هل طفلك يعاني من مرض التوحّد؟

أصبح التوحد من أمراض العصر الحالي الأكثر رواجاً، لكونه منتشر بصورة كبيرة بين الأطفال ويشكل قلقاً كبيراً للأهل. وهو عبارة عن مرض نفسي وعضوي إلى حد ما، يصيب الطفل قبل بلوغه الثلاث سنوات ويستمر طيلة العم، كما أنه قد أن يصيب الكبار في السن. هناك مجموعة من الأسباب تؤدّي إلى الإصابة بالتوحّد، لكن السبب الرئيسي ما يزال غير محدد حتى الآن.

ما هي أسباب الإصابة بالتوحد؟ وماهي أعراضه؟ وكيف يمكن علاج هذا المرض؟
الأسباب:
- العوامل الوراثية، فإصابة أحد أفراد العائلة بمرض التوحد تؤدي إلى انتقال المرض عن طريق الوراثة.
- الالتهابات الفيروسية والمضاعفات التي تصيب النساء أثناء الحمل.
- تناول الأم خلال فترة الحمل بعض الأطعمة الضارة أو التدخين أوشرب الكحول كلها عوامل مؤدّية إلى حدوث خلل في جينات الطفل.
- وجود مشاكل في الجهاز المناعي لدى الطفل.
- الإنجاب في سن متأخّر.

وذكرت دراسة سويسرية إلى أنّ الاطباء في جامعة بازل للأبحاث الحيويّة، أكّدوا أنّ السبب في الإصابة بداء التوحد يعود إلى تحورات تصيب 300 من الجينات، أهمها التي تصيب الجين المعروف باسم نيوروليجين 3 المسؤول عن بناء نقاط الاشتباك العصبية التي تمثل حلقة الوصل بين الخلايا العصبيّة في جسم الإنسان، مما يؤدّي إلى فقدان التواصل بين الخلايا العصبيّة. لذلك يعاني مريض التوحّد من تضرّر في أجزاء الدماغ المسؤولة عن الذاكرة والتركيز والكلام والتواصل. كما أوضحت الدراسة، وفقاً لوكالة أنباء الكويت، بأنّه عندما نعالج هذا الخلل قد يتم التغلب على المرض بشكل نهائي. 

يعاني الطفل المصاب بداء التوحد من أعراض عديدة، وننصح الأهل باستشارة الطبيب بشكل فوري في حال ملاحظة إحدى هذه الأعراض :

- صعوبة في لفظ الكلام بشكل طبيعي وتكرار نفس الكلمات.
- عدم التواصل الاجتماعي مع الآخرين، وصعوبة تفاهم الأهل مع الطفل وتعليمه.
- عدم التواصل البصري مع الآخرين.
- الأهتمام بأشياء محدّدة يكرّرها باستمرار وعدم تعلّم أشياء جديدة.
- عدم الأستجابة بسرعة إلى النداء أو قرع جرس الباب، وقد تكون ردات فعله غريبة بعض الشيء منها الصراخ المتواصل بدون سبب.
- يكره العناق ويفضل اللعب لوحده.

من الطبيعي أنّ تتعدّد درجات ونسب الإصابة بالتوحّد، ولكل درجة طريقة للتعامل معها وعلاجها. لكن لم يتمكن العلماء من اكتشاف علاج شافٍ بشكل كامل لهذا الداء بسبب عدم التوصل إلى تحديد أسباب الإصابة به. إنّما هناك مجموعة من الوسائل التي تخفّف من الأعراض الجانبية للمرض، ويمكن أن تؤدي إلى علاجه مع مرور الزمن:

- العلاج بالدواء حيث يوجد الكثير من الأدوية التي أجازتها FDA  للتقليل من الأعراض الجانبية للتوحّد، لكن هذه العقاقير ليست علاج للمرض.
- تعليم الطفل في مدارس خاصة بمرض التوحد كي يتم التعامل معه بطريقة خاصة تساعد على التواصل والاندماج مع العالم.
- الوخز بالإبر الصينية لمعالجة مشكلة النطق لديه.
- توصل الباحثون إلى أسلوب جديد، قد يقضي على مرض التوحد بشكل نهائي، هو العلاج بالخلايا الجذعية، فهو يحسن تدفق الدم والأكسجين إلى الدماغ، وبالتالي يتم تحفيز تشكل وصلات عصبية جديدة بدلاً من الوصلات العصبية التالفة التي أدت إلى مرض التوحد.

ومن الملاحظ أنّ الأولاد اللذين يعانون من داء التوحد قد يصبحون عباقرة، فعلى سبيل المثال عانى العالم ألبرت أينشتاين Albert Einstein من التوحد ولكن بدرجة خفيفة. ومن المشاهير اللذين عانوا من هذا المرض أيضاً إسحاق نيوتن Isaac Newton ، فينسنت فان جوخ Vincent Van Gogh و بيل غييتس Bill Gates.

وأخيراً وليس آخراً على الأهل توعية أفراد العائلة والأخوة والأصدقاء لكيفيّة التعامل مع الطفل الذي يعاني من التوحد بحسب درجة الإصابة. والانتباه إلى أنّه لكل طفل مصاب به موهبة يتميّز بها، لذا ننصح الأهل بالتركيز على هذه الموهبة والعمل على تطويرها وتنميتها.​

المزيد
back to top button