أصبحت نظارات الضوء الأزرق التي تحجب الضوء الأزرق أكثر شيوعاً بسبب قضاء معظم الأشخاص وقتاً أطول في التحديق في الشاشات. ولكن ما مدى فعالية نظارات الضوء الأزرق، وهل يمكنها حقاً المساعدة في الحفاظ على صحة عينيك؟
اثبتت الدراسات العلمية أن الضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة الرقمية قد يكون ضاراً للعينين. وقد أثيرت هذه المخاوف بشكل أكبر أثناء الوباء بسبب قضاء المزيد من الوقت على الشاشات بسبب الطرق الجديدة للتواصل والعمل والدراسة عبر الشاشات.
ما هو الضوء الأزرق؟
يحتوي ضوء الشمس على أنواع عديدة من الضوء الملون، ولكل منها طول موجي ومستوى طاقة مختلفين. عندما يتم الجمع بين جميع الألوان، فإنها تولد ضوء الشمس أو "الضوء الأبيض". الضوء الأزرق هو أحد أنواع هذا الضوء وله طول موجي قصير ومستويات طاقة عالية. يأتي الضوء الأزرق من الشمس، ولكن أيضاً من مصادر من صنع الإنسان مثل أجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية والشاشات الرقمية الأخرى. يُسبًب مقدار الوقت الذي تقضيه على الأجهزة الرقمية ومدى قربها من عينيك بعض المشاكل في الرؤية وصحة العين.
نظرًا لأن الضوء الأزرق له طول موجي قصير، فإنه يمكن أن يخترق عينيك ويصل إلى شبكية العين بشكل أسهل من أي ضوء ملوّن آخر. شبكية العين هي طبقة رقيقة من الأنسجة تًبطًن الجزء الخلفي من عينك، وقد حذّر بعض الخبراء أن التعرض المفرط للضوء الأزرق يمكن أن يضر بالخلايا الحساسة للضوء في شبكية العين.
على الرغم من أن الشاشات تنبعث منها ضوء أزرق، فقد وجدت الأبحاث أن المستوى أقل بكثير من ضوء النهار الطبيعي. يشير هذا إلى أن الضرر الذي يلحق بالضوء الأزرق لعينيك من الشاشات الرقمية قد يكون ضئيلاً للغاية.
ما هي نظارات الضوء الأزرق وما أهمية ارتدائها؟
تحتوي نظارات الضوء الأزرق على عدسات حامية من أشعة الضوء الأزرق وتساعد في تقليل كمية الضوء الأزرق الذي يصل إلى عينيك ويمكنك شرائها عبر الإنترنت أو في متجر بدون وصفة طبية.
تعتبر نظارات الضوء الأزرق فعّالة في تقليل كمية الضوء الأزرق التي تدخل إلى عينيك. ولكن في الوقت الحالي، لا توجد أبحاث تشير إلى قدرتها على حماية صحة عينيك أو تحسينها، كما لا توجد أدلة كافية تشير إلى أن الضوء الأزرق يسبب إجهاد العين الرقمي. يرتبط إجهاد العين الرقمي ومشكلات العين الأخرى بكيفية استخدام الأجهزة الرقمية وليس الضوء الأزرق القادم من الشاشة. إذا قضيت وقتاً طويلاً في التحديق في الشاشة، فقد تتعب عيناك. يمكن أن يؤدي الجلوس بالقرب من الشاشة إلى إجهاد عضلات عينيك لأنها تتغير باستمرار وتغير تركيزها.
لذا، يًعد تقليل مقدار الوقت الذي تقضيه على الشاشات وأخذ فترات راحة منتظمة أمراً أساسياً لتقليل ومنع إجهاد العين الرقمي.
الضوء الأزرق هو نوع من الضوء قصير الطول الموجي. يمكن أن يعزز اليقظة والأداء وهو أهم منظم لإيقاع الساعة البيولوجية المسؤولة عن دورة النوم والاستيقاظ. لذلك، يمكن أن تساعد نظارات الضوء الأزرق على النوم بشكل أفضل في الليل. تشير بعض الدراسات إلى وجود صلة بين استخدام أجهزتك الرقمية في المساء وعدم الحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد. قد يقلّل الضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة الرقمية كمية الميلاتونين التي ينتجها جسمك. هذا هرمون طبيعي يساعد في التحكم في دورة نومك، وقد يساعد ارتداء نظارات الضوء الأزرق في زيادة مستويات الميلاتونين أثناء الليل.
من الأفضل تجنّب أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية والأجهزة الأخرى التي ينبعث منها الضوء الأزرق في الساعات التي تسبق وقت النوم.
على الرغم من الشعبية المتزايدة لنظارات الضوء الأزرق، لا يوجد دليل قاطع على أنها يمكن أن تقلّل أو تمنع إجهاد العين. لكن تقليل كمية الضوء الأزرق الذي يخترق عينيك قد يساعد في تحسين نومك كما أن نظارات الضوء الأزرق لا تسبّب أي ضرر.
