من منا لا تستخدم القرفة في مطبخها؟ سواء لطهي الطعام أو لتناول المشروبات الساخنة، أو لتحضير الحلويات.. تشكّل القرفة مكوّناً أساسياً في وجباتنا اليومية. إلا أن دراسة حديثة أظهرت احتواء القرفة على الرصاص ما يجعلنا نفكّر ملياً قبل استخدامه ونتساءل عما إذا كان هذا النوع من التوابل صحياً أم لا.
نتائج الدراسة
وجدت دراسة جديدة أن 12 من أصل 36 منتجاً من القرفة المطحونة يحتوي على مستويات عالية من الرصاص. وفي حين أن الرصاص معدن طبيعي لا يمكن تجنّبه بشكل كامل في نظامنا الغذائي، فإن تناوله يشكّل تهديداً على الصحّة، لا سيّما صحّة الأطفال والنساء الحوامل. وبالتالي، فإن هذه الدراسة التي تناولت "تلوّث" القرفة بالمعادن الثقيلة قد تجعلنا نتساءل عن مدى خطورة هذه التوابل على صحّتنا.
كيف يدخل الرصاص إلى القرفة؟
يمكن أن يدخل الرصاص إلى القرفة والتوابل الأخرى من خلال طريقين: التلوّث غير المتعمّد والغش.
التلوّث الطبيعي وغير المتعمّد بالرصاص يمكن أن يحدث في مراحل مختلفة، بما في ذلك أثناء النمو والحصاد والمعالجة. فكونه معدناً ثقيلاً وموجوداً بشكل طبيعي، يمكن أن يتسلل الرصاص إلى التربة ومصادر المياه، مما يؤدي إلى تلويث المحاصيل. وهذا يشمل القرفة، التي تأتي من لحاء وأوراق شجرة القرفة دائمة الخضرة. كذلك يمكن أن يتسرب الرصاص إلى القرفة من مصادر مثل البنزين المحتوي على الرصاص ومناطق التعدين ومواقع البناء، ويمكن أن يتسرب إلى المجاري المائية المحيطة من منطقة الزرع.
أما الطريقة الثانية وهي الغش، فتحصل عندما يتمّ إضافة الرصاص عمداً إلى التوابل لزيادة وزنها وبالتالي سعرها. قد يضيف التجار مركبات تشبه القرفة إلى حد كبير، مما قد يؤدي إلى مستويات عالية جدًا من الرصاص، وغالباً ما تكون المنتجات المستوردة أكثر عرضة للخلط بهذه المركبات.
تناول القرفة أمن أو غير آمن؟
بحسب الخبراء، ليس من الضروري التخلّي بشكل كامل عن تناول القرفة وإخراجها بشكل نهائي من نظامنا الغذائي، ولكن في المقابل علينا اختيار المنتجات التي تتمتّع بسمعة جيّدة وتلتزم بمعايير السلامة الغذائية، والابتعاد عن تلك التي تم الإبلاغ عنها بواسطة تقارير المستهلك. كذلك ينصح الخبراء باعتماد القرفة الكاملة (عيدان القرفة) كونها أقل احتمالا لاحتواء الرصاص من القرفة المطحونة.