الصدمات النفسية هي تجارب قاسية يمر بها الانسان، تترك أثراً عميقاً على نفسيته وحياته اليومية. تلك الأحداث المؤلمة يمكن أن تكون نتيجة لمواقف صعبة، حوادث مروعة، أو تجارب مؤلمة أخرى. وتغير هذه الصدمات النفسية طريقة تفكير الشخص وسلوكه، وغالباً ما يحتاج المرء إلى الاهتمام والدعم لمساعدته على التعافي والتغلب على تأثير هذا النوع من الصدمات النفسية.
كيف تؤثر الصدمات النفسية على الجسم؟
تظهر الصدمات على جسم الإنسان بعدة طرق، ويمكن أن تتسبب في تفاقم الأمراض الجسدية الموجودة، وزيادة مستويات الإجهاد والقلق. يمكن أن يؤدي التعرض لصدمات مكررة أو مؤلمة إلى تغييرات في الوظائف البيولوجية للجسم، مثل اضطرابات النوم والتغيرات في الوزن وضغط الدم. بعض الأعراض الشائعة للصدمات تشمل الآلام في العضلات والمفاصل، والتعب المفرط، والصداع المزمن. بالإضافة إلى ذلك، قد يظهر الشخص أعراضًا نفسية مثل الاكتئاب والقلق، وقد يكون لديه صعوبة في التعبير عن مشاعره والتفاعل مع الآخرين.
ما هو الإنكار النفسي للصدمة وما هي اعراضه؟
الإنكار النفسي للصدمة يمكن أن يكون ناتجًا عن محاولة الشخص الهروب من الألم والضغط النفسي الذي يصاحب التجارب الصادمة. يمكن أن يظهر هذا الإنكار في تجاهل التفاصيل الحقيقية للحادث أو تجاهل الأعراض النفسية والجسدية التي تظهر بعد الصدمة. داخلياً ونفسياً، يمكن أن يعاني الشخص من الضياع والشعور بالفراغ. إذا لم يتم التعامل مع إنكار الصدمة بشكل فعال، قد يؤدي ذلك إلى تفاقم المشكلات النفسية والاجتماعية على المدى الطويل. لذلك، من المهم جداً ان يحصل الأشخاص الذين يعانون من الإنكار للصدمة ، على الدعم والمساعدة من قبل معالج نفسي لمساعدتهم في التعامل مع تجاربهم وتحسين صحتهم النفسية.
أعراض الإنكار النفسي للصدمة تختلف من شخص لآخر، ولكن يمكن أن تشمل ما يلي:
- تجاهل الحادث: عدم الاعتراف بحدوث الصدمة أو تجاهل تفاصيلها المؤلمة.
- تجاهل الأعراض: عدم الاعتراف بالأعراض النفسية والجسدية المرتبطة بالصدمة، مثل القلق، الاكتئاب، الألم الجسدي، واضطرابات النوم.
- إنكار الشعور: عدم التعبير عن المشاعر المرتبطة بالصدمة أو إخفائها عن الآخرين.
- عدم القدرة على التحدث: قد يجد الشخص صعوبة في التحدث عن تجربته ومشاعره بشكل عام.
- انعزال اجتماعي: يمكن أن يؤدي الإنكار إلى انعزال الشخص عن العلاقات الاجتماعية وتجنب التفاعل مع الآخرين.
- اضطرابات في العلاقات: الإنكار يمكن أن يؤثر على العلاقات الشخصية والاجتماعية، حيث يصبح من الصعب التواصل بشكل صحيح مع الآخرين.
- زيادة في الإجهاد: قد يعاني الشخص من مستويات مرتفعة من الإجهاد نتيجة لعدم التعامل مع الصدمة بشكل صحيح.
كيف نتغلب على الإنكار النفسي للصدمة؟
التعافي من الإنكار النفسي للصدمة يتطلب عملية متعددة الأوجه ودعماً. أولاً وقبل كل شيء، يجب على الفرد أن يعترف بوجود الصدمة وأهمية التعامل معها. هذا الاعتراف الأول هو خطوة مهمة نحو التعافي. يمكن للفرد طلب المساعدة من معالج نفسي، يمكن أن يساعده في تقبل الصدمة وفهم تأثيرها على حالته النفسية والعاطفية.
أيضاً، من الضروري أن يتعلم الشخص أساليب صحية للتعبير عن مشاعره وأفكاره. فيمكن أن تساعده الكتابة أو الفنون التعبيرية في هذا السياق، او التحدث مع الأصدقاء والأقارب الموثوق بهم وكل ذلك للحصول على الدعم المطلوب.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون العناية بالصحة الجسدية مهمة: من النوم الجيد، الى التغذية الصحية، وممارسة الرياضة، كل هذه الطرق يمكن أن تساهم في تعزيز العافية الجسدية والنفسية.