أمام كل هذه النهضة الثقافية المتسارعة التي تشهدها المنطقة، تطلّ The A/P Room كمنصة رائدة تعيد تعريف مفهوم التصميم القابل للاقتناء في الشرق الأوسط. المبادرة التي تقودها كريستيل باسيلا، الخبيرة في عالم التصميم، تتكامل مع دعم رجل الأعمال إيلي خوري والمهتم بالفنون ورئيس "أتيليو"، لتقديم مشروع يملأ فجوة حقيقية طال انتظارها...
في مقابلة خاصة مع Elle Arabia، يخبرنا كل من إيلي وكريستيل عن هذه المنصّة التي ستعيد رسم مشهد التصميم في الشرق الأوسط!
إيلي خوري

ما الذي ألهمكم لإطلاق The A/P Room، وماذا سيضيف إلى مشهد التصميم الإقليمي؟
انطلقت فكرة The A/P Room من حاجة واضحة لمسناها مراراً. فرغم أن الشرق الأوسط يتميّز بشغف كبير تجاه التصميم، فإن المنصّات التي تقدّم رؤية تقييمية ناضجة نادرة جداً.
أردنا، كريستيل وأنا، إنشاء منصّة تمكّننا من سدّ هذه الفجوة. تقدّم The A/P Roomمنظوراً تقييمياً يربط بين التصميم العالمي القابل للاقتناء وبين السرديات والمواد والأفكار النابعة من الشرق الأوسط. فهو يتيح للمصممين الإقليميين الظهور على الساحة العالمية، ويمنح المقتنين المعرفة والثقة للتفاعل مع المجال بعمق.
ما الإرث الذي تأملون تركه في هوية التصميم الإقليمي على المدى الطويل؟
آمل أن يكون إرثنا مساهمة ثقافية. تهدف غرفة A/P إلى المساهمة في تحديد هوية تصميمية للشرق الأوسط، تتميز بالثقة، والاعتراف العالمي، وتنبع من ذكائها الإبداعي. إذا استطعنا رعاية جيل من هواة الجمع، ودعم مصممي المنطقة منذ بداياتهم، وبناء مساحة تُدرس فيها الفنون بنفس الجدية التي تُدرس بها الفنون الأخرى، فسنكون قد أعدنا تشكيل جزء من المشهد الثقافي.
كريستيل باسيلا
ما الذي ألهمكم لإطلاق The A/P Room، وماذا سيضيف إلى مشهد التصميم الإقليمي؟
يتمتع الشرق الأوسط بجامعين متميزين وبيئة ثقافية سريعة النمو، ومع ذلك، غالبًا ما وُجدت التصاميم القابلة للتحصيل هنا على شكل أجزاء، ومصممين فرديين، وعروض معزولة، ولكن دون منصة مستدامة لتأطير المنطقة في سياق تصميم عالمي. نشأت غرفة A/P من رغبة في منح هذا المجال هيكلًا وصوتًا ورؤية.
كان الهدف تقديم منصّة تتعامل مع التصميم بعمق من خلال عدسة شرق أوسطية، توازي ما نراه في باريس أو ميلانو أو نيويورك، لكن مع نبرة ثقافية خاصة بنا.
ما الإرث الذي تطمحين أن تخلّفه منصّة The A/P Room على المدى البعيد؟
أتمنى أن تصبحThe A/P Room مساحة يختبر فيه الزائر التصميم عاطفياً، لا بصرياً فحسب. وأن يشعر بأن كل قطعة تحمل عالمها الخاص، وتاريخها، وبصمة صانعها، وثقلها الثقافي.
كما أرى المنصّة جسراً يصل بين المبدعين الإقليميين والجمهور العالمي، ويقرّب الحوارات العالمية من حساسيات الشرق الأوسط. وإذا تمكّنا من بناء هذا الجسر، عندها نساهم في بناء هوية تصميمية تشعر بالثقة، والتجذر، والتفاعل الدولي.
كيف توازنون بين التصميم التاريخي والمعاصر داخل مساحة تقييم واحدة؟
بالنسبة إلي، التوازن لا يرتبط بالزمن، بل بالصدى. يصبح العمل صالحاً للحوار عندما يحمل روحاً مشتركة مع قطع أخرى. وفي The A/P Room ، تتجاور روائع منتصف القرن مع أعمال معاصرة وأصوات إقليمية، ضمن خيط مشترك يجمعها. عندما توضع هذه الأعمال في سياق واحد، تتعزّز قيمتها، ويتحوّل الفضاء إلى أرضية حوار حيّ يتجاوز الخط الزمني التقليدي.
كيف تختارين المواهب الإقليمية والعالمية التي تعرضين أعمالها؟
أنجذب للمصممين الذين يقدمون رؤى كاملة من خلال المادة والتجريب، وليس مجرد قطع أثاث. كما أصبحت الاستدامة معياراً أساسياً في عالم التصميم القابل للاقتناء اليوم. أما بالنسبة إلى المواهب الإقليمية، فأبحث عن الأصوات التي توسّع لغة التصميم الشرق أوسطي، تلك التي لا تكرر التراث بل تعيده تشكيله ليواكب عصره.
ماذا نتوقع من صالات العرض التي ستقيمونها في دبي وأبوظبي؟
سوف تعمل المعارض كفضاءات سينوغرافية، لا كصالات عرض تقليدية. القطع توضع بعناية، وكأنها شخصيات داخل قصة واحدة. إنها مساحة مخصّصة للتأمل البطيء، حيث يقود الضوء والمادة مسار الزيارة. كلا الموقعين يعكسان الطريقة الحديثة التي يعمل بها عالم التصميم اليوم: عالم مرن، متصل، وعابر للحدود.
تحمل مشاركتكم الأولى في NOMAD أبوظبي عنوان "الوصل". ما الحكاية التي يرويها هذا المعرض، ولماذا اخترتم مبنى المطار القديم؟
"الوصل" تعني التواصل، وقد شكّلت هذه الفكرة جوهر المعرض بأكمله. عندما تجولنا لأول مرة في مبنى الركاب الخاص القديم الذي صممه بول أندرو، غمرنا شعورٌ فوريٌّ بالحركة متأصل في عمارته، شعورٌ بالترقب، بالانتقال من مكان إلى آخر. بدا المكان مثالياً لمعرضٍ يبحث في كيفية انتقال التصميم نفسه عبر العصور والثقافات والمواد.
