أغراني زوج عمّتي

كيف قبلتُ أن أقيم علاقة غراميّة مع زوج عمّتي؟ الجواب ليس سهلاً، لأنّ عدّة ظروف أدَّت إلى أن أخون ثقة التي ربَّتني بعدما ماتت والداتي وأنا في سن العاشرة.

كانت مريَم قد عرضَت على أبي أن تهتمّ بي، كونها عزباء لكي يتسنىّ له أن يركزّ على عمله في الخارج. وهكذا ذهبتُ إلى منزل جدّتي حيث إهتمّتا بتربيتي وذلك بطريقة جيّدة، مليئة بالحب والحنان، حتى أن نسيتُ بعد عدّة سنوات أنّني يتيمة الأم. وتزوٍّج والدي حيث كان، مِن إمرأة أجنبيّة ولم يعد يأتي إلى البلد إلاّ مرّتين في السنة، محمّلاً بالهدايا ليرحل بعد أيّام إلى أولاده الجدد. تفهمّتُ الأمر قدر المستطاع ولكنّني شعرتُ أنّه تخلىّ عني، فحمدتُ الله أنّني كنتُ بين أيادي أمينة. ومِن بعدها توّفَت جدّتي وبقيتُ مع عمّتي نتدبرّ أمورنا ونعيش بسلام نحن الإثنتَين.

ومضى على حالنا بضعة سنين وحين كنتُ قد أصبحتُ في العشرين مِن عمري، إلتقَت مريَم برجل أحبّها وأحبّته وقررّا الزواج. لا أخفي أنّني خفتُ كثيراً أن أفقد الحياة التي كنتُ قد إعتدتُ عليها ولكنّ عمّتي إشترطَت على سمير عريسها أن أبقى معهما وأن يعتبرني جزءً لايتجزّأ مِن حياتها. عندها تنفستُ الصعداء وقررتُ أنّني سأعمل جهدي لكي لا أزعجهما بشيء. وكان سمير رجلاً وسيماً، ذات شخصيّة قويّة وكان يتحلّى بروح الفكاهة وحبّ للحياة، أمّا عمتّي فكانت متحفظّة بعض الشيء تهوى القراءة والمشي في الطبيعة. لذا ومنذ البدء، وجدَ فيّ سمير رفيقة لهواياته.

لم تكن مريَم تنزعج أبداً من أن يعير زوجها أهميّة خاصة لي، لأنّها كانت تثق بنا الإثنين ولم يخطر على بالها أبداً أنّنا سنصبح على علاقة حميمة مع بعضنا. وبالرغم مِن فارق العمر، شعرتُ أنّني قريبة مِن ذلك الرجل، ربمّا لأنّه كان يمثّل بالنسبة لي الأب الذي إفتقدتُه طوال سنين والذي فضّل أولاده الآخرين عليّ. لذا إعتبرتُه صديقاً وحافظاً لأسراري وأخذتُ أخبره كل ما يجول برأسي دون أن يخطر على بالي أنّه سيستفيد مِن تلك المعلومات لإقناعي لاحقاً. فبات يعرف كل صغيرة وكبيرة عنّي وماذا أحبّ ولا أحبّ وما هي أحلامي ومخاوفي. وأصبح يأخذني إلى أماكن حلِمتُ أن أزورها وأهداني أشياء تمنّيتُها. وكانت مريَم سعيدة بأنّه صارَ لي رفيق وبأنّ زوجها رأى فيّ البنت التي لم ينجبها. ولكن الأمور بدأت تتصاعد بيننا بعد تلك الليلة التي وجدتُ فيها نفسي لِوحدي مع زوج عمتّي.

 

كانت مريَم قد أُجبرَت على الذهاب إلى أقصى شمال البلاد لرؤية خالتها التي كانت تُحتضَر وأحبَّت أن تودّعها كونها آخر قريبة لها. فأخَذَت بعض الأمتعة وقالت لنا:

 

ـ حبيبتي... خذي بالكِ مِن زوجي وأنتَ يا سمير إهتمّ جيدّاً بفتاتنا... لن يطول غيابي... ليلة واحدة على الأرجح".

وعانقتنا بقوّة ولم يكن يعلم أحد بعد بالذي كان سيحصل، إلاّ سمير الذي بدأ بالتخطيط لحظة معرفته بغياب عمتّي. فحضّر لي الفوشار وأخبَرني أنّنا سنضع فيلماً شيّقاً. وهكذا جلسنا جنباً إلى جنب على الأريكة وجلبَ غطاءً كبيراً ووضعَه علينا وأدارَ التلفاز وبدأ الفيلم. وخلال أوّل ساعة لم يحصل شيء، بل شاهدنا أحداث ما خلتُه فيلم مغامرات وإتّضح أنّه رومانسيّاً بإمتياز. ولأنّني كنتُ عاطفيّة جدّاً، إتُخِذتُ بالقصّة المليئة بالحب والتضحيات وإمتلأت عيوني بالدموع، فإقتربَ منّي سمير وعانقَني بحنان. عندها وضعتُ رأسي على كتفه ولا أدري كيف ولكنّ زوج عمتّي وضعَ على فمي قبلة مليئة بالمشاعر الرقيقة. وبادلتُه تلك القبلة وبعد قليل إنجرفنا إلى عالم اللذّة وأقمنا علاقة جنسيّة. وعندما إنتهينا، أدركتُ الذي فعلتُه وبدأتُ أصرخ وكأنّ أحداً يقتلني. حاولَ سمير تهدئتي ولكنّني دفشتُه بعيداً قائلة:


ـ إبعد عنّي أيّها الوحش!

 

ـ لماذا تفعلين ذلك؟ منذ لحظات كنتِ في قمّة السعادة!

