الذهب في العناية بالبشرة: علاجٌ فاخر أم خدعة تسويقيّة؟

لطالما ارتبط الذهب بالثراء والترف، واليوم، هو يحظى باهتمام كبير ليس في قطاع المجوهرات وحسب، بل أيضًا الجمال، إذ يتمّ استخدامه كمكوّن لصنع تركيبات مُنتَجات العناية بالبشرة. ومن المعروف أنّ الأمر ليس جديدًا، بل إنّ دوره في طقوس الجمال يعود إلى حقبات سابقة من الزمن، إذ من المعروف أنّه استُخدِم من قِبَل الفرعونات المصريّات، ونساء البلاطات الملكيّة لأشهر الإمبروطاريّات للاهتمام بجمالهنّ.

وإن اطّلعت على مستحضرات التجميل، ستجدين أنّ الكثير من تلك التي تقدّمها العلامات الفاخرة تحتوي الذهب، ومنها الأمصال، والكريمات، حيث يُشار إلى أنّه مكوّن يعزّز إشاقة البشرة، ويقلّل آثار الشيخوخة ويؤخّر ظهورها، ويحسّن مرونة البشرة. فهل الذهب هو حقًّا علاج فاخر له فوائد جماليّة، أم أنّ التسويق للمنتجات التي تحتويه هو مجرّد خدعة تسويقيّة؟

 

إنّ فعالية الذهب في مجال العناية بالبشرة هو محطّ إثارة للجدل، إذ يقول المؤيّدون أنّ جسيمات الذهب النانونيّة تساعد في تحفيز الدورة الدمويّة، ودعم تماسك البشرة، وتقليل الالتهاب، داعمين ذلك بأنّها تحتوي خصائص مضادة للأكسدة والالتهابات قد سبق وأن لوحظَت في بعض الدراسات المخبريّة. ولكن رغم ذلك، ما زالت هذه الفوائد المحتمَلة غير مدروسة بشكل كافٍ في التجارب السريريّة واسعة النطاق التي خضعت لمراجعة الأقران، ممّا يعني أنّ النتائج في الاستخدام العملي للعناية بالبشرة لا تزال غير مؤكدة. ولكن هذا لا يعني أنّها غير فعّالة، إنّما ما زالت فعاليتها قيد الدراسة.

 

من لا يؤيّد فعالية الذهب في تعزيز جمال البشرة، يقول إنّ وجوده في مستحضرات التجميل ما هو إلّا أداة ستويقيّة لتبرير الأسعار المرتفعة التي يضعها صناعها، إلى جانب التأثير الجذّاب الذي يضفيه على تركيبة المُنتَج. فهو يمنحه مظهرًا مشرقًا ولامعًا، يعزّز الشعور بفعالية التركيبة، ويولّد في داخل من تطبّقها شعورًا بالفخامة والرضاء الذاتيّ، حتّى عندما يكون تركيزه ضئيلًا.

 

إذًا، بينما يرتبط اسم الذهب بمزايا العناية بالبشرة، ما زالت قيمته الأساسيّة تكمن في التسويق والجاذبيّة الحسيّة، وليس في نتائجه. ولذا، ما زال الأطباء الخبراء في مجال العناية بالبشرة ينصحون باستخدام منتجات تحتوي مكوّنات قد أُثبتَ علميًّا فعاليةتها، مثل الببتيدات، ومضادات الأكسدة، والريتينويدات.

اقرئي أيضًا: ما هي الببتيدات، وما أهميّتها للبشرة؟

المزيد
back to top button