ما هو قلق ما بعد الولادة وكيفيّة التعامل معه؟

قلق بعد الولادة هو حال من القلق المفرط الذي يحدث بعد الولادة أو التبني، وغالبًا ما تكون هذه المشاعر خارجة عن السيطرة، حيث تشعرين بإحساس مستمرّ بالذعر، من دون معرفة السبب. وقد يكون ذلك أحيانًا مرتبطًا بذكرى معيّنة من ماضيك، أو يعود لعوامل غامضة قد لا تستطيعين تحديدها. في هذا المقال، سنخبرك بأبرز المعلومات التي عليك معرفتها عن ذلك.

 

الفرق بين قلق واكتئاب ما بعد الولادة

إنّ عيش حال القلق بعد الولادة يختلف عن الاكتئاب. فإن كنت تعانين من الثانية، ستشعرين بحزن مفرط وتبكين بشكل متكرّر وتنفرين من طفلك أو يراودك شعور بأنّك لا تتمكّنين من الاعتناء به. أمّا قلق ما بعد الولادة، فهو يرافقه مشاعر بالقلق المفرط، وليس الحزن، حيث تأتي إلى ذهنك أفكارًا مخيفة عن مولودك الجديد. ويتشابه الاثنين ببعض العوارض، مثل خفقان القلب، واضطراب النوم، والشعور بخوف مستمرّ.

 

عوارض قلق ما بعد الولادة

عندما تعانين من قلق ما بعد الولادة، ستشعرين بأنّك أو طفلك في خطر دائم، ومن أبرز العوارض التي تشير إلى ذلك:

العوارض الجسديّة

  • الغثيان أو الآلام في المعدة.
  • اضطراب النوم.
  • فقدان الشهية.
  • زيادة معدلات ضربات القلب.
  • عدم القدرة على التنفّس، أو الشعور بضيق في التنفّس.
  • تشنّج العضلات.

العوارض النفسيّة

  • الصعوبة في التركيز.
  • النسيان.
  • التفكير بأفكار سيّئة.
  • المعاناة من وسواس بشأن أشياء من غير الممكن أن تحدث.
  • الشعور بالتوتّر والخوف.
  • فقدان الاهتمام بنشاطات كنت تحبين ممارستها سابقًا.
  • الحذر الشديد من مواقف قد لا تكون خطيرة.
  • التحقّق من الأشياء مرارًا.

 

أسباب قلق ما بعد الولادة

الشعور بالمسؤوليّة

قد تشعرين بأنّ على عاتقك مسؤوليّة كبيرة تجاه حماية طفلك الجديد ورعايته.

التغيّرات الهرمونيّة

تتسبّب التغيّرات الهرمونيّة بتقلّبات في المزاج، ويمكن أن يجعلك ذلك تبالغين بردّة فعلك تجاه التوتّر.

قلّة النوم

قد تعانين من قلّة النوم بعد ولادة طفلك، حيث يتطلّب ذلك منك رعايته طوال الوقت، ما يعني أنّه عليك الاستيقاظ مرارً أو البقاء ساهرة معظم ساعات الليل، ولذا، ينتج عن قلّة النوم هذه شعور بالقلق.

الأحداث السابقة

قد تكون بعض المواقف أو الذكريات التي حدثت معك خلال فترة حملك وبعد الولادة، مثل مشاكل في الحمل، أو الولادة المرهقة، أو صعوبة إرضاع مولودك، سببًا لشعورك بالقلق.

 

كيف يتمّ تشخيصه؟

الطريقة الوحيدة لتشخيص إصابتك بقلق ما بعد الولادة، هي زيارة طبيب نفسيّ، والذي يمكنه معرفة ذلك من خلال مصارحته عمّا تشعرين به، ويجب أن تقومي بذلك بارتياح ومن دون أن تشعري بالخجل. ولذا، أجري محادثة صريحة ومنفتحة حول قلقك، وتوقّعي منه أن يطرح عليك بعد الأسئلة ليشخّص شدّة الحال لديك، ويقدّم لك نصائح حول كيفيّة التخلّص من عوارضها.

 

كيفيّة التخلّص من قلق ما بعد الولادة؟

بعد التأكّد من أنّك تعانين من قلق ما بعد الولادة، يمكن اتّباع الكثير من الطرق للتخفيف من حدّة العوارض المصاحبة لهذه الحال، وأبرزها، العلاج النفسيّ، إذ يتعمّق المعالج في حالك أكثر، ويساعدك في كلّ جلسة علاجيّة على تخطّي الأمر.

كذلك، يمكنك التحدّث إلى أمّهات عانين سابقًا من الحال نفسها، حيث سيُشعرنك بالارتياح عندما يخبرنك عن كيفيّة تخطّيهنّ لها. ولا تتردّدي أيضًا بطلب المساعدة من أفراد عائلتك وأصدقائك ليساعدونك في الاهتمام بالطفل. ومن أبرز الأمور التي تساعد أيضًا على التخلّص من قلق ما بعد الولادة، ممارسة تمارين الاسترخاء، مثل اليوغا، أو هواياتك الرياضيّة المفضّلة.

المزيد
back to top button