حبّ زوجي المفرط للجنس جعلَني أقترف خطأ كبير

صحيح أنّ هشام كان دائماً يلّح على تقبيلي ولمسي قبل زواجنا ولكنّني ظننتُ أنّ السبب كان حبّه القوي لي وكان يفتّش عن وسيلة للتعبير عن شغفه وأنّه يتوق إلى اليوم الذي أصبح به حلاله. ولكن الواقع كان مختلفاً. كان خطيبي وبكل بساطة مدمن على الجنس. كنتُ أعلم أنّه على علاقة مع سيّدات لإشباع رغباته وأخذتُ الأمر بطريقة فلسفيّة: لم أكن أستطيع منعه من الحصول على ما أحرمه منه وكان سيكفّ عن معاشرة تلك النساء قريباً. وخلال شهر عسلنا تعرّفتُ على حبّه المفرط للملذّات الجسديّة وفي حينها ظننتُ أيضاً أنّ السبب كان رغبته بي أنا. كان يطلب الجنس يوميّاً مرّتين أو ثلاثة وعملتُ جهدي للقيام بواجباتي الزوجيّة قدر المستطاع رغم أنّ هذه الأمور كانت جديدة عليّ. وإضافة إلى هذا النمط كان هشام يحبّ الأمور غير الإعتياديّة وبدأتُ أمتنع عن فعل العديد منها. عندها أبدى زوجي إستياءه وقال لي:

 

- إسمعيني حبيبتي... أنا الآن زوجكِ ويمكننا فعل ما نشاء... ليس هناك من عيب في إختبار أمور غير إعتياديّة... لديّ خبرة واسعة في هذا المجال وأنا متأكدّ أنّكِ لو وضعتِ مخاوفكِ جانباً ستستمتعين بما سنفعله.

 

وأقنعني بالمضي بهذه التجارب ولكنني لم أحبّها وفضّلتُ أن نمارس الجنس كأيّ ثنائي آخر. نظر إليّ بأسف وقال لي:

 

- كما تريدين... حسبتُكِ إمرأة جريئة... كنتُ مخطئاً...

 

- وأنا حسبتُكَ مغرماً بي وليس بنفسكَ فقط... ربّما أنا أيضاً كنتُ مخطئة!

 

وأُقفِلَ الموضوع. وبدأنا حياة زوجيّة عاديّة يعاشرني كأيّ رجل مع زوجته. وكان غباء مني أن أعتقد أنّه عدِلَ عن نزواته من أجلي فالحقيقة كانت أنّه عاد إلى "صديقاته". في البدء لم ألاحظ شيئاً فلكثرة نشاطه الجنسي كان قادراً على إرضائنا كلّنا وما أثارَ شبهاتي كان كذبه بشأن غيابه المستمرّ. فحيناً كان هناك إجتماع وحيناً آخر ملفّات متأخّرة وعلمتُ حينها أنّه يخونني. إحترتُ لأمري وسألتُ نفسي إن كان عليّ مواجهته أم لا مدركة أنني إذا قلتُ له أنني أعلم بخياناته سأضطر لأخذ موقف قد يؤثّر بصورة دائمة على زواجنا. فإستشرتُ صديقاتي ولكنني حصلتُ على آراء متناقضة لم تساعدني على أخذ قرار. ومن جرّاء شكوكي وحيرتي تغيّرَت تصرّفاتي مع هشام الذي لم يكن غبيّاً فكان هو الذي أثار الموضوع بعد أن سألَني إن كان كل شيءعلى ما يرام وبعدما أجبته أنني بخير. فتابع:

 

- حبيبتي... تعلمين كم أحبّكِ أليس كذلك؟ ولكنكِ تعلمين أيضاً كيف أنا... الأمر ليس بِيدي بل ولدتُ هكذا... إمرأة واحدة لا ولن تكفيني.

 

- ولماذا تزوّجتَني إذاً؟

 

- أوّلاً لأنّني أحببتُكِ ولأنّني إعتقدتُ أنّكِ ستستوعبينني وتلبّين حاجاتي... وأيضاً ليكون لي عائلة.

 

- وهل تظنّ أنّه من المستحسن أن نؤسّس عائلة في هكذا ظروف؟

 

- ولم لا؟ أنا أعطيكِ كل ما تحتاجين إليه... أليس كذلك؟

 

كان محقّاً في هذه النقطة ولكن هذا لا يعطيه الحق بأن يخونني فكرامتي لا يمكنها تحمّل ذلك. ولكن قررتُ أن أجد حلاً لمشكلتي الزوجيّة وعملتُ بنصيحة صديقة لي وقَعَت بالمشكلة نفسها مع زوجها. قالَت لي:

 

- الحلّ أن تمارسي الجنس معه في الصباح فور إستفاقته من النوم. هكذا تتأكدّي أنّه لن يرغب بأحد غيركِ خلال النهار.

