ما فعلَته إبنتي عندما أردت الزواج مجدّداً كان خطيراً جداً

بعدما تركَني زوجي دون أن ينظر وراءه مع إبنة عمرها سبع سنوات، غضبتُ على جنس الرجال كلّه. فلَم أشكّ يوماً بأنّ مازن كان على علاقة مع إمرأة أخرى وانّه ينوي العيش معها، فعندما قال لي أنّ لديه سفر إلى الخارج لبضعة أيّام، اعتقدتُ انّه ذاهب ليعمل هناك كعادته وانّه سيعود إلينا. ولكنّه إتّصلَ بي في اليوم التالي ليخبرَني أنّه لن يرجع لأنّه وجدَ حب حياته. وقبل أن يتسنّى لي أن أعبّر عن دهشتي وإستيائي أو حتى أن أناقشه بشأن هذا القرار، كان قد اقفلَ الخط.
وانتابَني شعور بالظلم، لأنّني لطالما كنت زوجة صالحة ومحبّة وعملتُ جهدي لِتلبية طلباته كلّها لكي يشعر بأنّه مدلّل. ولكن كل ذلك لم يكن كافياً على ما يبدو، ففضّلَ غيري عليّ وعلى ابنتنا الصغيرة عبير. وبعد فترة قصيرة، تطلّقنا بواسطة محاميه وعندها أيضاً لم أتمكّن مِن الإستفسار عن شيء. ولِحسن حظّي، كان قد تركَ لنا المنزل، ربّما لِيخفّف عنه تأنيب الضمير. وبعدما شرحت لِعبير أن أبوها لن يرجع لأنّه تزوّج مجدّداً، قرّرتُ متابعة حياتي مركزةً على تربية ابنتي ومزاولة مهنتي كمساعدة مدير في شركة تجاريّة. وفكرة إرتباطي مجدّداً بأحد باتّت بعيدة جداً لِشدّة خوفي مِن أن يهجرني كما فعلَ مازن.
ولِكثرة تفانيّي لِعملي، بدأ مديري يرى فييّ الموظّفة المثاليّة التي يحلم بها كل صاحب عمل. وبعد مرور أكثر مِن سبع سنوات على طلاقي، تجرّأ يوسف مديري على دعوتي إلى العشاء:

 

- أعلم أنّكِ تألّمتِ كثيراً ممّا حصلَ لكِ ولكن الوقت يخفّف مِن آلامنا... أتكلّم مِن تجربة شخصيّة، فبعد أن توفَّت زوجتي الحبيبة لم تعد تهمّني النساء وصببتُ إهتمامي كلّه على نادر إبني الوحيد وعلى تلك الشركة... إسمعني... كلانا وحيدَين وبحاجة إلى حنان... لا تقولي لي أنّكِ لا تتمنّين إيجاد مَن يتقاسم معكِ أعباء حياتكِ... وجودكِ معي وإلى جانبي ولّدَ فيّ شعوراً جميلاً وأتمنّى أن تعطيني الفرصة لأثبتَ لكِ أنّ الرجال ليسوا متشابهين وهناك مَن يستحقّ حبّكِ. إقبلي دعوتي إلى العشاء... أرجوكِ.

 

تفاجأت كثيراً، فلَم يخطر على بالي أبداً أنّ لدى يوسف أيّ نيّة تجاهي، فلَم يبدِ ولو لِمرّة واحدة الرغبة في معاشرتي على صعيد شخصيّ. وأنا مِن ناحيتي لم أرَ فيه سوى المدير العادل. لِذا لم أعطِه جواباً وتابعتُ عملي كالمعتاد ولكنّه لم يستسلم وبعد أيّام قالَ لي أنّه يدعوني مرّة جديدة إلى العشاء ولن يقبل بالرفض مجدّداً. وقبلتُ أن أذهب إلى الموعد وهناك قضينا وقتاً ممتعاً. تكلّمنا لِساعات وأخبارنا بعضنا أشياء كثيرة، لِدرجة أنّنا شعرنا بتقرّب كبير عند إنتهاء السهرة.
وهكذا أصبحنا متحابّان وفرحَ قلبي لِوجود شخص مثله في حياتي. وبعد فترة أخبرتُ إبنتي عن يوسف وقلتُ لها أنّه آتٍ لزيارتنا مع إبنه البالغ مِن العمر سبعة عشر سنة . ولا أدري تماماً إن كانت قد سُرَّت بهذا الخبر أم لا ولكنّها إستقبلَت زوّارنا بِلباقة وجلسَت مع نادر بينما بقيتُ مع أبيه. وبعد رحيلهما، سألتُها عن رأيها فيهما، فقالَت أنّهما لطيفان للغاية. ومنذ ذلك اليوم، رأيتُ أخيراً منفذاً لِوحدتي وتأمّلتُ أن يكون لي حياةً ككلّ النساء محاطة برجل يحبّني ويحترمني ويخاف عليّ. وبدأ يوسف يترك إبنه نادر في البيت ويأتي إلى منزلي ويقضي فرصة نهاية الأسبوع عندي لكي نرى إن كان مِن الممكن أن نعيش سوياًّ قبل أن نرتبط بصورة نهائيّة.
وكنت قد سألتُ عبير إن كان وجود يوسف عندنا يزعجها، فأجابَت أنّها لا تبالي طالما يسعدُني ذلك. وعملتُ جهدي لألا نصدر ضجيجاً أثناء ممارساتنا الحب سوياً لكيّ لا تتأثر إبنتي بالذي يجري وألا ترى يوسف إلا بكامل ثيابه.

