لطالما سمعنا عن أضرار تناول الطعام مباشرة قبل النوم، كانت أساطير الجدّات تقول إن هذا الأمر يتسبّب برؤية الكوابيس، في حين أن الطبّ يربط تناول الطعام قبل النوم ببعض الأمراض المعوية كمشكلة عسر الهضم أو الانتفاخ.. أما اختصاصيو التغذية فمعظمهم يؤكد بأن أي نوع من المأكولات التي نتاولها قبل النوم مباشرة لن يستطيع الجسم هضمها كما يفعل خلال النهار.
ولكن بعيداً عن كل ما يُقال ويُشاع، هل يمكن للطعام حقاً أن يؤثر على صحّة نومنا؟
الجسم قادر على إنجاز شيء واحد
بحسب الدراسات، فإن الجسم قادر على فعل شيء واحد في كل مرّة. وبالتالي، عند تناول الطعام مباشرة قبل الخلود إلى السرير، ينشغل الجسم بهضمه ما يجعله غير قادر على الاسترخاء والنوم بشكل جيّد. من هنا يوصي اختصاصيو التغذية بتناول الوجبة الأخيرة قبل أربع ساعات من الخلود إلى الفراش، ودمج ذلك مع سلوكيات أخرى تعزز النوم منها الابتعاد عن التوتّر وممارسة الحركة خلال النهار واتباع روتين نوم منتظم، أي النوم في وقت ثابت كل ليلة.
وبحسب الأطباء، فإن الجسم هو عبارة عن حلقة متواصلة ومترابطة، وعدم النوم بشكل جيّد يخلق رغبة قويّة لدك الشخص بتناول المزيد من السكر والكربوهيدرات، ما يجعل الجسم عاجزاً عن حرق الدهون واستقلاب الطعام ويتسبّب لنا بحالات من القلق وعدم القدرة على النوم.
الطعام يحسّن نظام النوم
لا يشكّل الطعام فقط تهديداً لصحّة النوم، بل هو في بعض الأحيان يكون محفّزاً لنوم أفضل. فهناك بعض الأطعمة التي يمكن أن يكون لها خصائص مهدئة. فعلى سبيل المثال، أثبتت الدراسات أن الأرز يمكن أن يكون مفيداً في تحسين صحّة النوم، إذ قارنت إحدى الدراسات اليابانية بين الأشخاص الذين تناولوا المعكرونة والخبز والأرز قبل النوم، ووجد الباحثون أن الأرز ساعد على النوم بشكل أفضل، أما الخبز فلم يُحدث أي فرق، في حين تسبّبت المعكرونة بنوم أقل. وقد أرجعوا السبب في ذلك إلى أن ارتفاع نسبة السكر في الدم من الأرز الأبيض، تحفّز الجسم على إنتاج السيروتونين الذي يخلق الشعور بالنعاس. كذلك فإن تناول القليل من الكربوهيدرات في العشاء مفيد، لأنه يحفز السيروتونين والدوبامين، ويساعدنا على الاسترخاء.