إنّ المغنيزيوم يحمي الخلايا ويحارب السرطان ويعمل كمضادّ للأكسدة، وهو معدن حسناته كثيرة لا تُعدّ ولا تُحصى. لكن لمَ لا يوصف إلاّ بأنّه محارب للتعب؟
وفقاً لدراسة Suvimax التي أُجريت قبل عشرين عاماً على مجموعة فرنسيّة، تبيّن أنّ 77 في المئة من النساء و75 في المئة من الرجال يعانون من نقص بنسبة المغنيزيوم! في بلادنا، ومع الإحصائيّات الضعيفة، من المرجّح أن نكون على المستوى ذاته كالذي كان سائداً في فرنسا في عام 1997. فوائد المغنيزوم لا تعدّ ولا تحصى، فلنتعرف عليها.
فوائد المغنيزيوم
تعليمات عن الخلايا
إنّ الخليّة التي تحمل النسبة اللازمة من المغنيزيوم تقدّم أقصى حدّ من A.T.P (Adenosyl Tri Phosphate)، الوقود الخلويّ الشهير. من هنا، يكون التقلّص أفضل (إن كانت الخليّة للعضلات)، والدفاع الطبيعيّ أفضل (إن كانت خليّة لجهاز المناعة)، وانتقال المرسلات أفضل (الناقلات العصبيّة)، مع إصلاح أفضل للأضرار التي تسبّبها الشيخوخة والتلوّث والأكسدة وغيرها. يؤدّي المغنيزيوم دوراً أساسياً في العديد من وظائف الأيض في الجسم. ونجده في 300 أنزيم مختلف في الجسم ويمكن أن يثبت على 3751 موقعاً من البروتينات في جسم الإنسان!
تأثير مزيل للسموم
تجدر الإشارة إلى أنّ أقوى مضادّ للأكسدة يُنتجه الجسم وهو الغلوتاثيون، يؤدّي دوراً جوهرياً في إزالة السموم وخاصّة في الكبد، وهو يحتاج إلى المغنيزيوم لكي يتكوّن. إنّ هذا المعدن ضروريّ لإزالة السموم لأنّه يحمي الخلايا من الأضرار التي تسبّبها المستحضرات الكيميائيّة والمعادن الثقيلة وغيرها من السموم الأخرى.
محارب لداء السكّر والسرطان
يُعدّ المغنيزيوم ضروريّاً لتنظيم مستوى السكّر في الدم، وهو يخفّف من خطر الإصابة بداء السكّر من النوع 2. ولا بدّ من التذكير بأنّ عدم السيطرة على الغلوكوز المرتبط بداء السكّر يُفسد بقوّة خلايا الجسم ويعزّز خلايا السرطان القاتلة. وقد أظهرت دراسة نُشرت في American Journal of Clinical Nutrition أنّ أيّ ارتفاع بنسبة 100 ملغ لاستهلاك المغنيزيوم الغذائي يرتبط بانخفاض بنسبة 12 في المئة من خطر الإصابة بمرض سرطان القولون والمستقيم.
المغنيزيوم والإرهاق
بغية إزالة هرمونات الإرهاق (كورتيزول، أدرينالين...) يستمدّ الجسم المعادن من الأنسجة (عضلات، عظام)، ومن بينها المغنيزيوم، من هنا التعب عند الصباح والطرقات غير المنتظمة والهلع والقلق ووميض الجفون والتشنّجات والخفقان ومشاكل النوم والحساسيّة على الالتهابات. حبّتان من الشوكولا الأسود والقليل من اللوز فيصبح الجسم مغذّى بالمغنيزيوم ويغدو سليماً معافى.
أين نجده؟
يتوافر المغنيزيوم في الخضار الخضراء والأفوكا واللوز والشوكولا الأسود والجوز والسبيرولين (عشب بحري أزرق) والحنطة السوداء وحبوب السمسم والقرع ودوّار الشمس.
اختبار مستوى المغنيزيوم
ليس هناك أيّ تحليل للدم يسمح بالتعرّف حقاً إلى نسبة المغنيزيوم الموجودة في الأنسجة. وحدها نسبة 1 في المئة من المغنيزيوم في الجسم موجودة في الدم. وأمّا نسبة المغنيزيوم في الدم فلا تشير البتّة إلى نسبة المغنيزيوم في الخلايا والأنسجة. يجب فحص البول على مدار 24 ساعة ومقارنة النتائج مع مؤشرات محتملة لنقص المغنيزيوم كالتشنّجات وارتجاف الجفون وعدم انتظام دقّات القلب والصرع وفقدان الشهيّة وألم الرأس والغثيان والتعب.
أيّ مياه معدنيّة؟
إنّ شرب المياه المعدنية الغنيّة بالمغنيزيوم ليس مثاليّاً فصحيح أنّها تحتوي على كمّية كبيرة من المغنيزيوم وخاصّة Badoit، Quézac، Hépar (110 ملغ في اللّيتر الواحد)، لكنّ المغنيزيوم موجود فيها على شكل كبريتات المغنيزيوم (مغنيزيوم غير عضوي)، الذي يمتصّه الجسم بصعوبة ما يؤدّي إلى الانتفاخ والإسهال حتّى.
الاحتياجات اليومية
330 ملغ في اليوم للمرأة (200 غم من العدس + قطعتان من الخبز بالقمح الكامل + موزة + القليل من اللّوز أو 40 غ + قطعة شوكولا أسود أو 30 غ)، و420 ملغ للرجل (تضاف إليها موزة وقطعة شوكولا أسود).
د. سميرة سامر
