بعدما عاد رائدا الفضاء باري ويلمور وسوني ويليامز إلى الوطن بعد إقامتهما غير المتوقَّعة في محطّة الفضاء الدوليّة لمدة تسعة أشهر، بعدما كان من المُفتَرَض أن تدوم لمدّة تسعة أيّام فقط، لاحظ الجميع أنّ ملامح وجه كلّ منهما قد تغيّرت بشكل كبير، والسبب الأساسيّ وراء ذلك، هو انعدام الجاذبيّة بشكل تام. فالتواجد لفترات طويلة في مكان منعدم الجاذبيّة، يسبّب أضرارًا بليغة للجسم، وفي ما يلي، سنخبرك عمّا يحدث بسبب ذلك لمَن يبقى لفترات طويلة خارج كوكب الأرض.
ماذا يحدث للجسم بعد البقاء خارج الكوكب؟
عندما يبقى روّاد الفضاء خارج كوكب الأرض لفترات طويلة، يتعرّض جسمهم لضرر كبير حتّى مع الجهود الكبيرة المبذولة لجعل الأجواء داخل المركبة الفضائيّة مناسبة. فنقص الجاذبيّة يؤدّي إلى ضرر غير قابل للإصلاح في كثافة العظام، وإلى ضمور في عضلات الساقيْن والذراعيْن والجذع، وإلى خلل في وظائف القلب إذ يبدأ بالعمل بجهد أقلّ بكثير بسبب اضطراره إلى ضخّ الدم ضدّ الجاذبيّة، فتقلّ كثافة الدم وتتغيّر طريقة تدفّقه ويتباطئ في بعض مناطق الجسم، الأمر الذي يؤدّي إلى تجلّطه. كذلك، تتراكم السوائل في رؤوس روّاد الفضاء أثناء تواجدهم خارج كوكب الأرض، فيشعرون وكأنّهم يعانون من نزلات برد مستمرّة، وتضعف حاسّة الشم لديهم.
إضافة إلى ذلك، سيواجهون صعوبة في المشي لأيّام بعد هبوطهم على الأرض، ريثما يعتاد الجسم الجاذبيّة من جديد، وسيصابون بالدوار بسهولة. ولأنّ السوائل تتراكم في مقل العيون، يضعف بصرهم، ولهذا السبب هم يرتدون نظّارات على متن المركبة الفضائيّة.