 

ـ انتَ حَملتَني على فعل ذلك! لم أكن أريد ممارسة الجنس معكَ!

 

ـ لم أجبركِ على شيء... هل قيّدتُكِ أم خدّرتُكِ؟ تعقّلي يا حبيبتي...

 

ـ لا تناديني هكذا! لستُ حبيبتكَ... أنا قريبة زوجتكَ! ولاتنسى ذلك!

 

ـ أنتِ التي نسيتي عمّتكِ! هيّا إرتدي ثيابكِ وإذهبي إلى النوم، سنتكلمّ في الموضوع غداً!.

 

وخرجَ مِن الصالون وتركَني لوحدي أبكي على فعلتي. وفي صباح اليوم التالي وبعدما قضيتُ الليل ألََملِم دموعي عن خدّي، وصَلت عمتّي وعلامات الحزن على وجهها بعدما فارقَت خالتها الحياة أمامها. ولكثرة ندمي، ركضتُ أعانقها بقوّة حتى كدتُ أخنقُها، فضحِكَت وقالت:

 

ـ لم أكن أتصوّر أنّ غيابي القصير سيجعلكِ تشتاقين إليّ إلى هذا الحد... يجدر بي أن أغيب أكثر إذاً!

 

ـ لا يا عمّتي! لا تتركيني وحدي مجدّداً!

 

عندها نظَرت مريَم إليّ وسألَتني إن كنتُ بخير، فأجبتُها أنّني لم أكن معتادة على قضاء الليل مِن دون وجودها في المنزل. قبَّلتني بحرارة ثم توجَهت إلى غرفة نومها حيث كان سمير لا يزال نائماً وأقفلَت الباب وراءها. خفتُ كثيراً أن يشكيني زوجها لها تحسّباً مِن أن أسبقه لذا إنتظرتُ خروجها لأرى ما الذي عليّ فعله أو قوله. ولكن كان سمير قد فضّل السكوت، فإرتاح بالي قليلاً. ولكن ما إعتبرتُه غلطة لن تتكررّ ،تبيّن أنّها بداية عمليّة إبتزاز كانت ستدوم أشهر. فباليوم التالي وبعد أن عملتُ جهدي لأتفادى سمير، جاء إليّ هذا الأخير حين كنتُ جالسة في الصالون وهمسَ في إذني:

 

ـ أنتظركِ في السيّارة... لقد أخذتُ شقّّة صغيرة لنلتقي بها...

 

ـ لن أذهبَ معكَ إلى أي مكان!

 

ـ بل ستفعلين! أو تفضّلين أن تعلم مريَم كيف خانَت إبنة أخيها ثقتَها؟

 

ـ وستعلم أنّ زوجها فعل ذلك أيضاً!

 

ـ أجل ولكنّني رجل غريب... أمّا أنتِ، فهناك صلة دمّ بينكنّ!

 

وكان على حق. فغلطتي كانت لا تُغتفر. وهكذا بدأتُ ألتقي به في ذلك المكان وأعطيه ما يريد رغماً عنّي. وأصبَحت حياتي بمثابة كابوس لا منفذ له وشعرتُ أنّني سجينة ذلك الفاسد. وكان أمامي خيارَين: إمّا أن أتابع ما أفعله معه وأخسر نفسي جسديّاً ونفسيّاً أو أن أخبرُ عمّتي بالحقيقة وأدعُها تقررّ ما عليها فعله بي. ولأنّني كنتُ أتحلىّ بضمير حيّ، إخترتُ الخيار الثاني وقررّتُ أن أقبلَ بأيّ حكم يصدر منها. وفي ذات نهار وعندما كان سمير في عمله، ذهبتُ إلى المطبخ حيث كانت عمّتي تحضّر الطعام وجلستُ على الطاولة وقلتُ لها:

 

ـ عمّتي... هل تحبيّنني؟

 

ـ أجل يا حبيبتي! لماذا هذا السؤال؟

 

ـ وهل حبّكِ لي يمكنه أن يحملكِ على مسامحتي حتى لو فعلتُ أبشع الأمور؟

 

ـ حبّي لكِ لا حدود له.

 

وأخبرتُها كل شيء مِن تلك الليلة حين تركَتنا لوحدنا إلى آخر مرّة أخذَني زوجها إلى الشقّة. إستمعَت إليّ حتى إنتهيتُ مِن الكلام. ثم جاءَت وجلسَت بقربي ورأيتُ الدموع تملأ عيونها. وبكينا سويّاً بِصمت. ثم أخَذت مريَم نفساً عميقاً وقالَت:

 

ـ ربمّا ليس مقدّراً لي أن أتزوّج... وأكون سعيدة مع رجل... ربمّا علينا أن نبقى لوحدنا أنا وأنتِ، فكنّا بحال أفضل بِكثير... لا تخافي فلن ألقي اللوم عليكِ بل على ذلك المريض... إستغلَ سنّكِ وإبتزّكِ... أنا التي قمتُ بِتربيتكِ وأعلم جيّداً أي إنسانة أنتِ... آآآآخ... لولا خوفي مِن الفضيحة لأريتُكِ ما بِنيّتي أن أفعل بهِ.

 

وأكتفَت بِطلب الطلاق وعُدنا نعيش سويّاً كالسابق. ولكن ما لا تعرفه عمّتي بعد، هو أنّ ذلك الشاب الذي تعرّفتُ إليه وأحببتُه بعد فترة، لديه خالاً أرملاً يبحث عن زوجة. وقلبي يقول لي أنَ في يوم زفافي سيكون هناك عروسين. 

 

حاورتها بولا جهشان

المزيد
back to top button