 

ومرّت الأياّم وكنت قد إعتدتُ مِن جديد على العيش مع رجل ولو يومَين في لأسبوع وبدأتُ أتقبّل فكرة الزواج. ومرةً أخرى طلبتُ رأي عبير في الموضوع وأقسُم أنّني كنتُ سأتراجع عن قراري لو رفضَت، لأنّ سعادتها كانت دائماً أهمّ شيء بالنسبة لي. وعملتُ على تحضيرات الزفاف الذي أردناه صغيراً لأنّ ما كان يهمّنا كان أن نكون سويّاً وليس التباهي أمام الناس.


ولكنّ الأمور أخذَت مجراً لم أتوقّعه أبداً. فكلّ ما كنت أخشاه كان أن يكفّ يوسف عن حبّي أو أن يجد شخصاً آخراً كما فعلَ زوجي بي ولم أنتبه إلى الأمور الأخرى. فكم كانت دهشتي كبيرة عندما إكتشفتُ وأنا أوضّب غرفة عبير واقياً ذكريّاً مستعملاً. جلستُ على حافة سريرها والأفكار تتخبّط في رأسي، محاولةً إيجاد تفسيراً غير الذي كان واضحاً كالشمس. فلَم تكن إبنتي قد بلغَت بعد الخامسة عشر ولم نكن حتى قد تكلّمنا سوياًّ في أمور الجنس، لأنّني كنت أعتبر أنّها لا تزال صغيرة في السنّ. وها أنا أمام الأمر الواقع الفظيع ولم أكن أبداً مهيّأة لهذا الإكتشاف. حاولتُ تهدئة نفسي وإنتظرتُ عودتها مَن عند صديقتها لأستفهم عن الموضوع دون أن أصتدم معها لكيّ لا تنزوي على نفسها وأخسر ثقتها نهائيّاً.
فعندما دخلَت البيت قلتُ لها أنّ علينا مناقشة بعض الأمور سويّاً. وحين جلسَت معي، سألتُها إن كان لديها صديق. سكتَت مطوّلاً ثمّ أجابَت:

 

- لماذا تسألين؟

 

- لأنّني وجدتُ واقياً ذكريّاً في غرفتكِ.

 

- مَن سمحَ لكِ بالمسّ بأمتعتي؟ هذه غرفتي!

 

- لو كنتِ ترتّبينها لَما كنتُ قد دخلتُها قط! هذا ليس بيت القصيد... ما وجدتُه يعني أنّكِ تمارسين الجنس مع أحد ما... هل تَعين ما تفعلينَه وتأثيره على حياتكِ؟

 

- أنا كبيرة كفاية لأقرّر ما أفعله بجسدي!

 

- لا... لستِ كبيرة بل لا تزالين صغيرة... شيء أخر.... هل تقومين بذلك في البيت؟ لا أذكر أنّ أحداً زاركِ في المنزل... كيف دخلَ ومتى؟ ومَن هو؟

 

- هذا لا يعنيكِ... لديكِ حبيبكِ ولديّ حبيبي!

 

- سألتُكِ إن كان وجود يوسف يزعجكِ قبل أن أسمحَ له بالمجيء وقلتِ أنّ لا مانع لديكِ... لو أعربتِ عن إستياءٍ ما لَما جاءَ... أنتِ أهمّ مِن كلّ الناس.

