كيف تحوّلت طبعة الحيوانات من غير أنيقة إلى راقية وفخمة؟

وأنت تتصفّحين صور مجموعات الموضة لهذا العام، وحتّى للعام المقبل، ستلاحظين أنّ الطبعات المستوحاة من جلود الحيوانات هي الأكثر حضورًا، إنّما وجودها في عالم الموضة ليس جديدًا، حتّى ولو أنّها غابت قبل ذلك لفترة. فهي، سواء كانت من وحي جلد الفهد، أو النمر، أو الحمار الوحشيّ، أو البقر، أو التمساح، وغيره ذلك، برزت قبل المواسم الأخيرة التي رأيناها فيها بكثير، ولكنّها قبل ذلك كانت قد اختفَت لعقود بعدما وُصِفَت بأنّها تقلّل من أناقة الإطلالات. ولكن ها هي اليوم تتألّق وبقوّة من جديد، بعدما أعاد أهمّ المصمّمين إحياءها بما يعكس الرقيّ والفخامة والأنوثة.

روبرتو كافالي- Roberto Cavalli

 

تاريخ موضة طبعة الحيوانات

قبل أن تُصبح هذه الصيحة من الأكثر روعة في عالم الموضة، مرّت، وكغيرها من الصيحات، بمحطّات عدّة. فالبداية كانت مع شعوب الحضارات القديمة الذين اعتادوا ارتداء ملابس من جلد الحيوانات لتوفير الدفء والحماية لأنفسهم، واعتُبِرَت أيضًا دليلًا على الشجاعة والقوّة والنفوذ، إذ تمّ تصوير الكثير من الآلهة المصريّة واليونانيّة القديمة وهي ترتديها. لاحقًا، وفي القرن الثامن عشر خصوصًا، أصبحت إضافة إلى ذلك، وسيلة للتعبير عن المكانة الاجتماعيّة، وراج اعتماد هذه النقشات على أقمشة فاخرة مثل الحرير والمخمل. 

سكياباريلي- Schiaparelli

 

متى دخلت عالم الموضة؟

انتشرت طبعة الحيوانات في القرن العشرين، إذ لفتت نجمات جذّابات في عشرينيّات وثلاثينيّات هذه الحقَبة، مثل جوزفين بيكر، الأنظار بالشغف الكبير الذي حملنه لاعتمادها، وساهمت أخريات، مثل إيرثا كيت، بنقل هذه الصيحة إلى فترة الخمسينيّات وما بعدها. ولكن ما جعلها تشقّ طريقها بقوّة، هو استخدام المصمّم كريستيان ديور Christian Dior لها في مجموعته الأولى في الأربعينيّات، مرسّخًا إيّاها لتبقى سمة مميّزة للدار على مدى السنوات التي تلَت ذلك. وهكذا، تحوّلت من صيحة كانت تُعتَبَر صارخة، إلى رمز للرقيّ والفخامة والثراء.

كريستيان ديور- Christian Dior

 

أحدثت جدلًا واسعًا في الستينيّات

في فترة الستينيّات، أصبحت الملابس المزيّنة بطبعات من وحي جلود الحيوانات سمة مميّزة للأناقة، وذلك بفضل إطلالة اعتمدتها جاكي كينيدي التي ارتدت معطفًا من فرو الفهد جعل إطلالتها به من الأشهر، مجسّدًا أسلوبها الراقي والأنيق. ولكن ذلك أتى بعواقب كبيرة، بعدما ارتفع الطلب على فراء الفهد بشكل كبير، مؤديًّا إلى انخفاض كبير في أعداد الحيونات، الأمر الذي دفع دعاة حماية البيئة إلى المطالَبة باتّخاذ إجراءات تمنع ذلك، وفي عام 1973، تمّ منع صيد الفهود تمامًا. وهذا ساعد لاحقًا بتسليط الضوء على التأثير السلبيّ لعالم الأزياء على الموضة، وعلى التركيز على ممارسات أكثر استدامة.

برادا- Prada

 

نقشات الحيوانات عادت بطرق مستدامة

مع حلول أواخر هذا العقد، تطوّرت طبعة الحيوانات من أصولها الأنيقة لتعكس صورة أكثر تمرّدًا، حيث ارتداى النجوم ملابس مزيّنة بها، إنّما ليست من الفراء، بطرق جريئة، ومن بينهم ديبي هاري وإيجي بوب. ولاحقًا، أضفت نجمات هوليوود عليها لمسةً أكثر جاذبية، ومن بينهنّ آن بانكروفت، إنّما اكتسبت الطبعة طابعًا أكثر جرأةً مع جماليات الثمانينيات والتسعينيات الصاخبة. ففي تلك الفترتيْن، أطلّ مشاهير مثل سكاري سبايس وليتل كيم بنقشة مستوحاة من جلد الفهد على المسارح والسجاد الأحمر، وبدأت تبرز أيضًا على منصّات عروض الأزياء في مجموعات لمصمّمين عالميّين، مثل روبرتو كافالي Roberto Cavalli وجياني فيرساتشي Gianni Versace، اللذيْن قدّماها إلى جانب نقشة خطوط الحمار الوحشيّ.

دريس فان نوتن- Dries Van Noten

 

بحلول منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بلغ هذا الاتجاه ذروته، لكنّه لاحقًا تلاشى بعدما بدأ يُعتَبَر مبتَذلًا ولا يعكس الأناقة والفخامة. ولكن في عام ٢٠٢٥، تألّقت هذه الصيحة من جديد، حيث برزَت بقوّة على منصّات عروض الأزياء في أسابيع الموضة العالميّة، مع أسماء هي من الأرقى في عالم الموضة، مثل جيفنشي Givenchy، وبوتيغا فينيتا Bottega Veneta، وفالنتينو Valentino، وغيرهم.

المزيد
back to top button