كثيرة هي الابتكارات الجديدة التي تظهر في مجال العناية بالبشرة وتُحدث ثورة كبيرة بفضل فوائدها المثبتة علمياً. ولعلّ أبرز هذه المكوّنات مادة الإكتوين التي استطاعت أن تستوحذ على اهتمام خبراء الجلد في الآونة الأخيرة، والتي صنّفها البعض على أنها "النياسيناميد الجديد، نظراً لفوائدها الجمّة وتأثيرها الفعّال في حماية البشرة وتحسين مظهرها.
فما هي مادة الإكتوين وما تأثيرها في روتين العناية بالبشرة؟
تعريف الإكتوين
الإكتوين (Ectoin) هو مركّب مشتق من الأحماض الأمينية، اكتُشف في بكتيريا قادرة على العيش في بيئات قاسية، مثل البحيرات المالحة جداً أو المناطق ذات الضغط العالي ودرجات الحرارة القصوى. وقد لاحظ العلماء أن هذه البكتيريا تستخدم الإكتوين لحماية نفسها من الأضرار البيئية، إذ يعمل على تثبيت البروتينات والإنزيمات والحمض النووي، مما يجعله درعاً طبيعياً يحمي الخلايا من التحدّيات الخارجية.
والإكتوين هو مكوّن طبيعي ومستدام، يمكن استخراجه من مصادر طبيعية، لكن بالإمكان أيضاً تصنيعه مخبرياً بطريقة تضمن ثباته واستدامته دون أن يفقد قدرته على إفادة البشرة. هذا يجعله خياراً مثالياً لمحبي المنتجات الفعّالة والمراعية للبيئة في آنٍ معاً.
فوائد الإكتوين في العناية بالبشرة
يعمل الإكتوين يعمل دفاعي للبشرة. فهو يحميها من الملوثات وأشعة الشمس الضارة (UVA)، كما يقلّل من فقدان الماء عبر الجلد، وهو أمر بالغ الأهمية للحفاظ على رطوبة البشرة. إضافة إلى ذلك، يساهم في تقوية الحاجز الطبيعي للبشرة، مما يقلّل من التهيّج والجفاف، ويجعلها أكثر قدرة على مقاومة العوامل الخارجية. ومن أبرز فوائده:
- ترطيب عميق بفضل قدرته على تقليل فقدان الماء وتعزيز توازن البشرة.
- مقاومة علامات التقدّم في السن من خلال دوره كمضاد أكسدة يحد من أضرار الجذور الحرة.
- الحماية من أضرار الشمس، ما يساهم في توحيد لون البشرة والتقليل من البقع.
- تهدئة البشرة الحساسة أو المتهيّجة بفضل خصائصه اللطيفة والمُهدّئة.
هل يناسب جميع أنواع البشرة؟
الإكتوين مثالي لجميع أنواع البشرة، بما في ذلك البشرة الجافة، الحساسة، وحتى الدهنية والمعرّضة لحب الشباب. فهو لا يسدّ المسام ولا يزيد من الإفرازات الدهنية، بل يساعد على استعادة التوازن الطبيعي للبشرة ويعزّز من صحة الميكروبيوم (البيئة البكتيرية المفيدة للبشرة). وهو متوافر في عدّة أشكال، منها السيروم، والكريمات، والمستحضرات المعززة، وحتى في بعض أنواع الكريمات الواقية من الشمس.