 

- لديكِ حياتكِ الخاصة وكذلك بالنسبة لي.

 

- ولكنّني أكبر منكِ سنّاً وأعلم ما أفعله... حبيبتي... ليس لديكِ الخبرة الكافية... ذلك الشاب يستغلّكِ... مَن هو؟ قولي لي...

 

- سأقول لكِ مَن هو لِكيّ تعلمي أنّه لولاكِ لَما فعلتُ كل ذلك... إنّه نادر إبن عشيقكِ.

 

- ماذا؟ هذا غير ممكن! فهو يبقى في منزله... كيف دخلَ إلى هنا؟

 

- أنا أدخلُه... عندما زارنا أوّل مّرة، طلبَ رقم هاتفي وبقينا على إتصال. وحين بدأ أبوه بالمجئ إلى هنا عرضتُ عليه أن يأتي بدل أن يبقى في بيته... كان يضجر مِن البقاء وحدة وأنا أيضاً... وحصلَ ما حصلَ بيننا وأصبحنا مثلكم نمارس الجنس طوال الليل... لستِ أفضل منّي!

 

وشعرتُ أنّ الدنيا بأسرها تهبط على رأسي. طفلتي أصبحَت إمرأة بِسببي. لَم أتصوّر أبداً أن يحدثَ ذلك، بل ظننتُ أنّ حياتي كانت قد إكتملَت بِسبب وجود مّن يحبّني. وها أنا أكتشف أنّني دمّرتُ مستقبل وبراءة عبير رغماً عني. هل كان ممنوعاً عليّ أن أجد السعادة مجدّداً؟ وأخذتُ هاتفي وطلبتُ رؤية يوسف في الحال وقلتُ له أن يصحَب معه إبنه. ورغم لهجتي الجادّة، لم يسألني عن سبب هذا الموعد المفاجئ، بل حضَرَ بعد قليل مع نادر. وبعد أن جلسا، ناديتُ عبير لِتكون حاضرة معنا وأخبرتُ يوسف بما يجري بين ولدَينا. في البدء لم يصدّق أذنَيه، ثمَّ سألَ إبنه إن كان كلامي صحيحاً، فأجابَه هذا الأخير :"نعم". فقالَ لي يوسف:

 

- ماذا تريدينني أن نفعل بتلك المصيبة؟

 

- لا أعلم... ولكنّ إبنتي فقدَت عذريّتها بسبب إبنكَ...

 

- لا أظنّ أنّ السبب هو إبني... بل تربيتكِ لها!

 

- ماذا؟؟؟

 

- أجل... ماذا تريدين أن تفعل فتاة في عمرها عندما ترى أمّها تستقبل رجلاً في بيتها وفراشها؟

 

- فعلتُ ذلك لأنّني أحبّكَ ولأنّنا سنتزوّج قريباً! الآن أصبحتُ عديمة الأخلاق بالنسبة لكَ؟ كنتَ سعيداً بي حين كنتَ تقضي ليلتكَ هنا!

 

- أيّ رجل في مكاني كان لِيفرح.

 

- أنا لا أريد أيّ رجل... أريد رجلاً مسؤولاً يقدّر ما أفعلَه مِن أجله... وأرى أنّكَ لست الشخص الذي أنتظره... خذ إبنكَ مِن هنا وإرحل... سنتدبّر أمرنا مِن دونكما... هيّا!

 

وخرجا مِن دون أن أنظر إليهما وبعدما أصبحنا لِوحدنا، جاءَت عبير وقالَت لي:

 

- لا تحزني يا أمّي، فالرجل لم يكن يحبّكِ وإلا لَما أهانكِ هكذا... ولا تغضبي منّي، فأنا لم أفعل شيئاً... لم أمارس الجنس مع أحد... كنتُ مستاءة مِن علاقتكِ بيوسف وكذلك كان إبنه، فأعطاني ذلك الواقي الذكري لكي نقول لكم أنّنا لسنا موافقين على الذي يحصل. أردتُكِ أن تجديه ولكنّني لم أكن أعلم أنّ حبيبكِ بهذه القذارة... أنا آسفة.

 

وقبّلتُ إبنتي بحرارة شاكرة ربّي أنَها لم ترتكب أيّ خطأ بِحق نفسها وقلتُ لها:

 

- أنتِ سعادتي وسبب حياتي ولا يهمّني أحداً سواكِ... ولن أدعَ أي شيء يقف بيننا بعد الآن.

 

حاورتها بولا جهشان

المزيد
back to top button