ما هو تأثير الإجهاد على النوم؟

غالباً ما يؤثّر الإجهاد على نمط حياتنا اليومية ويسبّب العديد من المشاكل الصحّية مثل الصداع وخفقان القلب وارتفاع ضغط الدم. من ناحية أخرى، أكّدت الأبحاث العلمية ارتباط وثيق بين الإجهاد وجودة النوم وذلكك بسبب التفكير الدائم والقلق الأمر الذي قد يؤدّي أيضاً إلى الأرق.

 

لماذا يؤثر الإجهاد على النوم؟

غالباً ما يصاحب الإجهاد حالة من الحرمان من النوم والعكس صحيح. عندما يتعلق الأمر بالإجهاد، يعمل الجسم على فرز مواد كيميائية التي يتم إطلاقها كجزء من ردود فعل تحصينية ولحماية الجسد من التهديدات الخارجية. مصادر الإجهاد ليست مميتة، فمن الطبيعي الشعور بالقلق بشأن مواردنا المالية وعلاقاتنا الشخصية ووظائفنا، وللأسف لا يستطيع نظامنا العصبي التمييز بين الأسباب، وسيتم إطلاق المواد الكيميائية الالتهابية مثل الكورتيزول والتي يمكن أن تؤثّ سلباً على دورة النوم عن طريق تثبيط إنتاج الميلاتونين، وهو هرمون النوم والشعور بالنعاس. 

 

1- طحن الأسنان الليلي

يرتبط طحن أسنانك بمجموعة متنوّعة من المحفزات، لكن الإجهاد يميل إلى أن يكون أحد الأسباب الأكثر شيوعًا. قد يؤثّر الشعور بالإجهاد والتوتر على عضلات الفك، مما يسبّب حفيف وطحن الأسنان أثناء الليل. يمكن أن يجهد طحن الأسنان عضلات الفكّين في هذه المنطقة، وكذلك الرأس والأذنين. ويمكنه أيضًا أن يقضي على أسنانك مما قد يؤدي إلى تفاقم الحاجة إلى الحشوات أو حتى التسبب في ضرر دائم.

وعلى عكس العديد من الأعراض الأخرى، يطرح طحن الأسنان تحديًا فريدًا لأنه غير إرادي ويكون الأنسان غائباً عن الوعي عادةً أثناء حدوثه. لا يمكنك بعد ذلك بذل جهد لإيقافه أو تجنّب حدوثه، ولكن يمكنك اتخاذ الخطوات اللازمة للتحضير له مثل:

  • تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين والمشروبات الكحولية.
  • استخدام واقي الفم الذي يمكن أن يقلل من طحن الأسنان وحمايتها من أي تلف.

 

2- آلام العضلات والتشنجات

عندما تعاني من الإجهاد، فسوف تتوتر عضلاتك غريزيًا، وقد تؤدي مع مرور الوقت إلى آلام وأوجاع في الرقبة والكتفين والصداع المزمن. كما ذكرنا، ينتج الجسم هرمون الإجهاد، أي الكورتيزول، الذي يمكن أن يساهم أيضًا في مستويات عالية من الالتهاب المسيئة للعضلات والمفاصل. بالإضافة إلى ذلك، يعرقل الإجهاد امتصاص الجسم للمعادن مثل الكالسيوم والمغنيسيوم الضرورية للغاية لصحّة العضلات والمفاصل. كما يؤثّر الإجهاد المزمنً على كثافة العظام، وتقلصات الدورة الشهرية والتشنّجات. لذلك، من المهم معالجة مستويات التوتر عن طريق استخدام تقنيات التأمل والتنفس العميق.

 

3- ارتفاع حرارة الجسم

عندما يعاني الجسم من الإجهاد، يرتفع معدل ضربات القلب وضغط الدم ومستويات السكر في الدم وبالتالي ترتفع درجة حرارة الجسم الكاملة. قد يتسبب ذلك في حدوث أعراض محرجة مثل التعرّق، بالإضافة إلى أنه يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الأعراض الأخرى مثل الهبات الساخنة بعد انقطاع الطمث. كما يمكن أن يسبب مشاكل إذا كنت تعاني من حالة الجلد مثل الوردية حيث أن هذه الزيادة المفاجئة في تدّفق الدم يمكن أن تتلف الشعيرات الدموية الصغيرة تحت الجلدك، مما يجعلها أكثر وضوحا وتسبب الاحمرار والالتهاب.

 

4 - تفاقم أعراض الحساسية

تزداد أعراض الحساسية مثل العطس والسعال والطفح الجلدي سوءً في الليل، لذا فإن آخر ما تحتاجين إليه هو الشعور بالإجهاد لتبقي مستيقظة أيضًا. وقد ربطت الدراسات الإجهاد بأعراض الحساسية المسببة إذ يقوم الجسم بإطلاق الكيماويات أثناء الإجهاد مثل الهيستامين والكورتيزول. يلعب الهيستامين دوراً رئيسياً في تحفيز أعراض الحساسية لأنه يشجع الالتهابات والتهيجات والحك. إذا كنت متوترة، فسوف يقوم جسمك بإطلاق المزيد والمزيد من هذه المادة الكيميائية، مما يزيد من أعراض الحساسية أثناء النوم.

 

5- تعسير عملية الهضم

يؤدّي الإجهاد إلى المعاناة من الانتفاخ والإسهال والإمساك والارتجاع خلال الليل وبالتأكيد ستؤثّر هذه العوامل على نوعية نومك. للأسف، فإن الاضطرابات الهضمية شائعة جدًا عند الشعور بالإجهاد والقلق لأنه يبطىء وظائف الجهاز الهضمي أو يسرعها فجأة ممّا يؤدي إلى نوبات من الإمساك أو الإسهال. والأسوأ من ذلك، بما أن الإجهاد يطلق مواد كيميائية مؤيدة للالتهابات، فإنه يمكن أن يؤثر في الواقع على بنية الأمعاء مما يؤدي إلى أعراض من نوع IBS أو الأمعاء المتسربة.

المزيد
back to top button