لم أصدّق أذنيّ حين أخبرتني رفيقتي عن آخر ابتكار في وسائل التنحيف: حقن البوتوكس في المعدة كوسيلة جديدة لخسارة الوزن الزائد! اعتقدها مزحة ولكني حين تعمّقت في التحرّي أكثر عن الموضوع، تبيّن لي بأن الدراسات والتجارب حقيقيّة وقد أُجريت أوّلها في النروج العام الماضي.
تقتضي العمليّة على حقن مادة البوتوكس في عضلات المعدة. وبما أن البوتوكس هو سمّ يشلّ عمل العضلات، كما يفعل عند حقنه في الوجه لإزالة التجاعيد، فإن عضلات المعدة تكفّ عن الإنقباض وبالتالي لا ترسل المعدة إشارة إلى الدماغ بعد ذلك منبئةَ له الإحساس بالجوع كما هي الحال عادةً. فلا يحسّ الشخص بالجوع كما قبل، فيأكل أقلّ! وقد أشارت التجارب التي أجريت على حيوانات المختبر إلى نقصان الوزن لدى هذه الحيوانات إلى الثلث في غضون خمس أسابيع.
بعض العيادات المتخصّصة بالجراحة التجميليّة في لبنان بدأت فعلاً هذا العام باعتماد حقن البوتوكس في المعدة لتخفيف الوزن. ومن غير المفاجئ أن يتهافت عليها عدداً كبيراً من الأشخاص الذين يعانون من البدانة لتنقيص وزنهم. فهذه العمليّة خلافاً لسابقاتها من عمليات ربط المعدة وتصغيرها وما إلى هنالك، أقلّ كلفة، لا تتطلّب عناء الجراحة في المستشفى كما أنّ العوارض الجانبيّة للبوتوكس ولغاية الآن، تبدو أقلّ.
العمليّتان الجراحيّتان الأكثر شيوعاً في الوقت الحاضر هما اوّلاً عمليّة ربط باب المعدة لتضييقه فيقلّ إحساس الشخص بالجوع فوراً بعد أكل كميّة صغيرة من الأكل فقط. نَقُص وزن الكثيرين من الأشخاص الذين لجؤوا إلى هذه العمليّة، ولكنّ العديد من بينهم عانوا من حالات التقيّؤ الشديدة وأيضاً من إنفلات ربطة المعدة والنتائج الصحيّة المترتّبة عن ذلك.
أمّا العمليّة الثاية فهي جراحة تصغير المعدة حيث يتم إزالة جزء بحدّ ذاته من المعدة التي تصغر فعليّاً فلا تعود قادرة على استيعاب إلا كميّة صغيرة جدّا من الطعام. ولكن من مخاطر هذه الجراحة أيضاً الإلتهابات في المعدة وحالات تخثّر الدم.
على الرغم من أن حقنة البوتوكس تبدو الحلّ الأسهل والأقل كلفة ماديّاً وصحيّاً، إلا أن الدراسات لم تُشِر بعد عمّا إذا كانت هذه العمليّة فعّالة ودائمة النتيجة، أو أنها كما هي الحال مع حقن البوتوكس في الوجه، تستدعي مراجعاتِ دوريّةِ بعد أشهر لتجديد الحَقِن.
ما أعرفه شخصيّاً واختبرته على مدى السنين هو أن السرّ في المحافظة على الرشاقة والصحة يكمن في ثلاثة أمور أساسيّة: الأكل الصحّي، الرياضة، والوقاية لتجنّب المشكلة المستعصية بدلاً من الإصطدام بالحائط فضرورة اللجوء إلى الحلول الطبيّة المزعجة.
ودمتم بأفضل صحّة،
دلال حرب.