عندما نتحدث عن عالم المجوهرات الفاخرة، يتبادر إلى الأذهان علامة روبرتو كوين. هذا الاسم الذي استطاع أن يحوّل الإبداع إلى توقيع فريد في كل قطعة يبتكرها من خلال فلسفته التي تمزج بين الأساطير القديمة والتكنولوجيا الحديثة، وأن يترك إرثاً كبيراً راسخاً عزّزه بابتكارات متتالية عبر السنين.
في هذا الحوار الحصري مع مصمّم المجوهرات روبرتو كوين، نتعرّف أكثر على تاريخ العلامة ونكشف تفاصيل عن الحدث الهام الذي أقيم مؤخراً في دبي بعنوان "حديقة الأحلام".
حجر الياقوت هو بصمة أيقونية في مجوهرات روبرتو كوين. ما هو مصدر الإلهام فيه وكيف تطوّر عبر الزمن؟
اختيار هذا الحجر المميّز يرتكز على ثقافة الدار التي تهدف بدورها إلى خلق أجواء إيجابية ومشاركتها. يعود استخدام الياقوت إلى أزمنة قديمة وتاريخ عريق، وقد قادني شغفي بالتاريخ والأساطير إلى اكتشاف ثلاث روايات فريدة: الأولى هي أسطورة تعود إلى مصر القديمة حين كان الفراعنة يؤمنون بأن الياقوت يمنح الحب والسعادة والصحة الدائمة عند لمسه. الرواية الثانية هي عباة عن قصّة المحاربين البورميين الذين تزيّنوا بحجر الياقوت كتعويذة تحميهم في المعارك. أما الرواية الثالثة فهي مستوحاة من أسطورة هندية قديمة، تصف الياقوت كثمار مقدسة لشجرة "كالپا"، وهي بالنسبة إلى الهنود شجرة الآمال والرغبات. وانطلاقاً من هنا، اتخذت قراري في العام 1996 باختيار هذا الحجر الكريم كتوقيع لمجموعتي الأولى Appassionata.
كيف توازن بين التقاليد والابتكار في تصاميمك؟
منذ انطلاقي في عالم المجوهرات عام 1996، وأنا أسعى إلى الابتكار في تصاميمي. وعلى الرغم من أن للتكنولوجيا دوراً كبيراً في مساعدتي على تطوير تصاميم جديدة، فإن الأيادي الحرفية لخبرائنا هي التي عملت وتعمل على إضافة لمسة التفرّد والنبض لكل قطعة.
كيف واكبت العلامة تطورّات عالم المجوهرات واتجاهاته عبر السنين؟
لطالما كان لدينا فضول لمتابعة عالم الموضة والأخذ بعين الاعتبار اختلاف الأذواق والحاجات بين بلد وآخر، وهذا ما يدفعنا إلى تقديم نماذج جديدة ومبتكرة كل عام. هذه المرونة جعلت علامتنا مرجعاً للنساء اللواتي يبحثن عن قطع جديدة تحمل معاني عميقة في عالم المجوهرات.
تسعى إلى تجنّب مفهوم "التصميم الواحد والمعروف" لتحفيز الإبداع. هل يمكن تقديم مثال على قطعة تعكس هذا النهج؟
نحن، في علامة روبرتو كوين، نطمح إلى ابتكار مجوهرات لم يسبق لأحد أن صمّمها. قمنا بإنشاء أكثر من 108,000 تصميم فريد ومثير للدهشة. من الأمثلة البارزة على هذا النهج مجموعة Cento Diamond، التي تُقطع فيها الماسات بـ100 وجه بدلاً من 57/58 التقليدية. ومجموعة Sauvage Privé التي تتميّز بتصاميمها وأشكالها الاستثنائية. بالإضافة إلى قطع مستوحاة من فن الآرت ديكو، تمزج بين الوضوح الهندسي والعناصر الديناميكية.
"حديقة الأحلام" أحيا سحر مدينة فينيسيا في دبي. ما الذي ألهمكم اختيار هذا الموضوع؟
تربط علامة روبرتو كوين بالدول العربية علاقة قويّة، لا سيّما دبي والإمارات. لذا كان من المهم بالنسبة إلينا أن نحمل روح فينيسيا إلى دبي، وأن نشارك الثقافة المتبادلة ونبني روابط بين المدينتين. هناك قول فينيسي مأثور: "إذا أنقذت فينيسيا، يمكنك إنقاذ العالم. وإذا فهمت فينيسيا، تفهم الحياة". وقد كان هذا الحدث بمثابة شكر كبير لعملاء دبي على دعمهم الكبير لعلامتنا.
حصل الضيوف على فرصة استكشاف قطع فريدة وإصدارات محدودة في "حديقة الأحلام". أخبرنا عن الحدث.
في البداية، تفاجأ البعض حين اكتشفوا أن علامة روبرتو كوين تقدّم أيضاً مجموعة من المجوهرات الراقية. لكن الحدث لم يكن مخصّصاً للبيع، بل كان يهدف إلى إبراز الحرفية العالية للعلامة وإرثها الفنّي الذي نسعى إلى إغنائه بشكل يومي. بالإضافة إلى إظهار الموقف الأخلاقي للشركة بما في ذلك الاستدامة في صناعات الألماس والذهب، والذي كان سبباً لدعوتي من قِبل الأمم المتحدة لإلقاء خطاب في نيويورك عام 2024، حيث حصلت على جائزة مهمة في واشنطن.
هل يمكنك مشاركتنا بعض تفاصيل المجموعات التي تم عرضها خلال هذا الحدث؟
قما بعرض 24 مجموعة مختلفة، من بينها قطع فريدة تشمل قلادات ماسية مرصّعة بأحجار على شكل الكمثري يزيد وزنها عن 20 قيراطاً، وقطع من مجموعةAnimalier الشهيرة، ونماذج مختارة من أرشيفنا القديم من الثمانينيات والتسعينيات. بالإضافة إلى تصميمات أيقونية من مجموعتي Princess Flower وVenetian Princess وخط مجوهرات Prestige الجديد، وبالطبع مجموعة Cento Diamond الفاخرة.
