٍ عبر استخدام خيوط محايدة وفاخرة وأنماط دقيقة، ليمنح إطلالات عصرية أقرب إلى طابع المنتجعات، مع لمسة من الفخامة الهادئة. كما أنه يواكب الوعي البيئي المتنامي، إذ يعتمد على خيوط صديقة للبيئة وطرق إنتاج بطيئة وأكثر أخلاقية. هذه المقاربة لا تمنح القطع قيمة جمالية فحسب، بل تضيف إليها بعداً إنسانياً ووعياً استهلاكياً يعكس قيم الجيل الجديد.
إرمانو سيرفينو Ermanno Scervino
لماذا الكروشيه في صدارة الصيحات؟
بعيداً عن كونه مجرد خيار جمالي، يمثّل الكروشيه وسيلة للتعبير عن الذات وتفرّد الأسلوب الشخصي. هذا الجانب الإبداعي، إلى جانب جاذبيته المشابهة لصيحة الـThrifting أو القطع المستعملة، يجعله قريباً من أذواق الشباب خصوصاً. وإضافة إلى ذلك، يراه الكثيرون ممارسة علاجية تساعد على الاسترخاء والصفاء الذهني، مما يعزّز ارتباط الموضة بالبيئة ونمط الحياة الصحّي.