ليليان إسماعيل: "تُصبح كل قطعة جزءاً من احتفالاتنا بهويتنا في اليوم الوطني السعودي"

بمناسبة اليوم الوطني السعودي، تحتفي مجلة Elle Arabia بالشخصيات التي تجسد روح التقدم في المملكة العربية السعودية، مع الحفاظ على ترابطها الوثيق بتراثها. من بين هذه الشخصيات، ليليان إسماعيل، مصممة المجوهرات المتميزة، التي حازت على لقب أصغر مصممة مجوهرات سعودية في سن السابعة عشرة، لتؤسس لاحقًا علامة تجارية تعيد تعريف فنّ سرد القصص الثقافية من خلال التصميمات العصرية. خلال مسيرتها المهنية التي امتدت لعشر سنوات، تمكنت ليليان من المزج بين الأنماط التقليدية والفن الحديث، لتصبح إحدى أبرز الشخصيات الإبداعية في المملكة. وفي حوار حصري معها، تتحدث عن بداياتها، وشغفها بالعمل الإرشادي، ومعنى اليوم الوطني السعودي، الذي تعتبره مناسبةً للاحتفاء بالهوية الوطنية ودفع عجلة الابتكار.

 

بدأت رحلتك المهنية في سن 17 عامًا، عندما تم اختيارك كأصغر مصممة مجوهرات سعودية. كيف ترى هذا الإنجاز المبكر ساهم في تشكيل مسيرتك المهنية اليوم؟

لقد ساهمت بداية مشواري المهني في سن مبكرة في غرس روح الشجاعة والإصرار في نفسي. لم يكن الأمر سهلاً بالتوفيق بين الدراسة والتصميم وبناء علامة تجارية، لكن هذا الإنجاز المبكر حفزني على الإيمان بأن المرأة السعودية قادرة على الريادة في مجالات لم تكن موجودة فيها من قبل. وبصراحة، ساهم ذلك في تعزيز عزيمتي على مواصلة الابتكار وخلق علامة تجارية تعكس تراثنا السعودي وتواكب أحدث صيحات الموضة.

 

ماذا يعني لك يوم العلم السعودي، وكيف يلهمك هذا اليوم في عملية الإبداع؟

يوم العلم السعودي هو احتفال بالهوية الوطنية والوحدة والتراث. بالنسبة لي، هو بمثابة تذكير بأصولنا وثقافتنا مع النظر إلى المستقبل. وغالبًا ما يلهم هذا اليوم تصميمي، حيث أستلهم من الأنماط والحرف التقليدية وأحولها إلى قطع مجوهرات تجمع بين الأصالة والحداثة.

 

يستمد الكثير من أعمالك الإلهام من التراث والثقافة السعودية. كيف توازن بين الحفاظ على التراث وإعادة تفسيره بطريقة عصرية تناسب الموضة؟

أعتبر التراث لغة حية. أسلوبي ليس مجرد تقليد التراث، بل إعادة تفسيره. على سبيل المثال، أستخدم عناصر مثل العملات القديمة والرسومات الإسلامية، لكنني أقدمها في تصميمات أنيقة وبسيطة تناسب الموضة الحديثة. بهذه الطريقة، نحافظ على جوهر التراث مع تقديم تصميمات تناسب الذوق الحديث.

 

لقد دربتم أكثر من 400 مصمم ورواد أعمال شباب. ما الذي يدفعكم إلى الاهتمام بالتعليم والإرشاد، وما هو التأثير الذي تتوقعونه على الجيل القادم؟

أولويتي هي التعليم، لأنني أعلم من تجربتي الشخصية كيف يمكن للمعرفة أن تُحدث فرقًا كبيرًا في مسيرة أي شخص. بدأت مشواري المهني في سن مبكرة دون إرشاد كافٍ، لذا أردت أن أكون مرشدًا للآخرين. هدفي هو تمكين المصممين الشباب من اكتساب المهارات اللازمة لبناء علامات تجارية تعكس الإبداع السعودي على المستوى العالمي.

 

ما الذي ترغبون أن تشعر به النساء عند ارتدائهن مجوهراتكم، خاصة في يوم مميز كاليوم الوطني؟

أريد أن يشعرن بالفخر والتميز والاتصال بثقافتهن وتراثهن. كل قطعة مصممة لتكون تعبيرًا عن الهوية، ولذلك في اليوم الوطني، تصبح جزءًا من احتفالاتهن بهويتِهن. تُجسد مجموعاتكم عادةً قصصًا مستوحاة من التاريخ والثقافة.

 

هل يمكنك إخبارنا عن قطعة أو مجموعة معينة تحمل رمزية خاصة لديكم في احتفالات اليوم الوطني السعودي؟

تُعدّ مجموعة "جينيه" رمزية للغاية بالنسبة لي، فهي تُعيد تفسير استخدام العملات المعدنية في الثقافة الحجازية، مُحْدِثةً بذلك تطورًا عصريًا في هذا التقليد القديم. كما أن مجموعة "روشان"، المستوحاة من جدة القديمة، مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بهويتي الشخصية، وتُعدّ ذات أهمية خاصة خلال اليوم الوطني، إذ تحتفي بالتراث والوطن معًا.

 

بصفتك سيدة سعودية حققتِ شهرة عالمية، ما هي الرسالة التي ترغبون في توجيهها إلى الشابات في المملكة وخارجها من خلال مسيرتكم وإنجازاتكم؟

رسالتي هي أنه بإمكان الجميع البدء بخطوات صغيرة وتحقيق أحلام كبيرة. فبالصبر والتعليم والإبداع، تستطيع المرأة السعودية ترك بصمتها على مستوى العالم. آمل أن تُظهر مسيرتي أن التراث والابتكار ليسا متناقضين، بل يمكن أن يتعايشا بشكل جميل، وأن دمج هذين العنصرين يُنتج إبداعًا فريدًا يُحسد عليه.

المزيد
back to top button