عندما ظهر مصطلح "إكسوزوم" أثار فضول الخبراء والمستهلكين على حد سواء. هذه الجزيئات الدقيقة التي وُلدت من رحم الأبحاث الطبية باتت اليوم إحدى أبرز الصيحات في العناية بالبشرة، ووُصفت بأنها "ثورة تجديد الخلايا" بفضل قدرتها على تحسين نسيج البشرة واستعادة إشراقتها الطبيعية. ومؤخراً، حصدت المستحضرات الغنيّة بالإكسوزوم رواجاً غير مسبوق.
فهل هي فعلاً الخطوة السحرية لتجديد البشرة، أم مجرد موجة جديدة في عالم التسويق الجمالي؟
تعريف الإكسوزوم
الإكسوزوم هي جسيمات مجهرية يفرزها الجسم طبيعياً من معظم الخلايا، بما في ذلك خلايا الجلد والخلايا الجذعية والصفائح الدموية. وظيفتها الأساسية نقل البروتينات والعوامل الحيوية والمواد الوراثية بين الخلايا، مما يساعد على تجديد الأنسجة وإصلاحها.
يشبّهها الأطباء بـ"شاحنات توصيل صغيرة" تحمل رسائل تحفيزية إلى خلايا الجلد لتعيد تنشيط إنتاج الكولاجين والإيلاستين، وتقلل من الالتهابات، وتسرّع عملية شفاء البشرة بعد التلف. لذلك يُنظر إليها اليوم كوسيلة ذكية لإعادة برمجة خلايا الجلد لتتصرف كما لو كانت أصغر سناً وأكثر حيوية.

كيف تعمل مستحضرات الإكسوزوم على البشرة؟
تدخل الإكسوزوم في تركيبة سيرومات عالية التركيز عادةً، إذ تتيح هذه الصيغة امتصاصاً أعمق وثباتاً أفضل للمكونات الفعّالة. عند تطبيقها على البشرة، تعمل على تنشيط التواصل الخلوي وتحفيز عملية التجدّد الذاتي، مما يساهم في توحيد اللون، تقليل التجاعيد الدقيقة، وتحسين ملمس البشرة العام.
ويشير بعض أطباء الجلد إلى أن نتائجها قد تكون مكمّلة أو حتى بديلة لبعض المستحضرات التقليدية مثل الريتينول أو حمض الهيالورونيك، خصوصاً عندما تُستخدم ضمن روتين متكامل للعناية بالبشرة بعد جلسات العلاجات التجميلية كالليزر أو الميكرونيدلينغ.
بين العلم والضجة التسويقية
رغم الاهتمام المتزايد بمستحضرات الإكسوزوم، فإن الأبحاث العلمية حول فعاليتها لا تزال في مراحلها الأولى. لم تحصل هذه المنتجات حتى الآن على موافقة رسمية من الجهات التنظيمية، خصوصاً في الولايات المتحدة، ما يعني أن استخدامها يدخل ضمن نطاق "التجميل غير الطبي". ويحذر الأطباء من الانجراف وراء الادعاءات التسويقية، ففعالية المستحضر تعتمد إلى حد كبير على مصدر الإكسوزوم وطريقة استخلاصه وثبات تركيبته. لذلك يُنصح باختيار المنتجات من علامات موثوقة تلتزم بمعايير السلامة والشفافية.

لماذا يزداد الإقبال عليها اليوم؟
الاهتمام بالإكسوزوم يعكس توجهاً أوسع نحو ما يُعرف بـ"الجمال العلمي"، أي المستحضرات التي تستند إلى التكنولوجيا الحيوية لتجديد البشرة من الداخل. كما أن نتائجها الملحوظة في الطب التجميلي، خصوصاً في كوريا الجنوبية، أسهمت في تعزيز شعبيتها عالمياً.
إلى جانب ذلك، يبحث المستهلك اليوم عن حلول متعدّدة الفوائد تجمع بين إصلاح البشرة ومكافحة الشيخوخة في خطوة واحدة، وهو ما تعد به تركيبات الإكسوزوم المتطورة.