كيف أثّرت الموسيقى على الموضة

على مرّ السنوات، أدّت الموسيقى دورًا مهمًّا في التأثير على الكثير من المجالات، مثل الطبّ النفسيّ، والجمال، إضافة إلى الموضة إذ إنّها أحدثت فيها الكثير من التغييرات، وألهمت عددًا كبيرًا من المصمّمين. فقد كان للموسيقى تأثير كبير عبر الأجيال، وكانت طرق تنسيقهم للملابس وما يرتدونه يكتسب شهرة توازي موسيقاهم. 

 

فمثلًا، كان لموسيقى الجاز دورًا في إحداث تغييرات كثيرة في عالم الموضة. ففي البداية، اعتُبرت موسيقى الجاز فاضحة، إذ كانت تُعزَف حصريًا في النوادي الليلية والحانات السريّة التي كانت تستضيف أشخاصًا من جميع الأعراق. ولكن، بدأت النساء اللواتي استمتعن بموسيقى الجاز برفض الأدوار التقليدية، وفضّلن الفساتين القصيرة المكشوفة عند منطقة الكتفيْن، والملابس الفضفاضة التي أتاحت لهن حرية الرقص طوال الليل. وهكذا، وُلدت موضة فساتين الفلابرز.

 

مع ظهور التلفزيون والأفلام والموسيقى التي أصبحت متاحة على نطاق واسع للعامة، وفكرة نجم الروك أند رول، أراد المراهقون ارتداء الملابس التي يرتديها نجومهم المفضلين. وبحلول منتصف ستينيات القرن العشرين، بدأت فرق الروك البريطانية تتبنى مظهرًا عصريًا. ارتدى الرجال بدلات مصممة خصيصًا مع أحذية تشيلسي، بينما ارتدت النساء تنانير قصيرة.

 

كذلك، استوحت أزياء "البيتنيك" إلهامها من الأوساط الأكاديمية المهتمة بالكتب وفناني الجاز المعاصرين. كانت البلوزات السوداء ذات الياقات العالية شائعة، وارتدت النساء الجينز الأسود أو بناطيل الكابري مع سترات واسعة، متحديات بذلك موضة الساعة الرملية في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي وخصوصًا في لندن.

 

وبينما تبنى مراهقو لندن هذه الموضة، كان المراهقون الأمريكيون يُجنَّدون للقتال في حرب الفيتنام. وآنذاك، بدأ الموسيقيّون بكتابة موسيقى مناهضة للمؤسسة وتجربة عقار إل إس دي، مُبدعين مزيجًا من موسيقى الروك والفولك والبلوز والروك. وفي تلك الفترة، كان الهيبيّون منشقين عن التقاليد، يرفضون قيم المؤسسات القائمة، ويطمحون إلى السلام العالمي. وشملت ملابسهم سراويل واسعة، وقمصانًا مصبوغة، وفساتين ماكسي.

 

أمّا موسيقى الروك القوطيّة، فألهمت صناعة أزياء القوطية المميّزة بالملابس السوداء، والتي غالبًا ما تكون مخملية أو من الساتان، والشباك، والسلاسل، والأحذية ذات الكعب العالي.

 

وفي تسعينيات القرن الماضي، انتشرت موسيقى عُرفت لاحقًا باسم «الغرنج»، وكانت وراء انتشار صيحة قمصان الفلانيل، والسترات الصوفية، والجينز الممزق والفضفاض.

 

وفي أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات، كان الهيب هوب من أشهر أشكال الموسيقى، ،شملت الأزياء المرتبطة بها القمصان الفضفاضة والجينز والقمصان الرياضية. 

المزيد
back to top button