كلّنا يعرف أهمية ممارسة الرياضة على صحّة القلب والجسم بشكل عام، ولكن قليلين هم الذين يملكون معرفة حول مدى تأثير هذه التمارين على صحّة الدماغ. تسلط الدراسات الحديثة الضوء على وجود علاقة بين ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وبين تحسين صحة الدماغ. وبحسب هذه الدراسات، يمكن أن تؤدي ممارسة التمارين البدنية لمدة ساعتين ونصف في الأسبوع إلى تحسين الذاكرة والكفاءة المعرفية والقدرة على اتخاذ القرارات لدى الأشخاص من جميع الأعمار.
في ما يأتي أبرز الفوائد التي تحملها التمارين الرياضية إلى صحّة الدماغ.
تنظيم الحالة المزاجية
للتمارين الرياضية تأثير عميق على تنظيم الحالة المزاجية، إذ تساعد في إفراز الإندورفين والهرمونات والناقلات العصبية وعدد كبير من المنظمات الأخرى التي، لا تعمل فقط على رفع الحالة المزاجية ووظيفة الدماغ في وقت التمرين، إنما أيضاً على إعادة توصيل المسارات العصبية في الدماغ في وقت مبكر من جلسة التمرين الأولى.
تأثير البروتينات
يلعب الطعام الذي تستهلكينه أيضاً دوراَ أساسياً في الوقاية من الاضطرابات المعرفية. وقد وجدت دراسة أجرتها جامعة هارفارد عام 2022، تابعت أكثر من 77000 رجل وامرأة على مدى 20 عامًا، أنه مقابل كل 5% من السعرات الحرارية الغذائية، فإن أولئك الذين تناولوا الكربوهيدرات بدلاً من البروتينات الحيوانية انخفض لديهم خطر الإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 11%؛ فيما خفضت البروتينات النباتية المخاطر بنسبة 26 بالمائة. لذا فإن ممارسة الرياضة وإدخال كميات من البروتينات أو من مسحوق البروتين إلى نظامك الغذائي كل يوم سيساعد في تحسين صحة الدماغ.
المرونة العصبية
المرونة العصبية هي إحدى العمليات التي يمكن أن تحدث في الدماغ والتي تساعد في تعلم مهام جديدة وإنشاء "مسارات" جديدة يمكن الوصول إليها. وتشير الأبحاث إلى أن تمارين القلب والأوعية الدموية تسبب تغيرات كيميائية حيوية في أدمغة الحيوانات. هناك العديد من عوامل النمو التي يُنظر إليها على أنها تزيد نتيجة استجابتها للتمارين الرياضية. وتلعب عوامل النمو هذه دوراً في تكوين الأوعية الدموية الناتج عن ممارسة الرياضة، مما يسهل المرونة العصبية.