 

- وفي المساء؟

 

- عليكِ تكرار العمليّة.

 

- وإن لم اكن أريد ممارسة الجنس؟ هل أفعل ذلك مرغمة؟

 

- هذا حلّكِ الوحيد...

 

لم تعجبني الفكرة ولكنّني قررتُ أن أطبّقها على الأقل في الصباح ولم اكن مستعدّة أن أفعل أكثر من ذلك فأنا لستُ زوجته فقط لإرضائه ونسيان ما أنا أرغب فعلاً به. وإلى جانب ذلك كنتُ قد فقدتُ أيّ شعور خلال ممارسة الجنس فمن طريقة للتعبير عن الحب أصبح الوضع واجباً فقط. وسُرّ هشام جدّاً عندما رآني مستعدّة له في الصباح وأصبح يذهب إلى عمله وهو فرح ومرتاح. ولكن عندما يعود في المساء لم يكن يجدني بنفس المزاج فكان يخرج ولا يعود إلا في ساعات متأخّرة من الليل. هنا علمتُ أنّ الأمور لن تتغيّر وأنّ زوجي لا يعرف كيف يحبّ ويحترم الناس وكل ما يريده هو إرضاء نفسه فقط. ولم أعد قادرة على النوم أو حتى الأكل ما أثّر على قدرتي على الإنجاب. فذهبتُ إلى الطبيب الذي وصف لي المهدّئات والراحة. وكنتُ أغوص بنوم عميق كلّما أخذتُ تلك الحبوب ومن هنا جاءتني الفكرة بأن أضع البعض منها في شاي هشام عندما يعود من العمل لكي لا يعود قادراً على الخروج. وهكذا فعلتُ. في البدء كانت ترتجف يداي وأنا أدّس المهدّئ في شايه وأنظر إليه بقلق وهو يغفو على الأريكة. وعندما يستيقظ في الصباح كنتُ أدّعي الدهشة وأقول له:

 

- يا حبيبي... كم أنّك تعب! لا بدّ أنّك تعمل كثيراً في المكتب!

 

وكان يوافقني ويشاطرني دهشتي فلم يكن يحصل له هذا من قبل. ومن بعدها أصبحتُ أكثر ثقة وأضع الحبّة دون أيّ تردّد. كان هذا الحل المناسب برأيي فبهذه الطريقة لم يعد زوجي يتركني في الليل ويذهب إلى النساء. ولكن في بعض الأحيان كان يستيقظ أبكر من المتوقّع ويغيّر ثيابه ويرحل. فقرّرتُ أن أزيد الجرعة لكي يبقى نائماً حتى الصباح. وهكذا بدأتُ أضع في مشروبه حبتيّن ثم ثلاثاً وأحياناً أكثر حتى جاء يوم لم يستيقظ فيه ليذهب إلى عمله. عملتُ المستحيل لكي ينهض ولكنّه بقيَ نائماً وأدركتُ أنني إقترفتُ خطأً كبيراً فإستدعيتُ الإسعاف. وعندما جاؤوا ليأخذوه إلى المستشفى سألوني إن كان قد أخذ أي دواء. فقلتُ لهم أنّه يأخذ مهدّئاً لكي ينام بسبب أرق مزمن وأعطيتهم إسم الدواء. وعملوا جهدهم في المستشفى لإيقاظه وعندما إستفاق أخيراً قالوا له أنّه أفرط بإستعمال دوائه. عندها طلبَ أن يراني فوراً. وعندما أصبحنا لوحدنا قال لي:

 

- تعلمين أنني أستطيع إخبار الشرطة بما فعلته وسيسجنونك حتماً. كدتِ أن تقتليني أيتها المجنونة! ولكنني لن أفعل لأنّني أعلم لم فعلتِ هذا ورغم كل شيء أستطيع فهم دوافعكِ. ولكنّني لا أستطيع العيش معكِ بعد الآن فقد أصبحتِ يائسة لدرجة الأذيّة. عندما سأخرج من هنا سأطلب الطلاق وستحصلين على كامل حقوقكِ شرط ألا أراكِ مجدّداً.

 

لم أجب وفضّلتُ الخروج من غرفته لأنّه كان محقاً بما قاله فلقد ذهبَت الأمور إلى أبعد ممّا تخيّلته وكدتُ أن أصبح مجرمة بسبب حبّي لرجل وإصراري على إبقائه معي ولي بدلا أن أرحل بكل بساطة. الحل يكون أحياناً مؤلماً ولكن نفضّل التمسّك بالأشياء والأشخاص بكل الوسائل المتاحة دون أن ندرك العواقب. وطلّقني هشام ولم أحزن كثيراً بل إرتحتُ من حياة كلّها خوف وقهر وقررتُ أن أجد في المرّة المقبلة رجلاً يحبّني فعلاً ويكتفي بي.

 

حاورتها بولا جهشان

المزيد
back to top button