نعم، الآباء عرضة لمشاعر اكتئاب ما بعد الولادة مماثلة لتلت التي تعاني منها الأمهات. منذ سنوات عديدة، وجد المعهد الوطني لصحة الطفل والتنمية البشرية أن 62% من الآباء يشعرون باكتئاب ما بعد الولادة بعض الوقت خلال الأشهر الأربعة الأولى بعد ولادة طفلهم، وهذا دليل أن أسباب البيبي البلوز ليست بسبب التغيرات الهرمونية.
قد تساهم العديد من العوامل في هذه المشاعر، والأكثر شيوعاً هي:
- الخوف من الأبوة أو المخاوف المتعلقة بمسؤوليات الجديدة وفقدان الحرية
- الشواغل المالية أو الضغط على النفقات الإضافية والقلق حول ما إذا كان راتبه الحالي سيكون كافياً
- الخوف من الفشل في أن يكون أب جيّد مثالي
ما يضاعف هذا التوتر هو أن عدم تشجيع الرجال على تقاسم مخاوفهم. بدلاً من ذلك، غالباً ما يقال لهم: "من العيب أنت تخاف، أنت رجل" أو "كن رجل". لسوء الحظ، فإن كبت العواطف يزيد من التوتّر. ينبغي تشجيع الرجال على التحدث مع شريكتهم أو اهلهم أو إلى المختصّين حول ما يثير قلقهم. من خلال التعبير عن مخاوفهم، يمكن للآباء الجدد استيعاب دور الأبوّة بطريقة أكثر وضوحاً والحصول على الدعم الذي يحتاجونه للشعور بحال أفضل.
في بعض الأحيان، سوف يطوّر بعض الرجال الاكتئاب الذي يتجاوز ما يمكن أن نشير إليه باسم "البلوز" أو المخاوف المشتركة. في الواقع، وجدت دراسة نشرت في طب الأطفال أن 10% من الآباء الجدد، مقارنة مع 14% من الأمهات الجديدات أظهروا علامات اكتئاب معتدلة أو شديدة بعد الولادة. يجب أن يؤخذ إكتئاب ما بعد الولادة جدّياً على أنه حالة مرضية يمكن علاجها.
وعادة ما يشعر الوالد الذي يشعر بالاكتئاب بالعوارض التالية:
- الإرهاق والقلق
- الأنشغال بالأمور المادية
- الانسحاب من الأسرة
- تعكير المزاج
- اضطرابات في النوم
- الغضب
في حال استمرار هذه الأعراض لضعة أسابيع، من الضروري طلب المساعدة المهنية من المعالج أو الطبيب النفسي لتفادي خروج الأمور عن السيطرة. على سبيل المثال، قد يهرب بعض الرجال إلى العمل لساعات طويلة وترك وقت صغير للعائلة. البعض الآخر قد يلجأ إلى الكحول أو غيرها من المواد للاسترخاء أو الهروب.
مثل الأمهات الجدد، الآباء الجدد بحاجة إلى الدعم والتشجيع والطمأنينة، ومكان آمن للتنفيس عن مخاوفهم. حليك التحدّث عن التغييرات في حياتك مع زوجك ودعم كل منكما الآخر. تذكّر ي أن الآباء أيضاً يحتاجون اهتمام إضافي خلال هذه المرحلة الانتقالية.