ما العمل بالطعام المتعفّن جزئياً: هل نرميه أم نستهلكه؟

في الكثير من الأحيان، قد نجد قطعة من الحامض (أو غيره من الخضار) منسيّة في عمق درج البرّاد أو قطعة من التفاح (أو غيره من الفاكهة) متروكة في أسفل سلة الفاكهة في المطبخ. ونجد أن هذه القطعة أصبحت تالفة جزئياً ومغطّاة بمادة قطنية ذات لون أخضر رمادي… هذه المادة هي العفن. بالتالي، فإن السؤال المطروح هو ما يلي: هل علينا أن نقطع الجزء المتعفّن من قطعة الفاكهة أو الخضار وأن نأكل القسم المتبقّي منها أو يجب أن نتخلّص من تلك القطعة بالكامل؟

في البداية، يجب أن نذكر أنه يمكن أن نجد آثار العفن هذه على جميع أنواع المواد الغذائية (الأكثر تعرّضاً هي المأكولات الطازجة والفاكهة والخضار والخبز والحبوب والبذور الزيتية والحليب ومشتقاته). بشكل عام، تظهر هذه الفطريات عندما يكون الغذاء عرضةً لظروف تخزين سيئة.

 

وعلى الرغم من معرفتنا أن بعض أنواع الفطريات هي نافعة ومفيدة (كما هو حال “البينيسيليوم روكفورتي” الذي نجده في جبنة الروكفور الشهيرة)، يمكن للأنواع الأخرى منها أن تكون سامة وأن تنتج ما نسمّيه “السموم الفطرية” التي هي غير مرئية والتي يمكن أن تنتشر في كامل أجزاء الطعام، بما في ذلك الجزء السليم منه. لذلك، وعلى الرغم من أن قطعة الطعام التي وجدناها هي متعفّنة جزئياً، فمن الأفضل دائماً رميها لأن مجرد قطع الجزء المتعفّن لا يكفي في بعض الأحيان للقضاء على خطر التسمّم.

 

أخيراً، وبما أن العفن يتميّز بسرعة انتشاره، فمن المستحسن دائماً إزالة قطعة الفاكهة أو الخضار من محيطها بمجرد ظهور علامات العفن عليها. أيضاً، من المستحسن عدم تعبئة البرّاد بشكل مفرط كي نتجنّب خلق محيط رطب وسيئ التهوية لأن هكذا محيط كفيل بخلق حالة تساهم في تعزيز نمو وانتشار العفن والفطريات.

 

دنيز أبو جمره، باحثة وناشطة في علم التغذية

المزيد
back to top button