مع انتهاء أسبوع باريس للأزياء الجاهزة ربيع وصيف 2026 اليوم، بدت العاصمة الفرنسية هذا الموسم أقل ضجيجاً وأكثر وضوحاً: أسابيع العروض لم تكن مجرد استعراض للأفكار بل إعادة قراءة للحرفية والتاريخ ووقفة أمام ما يعرّف اليوم "الرفاهية المسالمة". من قماشٍ مأخوذ من غرف قصر فرساي إلى معابد البساطة المصقولة، قدّمت الدور الكبرى موسماً يغلب عليه التركيز على الحرفية، البنية، والراحة المدروسة، توازن بين العرض والهدوء أثّر على كل عرض قدم في العواصم.
العودة إلى التراث والحرفية
أحد الانطباعات الواضحة كان العودة إلى الأرشيف والمواد ذات الجذور التاريخية. مصمّمون اختاروا أقمشة وحرفية تحمل تاريخاً، مثال واضح على ذلك افتتاحية Weinsanto التي استعانت بجاكار من غرف فرساي لصياغة فساتين كورسيه معاصرة، ما يؤكد أن القصّة الموسمية هذه السنة تتغذّى من الذاكرة والرموز.
وينسانتو Weinsanto
الهيبة وموضة الثمانينيات
خطوط الكتف المرتفعة والبدلات المبنية عادت بحسّ جديد: لم تعد مجرد استدعاء للماضي بل إعادة صياغة لهيبة مرتكزة على بروز الكتف والياقات المشدودة، مع استمرار ظاهرة "الملابس الداخلية كملابس خارجية" التي ظهرت في عروض بارزة، ما منح الموسم مزيجاً من القوة والجرأة الأنثوية.
سان لوران Saint Laurent
صيحة الملابس الداخلية
على نقيض بضع العروض، اختارت مجموعات أخرى نقل فكرة الرفاهية إلى ما هو مريح وحميمي: معاطف تشبه أردية المنزل، كنزات كبيرة وأطقم شبيهة بالبيجاما قدمتها دار كبيرة، لتؤكد أن الفخامة اليوم قد تكون مريحة بقدر ما هي مرموقة. هذا التوجه يرسم حدوداً جديدة للرفاهية اليومية.
هيرميس Hermès
التفكيك وإعادة البناء
بعض المصممين اتّبعوا منهج "تفكيك" التراث من خلال أخذ قطع أيقونية وإطلاقها من قيودها التقليدية عبر فض التضييق أو تخفيف الثبات لتنتج إحساساً بالتحرّر داخل اللغة الكلاسيكية، مع تركيز على السقوط والدرابيه بدلاً من الصلابة.
كريستيان ديور Christian Dior
القطع النحتية والإكسسوارات المعمارية
من الصيحات البارزة تفاصيل نحتية واضحة في التايوارينغ وإكسسوارات تبدو كقطع معمارية صغيرة؛ صدريات مجسّمة، هاردوير ذهبي لافت، وحقائب تتصرف كتماثيل متحركة — مزيج يوازن بين الخشونة الفنية واللمسة النسائية المدروسة.