من المعروف أن المأكولات التي نتناولها لها تأثير على مزاجنا وعواطفنا. وبالتالي، قد يزيد تناول الكثير من السكر من خطر الإصابة باضطرابات المزاج، بما في ذلك الاكتئاب. في السنوات الأخيرة، ازداد الوعي العام من مخاطر السكر وارتباطه بمشاكل صحّية رئيسية مثل السمنة والسكري وسوء النوم والأمراض الجلدية مثل حب الشباب وضعف المناعة.
يتواجد السكر بشكل طبيعي في الكربوهيدرات المعقّدة مثل الفواكه والخضروات والحبوب. كما أنه موجود في الأطعمة البسيطة والمكرّرة مثل المعكرونة والكعك والمعجّنات والخبز والصودا والحلويات. قد يؤدي تناول الكثير من السكريات البسيطة إلى زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب واضطرابات المزاج والعديد من المشكلات الصحّية المزمنة.
ما هو الرابط بين السكر والاكتئاب؟
1- الاكتئاب
اكتشف الباحثون أنّ اتّباع نظام غذائي غني بالأطعمة الكاملة مثل الفواكه والخضروات والأسماك، يمكن أن يقلّل من خطر الإصابة بالاكتئاب في منتصف العمر. إن الأشخاص الذين يتناولوا الأطعمة الجاهزة مثل الحلويات والأطعمة المقلية واللحوم المصنّعة هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب من الأشخاص الذين يعتمدون إلى حد كبير على الأطعمة الطازجة وغير المصنّعة.
من الضروري تناول الكثير من الفواكه والخضروات والأسماك لصحّة القلب والدماغ وللحماية من الأمراض المزمنة. إن ارتفاع السكر في الدم يزيد من أعراض اضطرابات المزاج. وقد ربطت البحوث استهلاك كمّيات كبيرة من السكر بزيادة خطر الاكتئاب. يثبط السكر نشاط هرمون يسمى BDNF وهو منخفض عادةًعند الأشخاص المصابين بالاكتئاب والشيزوفرينيا. من ناخية أخرى، يعد السكر من منشطات الالتهاب المزمن الذي يؤثرّ على الجهاز المناعي والمخ وأنظمة أخرى في الجسم.
2- الإدمان
وجدت دراسة أجريت على الفئران أن المستقبلات الحلوة في الدماغ لا تتكيّف مع مستويات السكر العالية والمستمرّة. يمكن للكميات الكبيرة من السكر أن تحفّز مركز المكافأة في الدماغ وتسبّب حالة شديدة من الادمان. وتشير مجموعة متزايدة من الأدلّة إلى الإمكانات الإدمانية للسكر تماماً مثل المخدرات، لأنها تؤدّي إلى انتاج الدوبامين الكيميائي الذي يعطي الشعور بالارتياح وتنشيط مراكز المكافأة نفسها في الدماغ وتكوين عادات غذائية مسببّة للإدمان.
3- القلق
لا تسبّب الحميات المليئة بالسكر والدهون القلق بالضرورة ولكنها تزيد من أعراض القلق وتضعف قدرة الجسم على التعامل مع الإجهاد. يمكن أن يسبب تناول السكر رؤية ضبابية، وصعوبة في التفكير والتعب، وهي من أعراض نوبات الهلع وبالتالي زيادة القلق والخوف. يمكن أن يسبب ارتفاع السكر والانهيار اللاحق حدوث اهتزاز وتوتر مما يزيد القلق سوءً. وقد أثبتت الأبحاث وجود علاقة بين تناول السكر والقلق.
4- التعلّم والذاكرة
يضر السكر أيضاً بالقدرات المعرفية مثل التعلّم والذاكرة. في دراسة أجريت على الحيوانات أجرتها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس ، تسبب ستة أسابيع من تناول محلول الفركتوز (على غرار الصودا) في نسيان الفئران طريقها للخروج من متاهة، في حين أن الجرذان التي تناولت غذاءً صحياً ونظام غذائي غتي بالفركتوز وبأحماض أوميغا 3 وجدت طريقها للخروج أسرع. تسبّب النظام الغذائي عالي السكر في مقاومة الأنسولين، مما يؤدّي بدوره إلى إتلاف اعملية التواصل بين خلايا المخ التي تعمل على تغذية وتكوين الذاكرة.
على الأقل، ندرك اليوم أن العقل والجسم متصلان بشكل معقّد ويجب تغذية الدماغ لتحقيق الصحة المثلى.
